جَميلتي
يتبع ...
يبدو أنه إستقر امرها على كريم ولا تسمح بدخول أحد وهذا ما يجب أن يحدث فكم من مرة أنب نفسه على ما فكر فيه إعتبر نفسه خائن لصديق عمره لزوجته لأولاده لأهله يعاتب نفسه فى كل خطوة يخطيها وعليه أن يتوقف الآن من تدمير إسرته و نفسه أكثر من ذلك فما الامر الجلل فى تلك المشاعر يستطيع أن يتعايش بها طالما لا يراها فسوف ينسى هل يمكنه أن يستسلم الآن ؟ .......
.............................
ولكنها لم تستسلم وبأول زيارة لكريم لها كانت عازمة على
إنهاء الأمر وفى جلستها معه بدت صرامة بالرغم من إنها كانت تشعر بالخوف الشديد والكثير من الاسئلة تتوارد على خاطرها ولكن شعورها بأنها تظلم كريم وتظلم كل من حولها وحتى تظلم نفسها جعلها تقدم على هذه الخطوة وأستغلت وجودهما بمفردهما
لتتحدث بجدية جميلة _كريم أنت شخص كويس جداً ومحترم وابن ناس ومستوى وفيك كل حاجة حلوة إن أى بنت عاقلة ما تقدرش تقول عليك حاجة وانا فعلا حسيت إنى محظوظة إنى إتعرفت على شاب زيك لا وكمان إرتبط بيه و......
وقبل أن تكمل جملتها قاطعها كريم بمرح _إيه الكلام الحلو ده كله ،أخيراً بس مالك بتقوليهم وإنتى مستخسراهم فيه ...
جميلة ومازالت مقتضبة الحاجبين _كريم أرجوك سبنى أكمل إنت فيك كل حاجة حلوة بس أنا مش مرتاحة ومش إنت السبب صدقنى أنا إلى مش مرتاحة ومش عايزة اكملطوال الوقت كانت جميلة تهز قدمها بحركة متوترة وتنظر لموضع قدمها
كريم _جميلة بصلى لو سمحتى ...
لم تستجيب جميلة لطلب كريم فمد يده إلى ذقنها المنخفض ورفعه بيده لتفزع جميلة وتبتعد عن يده وقد رفعت رأسها ليرى عينيها الممتلئة بالدموع التى تحاول حبسها لترى نظرة كريم التى حقا لو كانت أى فتاة مكانها لوقعت فى حب تلك النظرة المليئة بالحب والعطف
كريم بصوت هادئ _طيب ممكن أسألك على سبب رغبتك فى الإنفصال ؟
سؤال بديهى ولكنها لا تستطيع الرد عليه
جميلة _مش مستريحة ده مش سبب كافى
كريم _لأ مش سبب كافى لان أى واحدة أول ما يقرب معاد الجواز بتوتر وما بتبقاش عايزة تكمل يعنى مشاعرك ديه عادية إلا كان فيه سبب تانى أنا ما أعرفهوش وإنتى مش عايزة تقولى عليه
جميلة _أرجوك يا كريم أنا فعلا مش مستريحة وده بالنسبة لى سبب كافى لوقف الموضوع ومش محتاجة اى سبب تانىكريم وقد بدأت عليه ملامح الإنزعاج وبدأ التغير على صوته للحدة _بس السبب ده مش كافة بالنسبة لى وأنا مش مستعد للانفصال عنك بسهولة كده إلا إذا قولتلى على سبب أقتنع بيه لأن الموضوع مش سهل زى ما أنتى فاكرة
لم ينتظر رد جميلة وهب واقفاً وهو يعدل هندامه
_أعتقد إنى هنهى النقاش لحد هنا ونبقا نتكلم تانى لم أعصابك تستريح
لا تعلم لما جميلة شعرت بالخوف أكثر من ذى قبل
هل من كريم الذى لأول مرة ترى هذا الجزء من شخصيته أم من كلماته أن الموضوع ليس سهل على الإطلاق ...
