جميلتي
يتبع...كريم – هحكيلك...
لقد غصت معه في ذاكرة من خمسة عشر عاما اظلمت ملامحه وهو يتذكر ما حدث وكأن كل ذكره تركت له ندبة تؤلمه كلما لمسها ...لقد كانت حالة جميلة من نوفرها منه غير مبرر بالنسبة له وكانت حالتها النفسية التي تسوء أكثر وأكثر تحيره حتي أنه أعتقد أن أحد ما غصبها علي القبول بالإرتباط به ولكن عندما وجد الحيرة علي أهلها بقدره علم أن هذا ليس السبب
ومع مناظرة حالتها مع حال جياد الذي تحول إلي شخص آخر كما كان يشتكي والده ومن قبله زوجته كان الأمر مريبا ولكن بالطبع كان ينفض هذا الخلط بينهم ويلقي به عرض الحائط لأنه من المستحيل ما يتخلل عقله من تلك الأفكار وقلبه من هذا الشعور ..
ولكن أليس أحيانا المستحيل عندما نضعه متجاورا مع واقع ما يحدث يبدو كل شئ عقلاني مفهوم بشكل غريب...وهذا ما كان منه عندما وضع كلمات جياد في وصفها وعندما رأي نظراته لها وما كان يشعر به عندما يراهما معا وكان يكذب نفسه ولكن إصرار جميلة عن الإنفصال مع حالة جياد التي صرحت بها نها بعد إصرار منه جعلت الخيوط تتشابك فأراد أن يقطع الشك باليقين فدعا جميلة إلي رحلة شرم دون أن تعلم بدعوة جياد ونها كما أنه لم يخبرهما أيضا كان الامر بالرغم من إستعداده له إلا إنه عندما حدث ووجد صديق عمره إنغمس إلي أخمص قدميه في حبه لخطيبته لم يتحمل قدر الخيانة التي شعر بها وتشابكت القبضات واللكمات في صراع لفرض القوة واحقيه إمتلاكها
وتناسوها ولكن جسدها الضعيف إنهار بين يديه في صباح اليوم التالي بعدما أشرقت شمس هذا اليوم وهو يصرخ في وجهها كيف تخونه بهذا الشكل وتخون قلبه الذي أحبها بهذا التفاني لتسقط مغشيا عليها وتنتهي هذه الرحلة المشؤومة بخسارته لصديق عمره ولكنه مصمم علي عدم خسرانها مهما حدث
ولكنها لم تسمح له بالإستمرار في هذه الخطبة وكلما زاد إصراره زاد بعدها وإعتكافها وحزنها الذي كان يمزق قلبه بلا رحمة ولا هوادة حتي دخل معها في نقاش حاد في مكتبة منزلها وكالعادة يدور حول رغبتها بالإنفصال وإصراره بعدم الموافقة فخرجت وهي تبكي بتعب فأنتابه نوبة غضب شديدة فأفرغها في مجموعة الكتب التي كانت علي سطح مكتبها فسقطت ولكن بعد عدة دقائق وهو ينظر إلي الفوضي التي سببها تمالك أعصابه وخشي أن تدخل جميلة أو والدتها لتريا فعلته فقام بتنظيم الكتب لتقع عينيه علي خطها وكلماتها التي أغرت فضوله ليقرأ عنها عن حبها لصديقه فوضع المذكرات تحت قميصه وخرج ليودع والدتها ويعتذر لها بأن لديه عمل مهم وتعتذر هي له لتصرف إبنتها الغير مسؤول ولكن تركيزه كان مشتت ومشاعره مضطربة يفكر في تلك المذكرات التي بين يديه ولم يمهله فضوله ليذهب إلي منزله ليقف علي جانب الطريق ليلتهم بعينيه سطورها وصفحات مذكراتها بتواريخ مشاعره التي كانت تقتل مع كل كلمة حب كانت تخطها من أجل جياد فأذرف دموع القهر والحزن والغضب وهو يري جميلته تتغزل بشخص آخر وليس أي شخص إنه صديقه لقد عاش معاناتها وهي تحاول إيقاف نفسها عن الإنجراف لقد عاش محاولاتها الجادة في حبه وإرضاءه فكسرت كرامته أكثر وهو يري توسلها لنفسها لكي تحبه...