جَميلتي
كعادته فى كل صباح يستيقظ دون أن يشعر پأى تفائل فقط اثقال كثيرة ومسؤليات اكثر تنتظره فبمجرد أن يفكر فى هذا يعقد حاجبيه ويتأفف وأكثر ما يثير أعصابه أكثر ليبدأ اليوم بشحنة غضب متضاعفة هو صراخ زوجته المتواصل على فتاتيه لتناول الطعام ليخرج هو لفض الاشتباك
.......................
نها _صحيت تعالى شوفلك حل فى بناتك دول مش راضين يسمعوا الكلام
وقبل أن يجيب او يصدر اى حركة او صوت تصرخ فى الفتاتين
نها _ابوكم اهو صحى وهيلطشكم انتوا الاتنين ..
ولكن الفتاتان ابتسمن وذهبن فى حضن والدهن فأبتسم لهم وضمهم وقَبل كل منهما قبلة وداعبهن وطلب منهن الجلوس لتناول الطعام فأطعنه بسهولة وسعادة مما ازعج نها كثيرانها _أشمعنة كلمة بابا حلوة وكلمتى أنا الى بتقف فى الزور
قالتها وهى تتوجه للمطبخ لأحضار بقية الأفطار فإتجه خلفهاهو _ نها قولتلك كتير بلاش تزعقى على البنات عمال على بطال هو ده الى بيخليهم ما يسمعوش كلامك
نها بأسلوب ساخر _ يا سلام ، ماشى يا سيدى خلينى أنا الوحشة وانت الحلو هتفطر ايه ؟لم تنظر نها الى تعابيره العابسة من كلماتها التى تلقيها بسماجة من وجة نظره
هو _ولا أى حاجة ماليش نفس
نها _انت هتتقمص زى العيال ولا ايه ؟!...اشعلت كلماته صدره غضبا فكم يكره أن تشبه المرأة زوجها بطفل فى سخريتها ولكنه يحاول السيطرة على غضبه فهو دائما يضع شعار لحياته الغضب لا يحل شئ وإنما يزيد الامور سوءا
حاول أن يرد بهدوء _ولا زعلان ولا حاجة عايز فنجان قهوة لو سمحتى
نها _ قهوة ع الريق كده ماينفعش لازم تاكل حاجة
هو _ مش قادر هشرب القهوة وبعدين ابقا اكل اى حاجة فى المستشفى كمان شوية
نها _طيب ثوانى هع....ولم تكمل جملتها حتى صرخت فأفزعته فيبدو أن الفتاتين يلهوان على كراسى السفرة ولا يتناولن طعامهن
استغفر الله فى نفسه وحاول ان يذهب بعيدا حتى لا يرتكب جريمة قتل وبتملل ارتدى ملابسه فهو عادة يرتدى كل شئ بأناقة ولكن اليوم فقط فليرتدى اى شئ بسيط فهو لا يملك اى قوة لينسق اى شئ فنظر الى خزانته وسحب منها تيشرت أرزق داكن وبنطلون أسود وارتدى حذاء أسود به خطين فى المقدمة بلون التيشرت وساعته ونسق شعره ونفحة من عطره ورفع اكمام التيشرت قليلا واتجه لأداء الصلاة وفى أثناء صلاتهنها _ القهوة جاهزة ، أهو وبقولك انا بعد ما أخلص المدرسة هروح أنا والعيال عند ماما عشان هى تعبانة شوية هطمن عليها فلو عايز تاجى تتغدى عندها تعالا ولو ماشى عايز هتلاقى هنا اكل امبارح فى التلاجة و...و...
لم يسمع الباقى ولم يركز فى الصلاة كان يفكر أين زر أطفاءها حتى يستطيع أن يضغط عليه كيف لا تستطيع أن لا تميز انه يصلى يحتاج الى الخشوع كم مرة حظرها من فعل هذا التصرف وأنه يغضبه كثيرا ولكن لا فائدة حاول أن يكبر أكثر من مرة لتفهم ولكن لا فائدة ايضا فخرج من الصلاة بوجه احمر وعينين ينطلق منهم الشرر فتراجعت نها بخوف