ولكن أعصابها لم تهدأ ولم تستكن وإنتابها الأرق ولم تستطع أن تتصرف شعرت بالعجز لتتفجأ بتصرف كريم الذى قام بدعوة الأهل لقضاء الإجازة الصيفية لديه فى الشاليه الخاص به
ورفضت الرحيل بشدة ولكن وجدت ضغط عليها من العائلة بغرض أن تغير جو ولكى يتغير مزاجها وبالفعل ذهبت ولكنها كانت تشعر بشئ غريب ولكنها لم تلقى لذلك بالاً فما الذى لا يحدث لها غريباً فى هذه الفترة وإستقبلهم كريم بحفاوة وقد أتت والدتها وأخيها الأكبر وزوجته وابنه وأستمتع الجميع بعد أن إستراحوا من تعب السفر فقد كانت الطبيعة خلابة حقاً ولكن مازال عقل وقلب جميلة مشغول ولا تعلم كيف تتخلص من هذا التعب ....
بالرغم من كريم حاول ولكن يبدو أن كان معها حق فى شعورها الغريب فقد إستيقظت عند الفجر وقد خرجت ممنية نفسها بشروق رائع والحصول على بعض الهواء العليل لتصطدم به ينظر إلى الرمال ويتحرك ببطء تجاهها لم تشعر بأى شئ سوا أنها وقفت كالصنم عاجزة عن فعل أى شئ حتى عن التنفس ....
.....................
الأزمة بينه وبين زوجته تحتد وقد أعطته الكثير من الأعذار فى كل مرة تقترب منه ولكن الأمر فاق إحتمالها وخرجت عن طور الصمت لتشتكى لوالدتها لتتحدث والدتها إلى والدها ليشتكى إلى صديق عمره من تصرف إبنه ليتحدث الاب مع الابن مرة بالنصح ومرة بالتأنيب وبعدها بالغضب
ولكن الأمر لا يزداد سوا سوءاً ليفاجأ بدعوة كريم له بقضاء بعض الوقت معه فى شاليه سيأجره له مجاور لشاليه ليرفض ولكن ضغط كل الأطراف من تجديد العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته برحلة ترفيهية لعله يعود إلى جياد القديم وذهب بقلق يساوره من شأن هذه الرحلة ولكن مع أبعد توقعاته لم يكن يتوقع أن شروق شمساً ليوم جديد ستكون من خلال عينيها فمع لحظة شروق الشمس التى رفع رأسه ليراها لعله يجد فيها العزاء لترتفع معها نظراته إلى عينيها التى تلألأت بمجرد رأيته مع إبتسامته وكأنه عاد لتوها الى الحياة وأنطقه الشوق
جياد _جميلة ......
جميلة بذهول فى البداية ثم إبتسامة _دكتور .....
جياد وهو يقترب منها _إنتى هنا من إمته
جميلة بإستغراب على ملامحها _أنا هنا من أول إمبارح وحضرتك هنا من إمته ؟
جياد_أحنا وصلنا إمبارح بليل
جميلة _بس كريم ما جبليش سيرة إن حضرتك جاى
جياد _ولا قالى أنا كمان إنك هنا
جياد وجميلة _غريبة ...
جميلة وقد بدأ يسيران إلى جوار بعضهم البعض _يمكن كان عايزها مفاجأة لينا صح ؟!
جياد بمط شفته السفلى ورفع كتفيه _يمكن مش عارف
لم يكن يهتم كثيرا وما كان ليهتم كل مايهمه هو وجوده إلى جوار جميلة ولكن عدم إهتمامه جعله يقع فيما لا تحمد عقباه
تمشيا معاً وتبادلا الاحاديث فى كل شئ لم يشبع قط من الحديث معها ولكن الشمس حميت لتعلن عن إنقضاءهم لوقت طويل معاً كما أن هاتفهما تذمرا من كثرة الرنين وذهبا و بينهما وعد للقاء لرؤيتة فجر اليوم الجديد .....
مع وصول العصر كان كريم قد أتم إتفاقه على أخذ جميلة للغداء مع جياد وزوجته كان القلق يساور جياد تجاه هذا الاجتماع الذى أصر عليه كريم بطريقة غريبة ولم ترفضه نها رغم علمه بكرهها لجميلة وهذا كان الأغرب وبإجتماع الأريع بدا الجو لطيف بطريقة مثيرة للشك
كريم _ها يا حبييتى تحبى تطلبى إيه
جميلة بخجل ونظرة سريعة لجياد _أى حاجة
كريم وقد أحاط كتفيها بيده _لأ يا حبيبتى ما ينفعش أى حاجة لأنى جعان وهأكل ألى هتطلبيه ...
نظرات جياد كانت نارية ولكنه حاول بكل الطرق أن يتحكم فى أعصابه وإنتبه لكلمات نها وهى تشبك يدها فى يده
نها _حبيبى أحنا كمان نطلب زى بعض
جياد وقد سحب يده وبنبرة حادة _أطلبى إلى أنتى عيزاه أنا هطلب قهوة مش جعان دلوقتى
كريم بإبتسامة غريبة وقد ضم نفسه ليقترب من جميلة اكثر ويضع قائمة الطعام أمامها لينظرا بها معاً _إيه رأيك فى ده يا حبى
جميلة وهى تحاول التملص من بين يديه وإقترابه _كويس ...حلو ..
كريم وهو ينظر لها ويحرك يده لتلقط ذقنها ليجبرها على النظر إليه _لا لا لا كويس ...وحلو....بس لازم يبقا أجمل حاجة زيك كده بالظبط ..
لم تكتفى نها بهذه المسرحية الهزلية التى كان يديرها كريم لتكمل هى دورها
نها بإبتسامة مستفذة وهى تقبض بيدها وتقترب برأسها على كتف جياد
نها _آه يا سلام بيفكرونى بأيام زمان يا حبيبى صح
كريم _وزمان ليه الفرصة أهى قدامكم امال انا جيبكم ليه عشان تجددوا حب زمان
بدأ الأمر يشبه مسرحية هزلية وجياد لا يتحمل ملاطفة كريم لجميلة بأسلوب مبالغ فيه ونظرة نارية ألقها جياد على جميلة التى إقترب منها كريم ليهمس فى أذنها لتهب واقفة كالصنم وتعتذر من الجميع للذهاب للحمام ..........
....................
كانت فى غاية السعادة وهى تسير معه على حدا خطوة خطوة على رمال الشاطئ وتناست العالم كله بجميع حواجزه ومعوقاته الغبية وتواعدا على رؤية الشروق أيضا غدا وبعد غد وطوال أيام الرحلة وما أعادها إلى رأس الواقع سوا هذا الغداء الغير مرغوب به شعرت جميلة بالحرج من تصرفات كريم المبالغ فيها بشكل غريب وأحتدت نظرات جياد لها شعرت بالإختناق لم تعد تتحمل فقد كانت تصرفات كريم تهينها فى كل مرة يقترب منها كانت تشعر بنيران تلفحها وهذه المرة بهمسات كريم المقتربة من أذنها لم تتحملها ولم تتحمل نظرات جياد النارية التى تعذبها أكثر فهبت واقفة تعتذر للذهاب للحمام وبعد دقيقة رن هاتف كريم
كريم _جميلة إيه ده بتتصلى وإنتى هنا ليه
جميلة _أنا اسفة انا تعبانة وهمشى
كريم _ايه مالك إنتى فين
جميلة _أنا رايحة الشالية سلام
أغلقت الخط وهرولت بأقصى ما تستطيع لتذهب الى الشاليه ولكنه بعيد ليس كما أعتقدت فالطريق بالسيارة كان قصير ولكن خطوة أخرى وإذا بيد كريم تجذبها بعنف لتصطدم به ونبرة صوت حادة
كريم _جميلة ..
تفاجأت جميلة وألمتها يدها التى يعصرها كريم بين قبضته
جميلة بغضب _سيب إيدى
كريم بإنفعال _إنتى إزاى تمشى كده من غيرى
جميلة وهى تحاول التملص من قبضة كريم ولكنه يضغط اكثر _تعبانة مش قادرة اكمل
كريم وقد إحمرت عينها غضبا _تعبانة ومش قادرة تاكلى ولا تعبانة ومش قادرة تخليه يشوفك معايا
جميلة بصدمة _إنت إتجننت بتقول إيه ؟
كريم بغضب _بقول إنى خلاص عرفت سبب إلى مش مخليكى عايزة تكملى معايا ..إنتى بتحبى جياد صح ؟!
تلك الكلمات جعلتها تنهار بين يدى كريم لتكاد تسقط أرضاً ويسندها كريم بيده الأخرى ليضعها بين أحضانه
ولكنها تتمالك نفسها وتزيحه بكل قوتها وتصرخ فيه بدموع بين مقلتيها _إبعد عنى
وتهرب من بين أحضانه باكية منهارة
ملايين الاسئلة تطرحها على نفسها ولا تعلم لها إجابة
كيف علم كريم بالأمر ؟ ...
...................................
ثانية واحدة حتى أنا لا أعلم كيف علم كريم بالأمر يجب أن أسأله
تركت آلتى الكاتبة واغلقت غرفتى بحثاً عن عمو كريم ولكن هناك زحام شديد فى كل مكان
_أهو لقيته ...
كان يقف بجوار أحد الرجال غاضباً ولا أعلم ما سبب حاولت أن ألفت إنتباهه عدة مرات حتى نجحت ولكنه عندما نظر إلى أشار بأنه مشغول ولا يستطيع تلبية ندائى عدت إلى غرفتى وفتحت مذكرات جميلة إنتهى الحدث لديها إلى هنا ليبدأ حدث جديد ففتحت مذكرات جياد لإستكمال الحدث
........................
خرجت جميلة ولم تعد ثانية وبقى هو وزوجته لتنظر إليه بنظرة ساخطة ولكنه لم يلقى لها بالاً وهب واقفاً للرحيل وهكذا فعلت طلب منها الذهاب إلى الشاليه سيذهب هو للتمشية قليلاً ولم ينتظر ردها كان يعلم فى داخله أن الأمر اوشك على النهاية وسينهار كل شئ والآن علم أنه سيكون أول قتيل فى هذه الحرب ولكن نظراته تحولت إلى كريم الذى يمسك بقبضته جميلة لتعد لحظات ويجبرها على الدخول فى أحضانه لتزيحه جميلة وتذهب هاربة باكية لم يستطع جياد تحمل هذا المشهد لقد مات أخر ذرة فى جياد العقلانى وتباً لتلك الصداقة وليموت فى هذه الحرب ولكن بعد قتل كريم لم يتدارك نفسه إلا وقد تحول إلى وحش غائر يغرس قبضته فى فك كريم الذى لم يكن مستعد لهذه الهجمة المفاجأة فترنح من قوتها ووقع أرضاً ليمسك جياد بتلابيب كريم ويواليه بالقبضة الثانية والثالثة ولكن إستعاد كريم توازنه وأزاح جياد بكلا يديه ليترنح جياد ولكنه تماسك من الوقوع لينظرا الإثنان لبعضهما كنظرة أسدين على وشك العراك من أجل الفوز بالعرين الملكى إنه صراع قوة وفرض سيطرة ليتشابك الإثنان باللكمات والقبضات وتسيل الدماء من انف كريم ويبصق جياد الدماء من شفتيه ليصرخ كريم
_جياد أنت إتجننت صح
جياد وهو يقترب من كريم لينهال عليه باللكمات _إنت لسه شوفت جنان
ولكن كريم هذه المرة كان أكثر إستعداد فأمسك بقبضة جياد ونظر بتحدى الى عينيه _جياد مهما عملت عمرها ما هتكون بتاعتك
لقد آلمته تلك الكلمات أكثر من لكمات كريم فخرت قواه وتهاونت قبضته فعلم كريم أنه قد أصاب الهدف فأزاح جياد وأكمل بنزوة نصر _أوعى تفتكر يا جياد إنى حتى لو سبتها وده مستحيل هتروحلك ..إنت بتحلم ..ماحدش هيسمحلك إنك تقربلها ..وهى أول واحدة هتقولك لأ ...
كلمات كريم كالاسواط تجلد بلا رحمة ولا شفقة لقد جعلت قلبه يرتعد رعباً ولكنه حاول أن يتماسك وتحدث بزأير أسد ينقذ كرامته
جياد _أول وآخر مرة هقولك إياك تلمسها او حتى تقرب منها
لم ينتظر رد كريم بل ذهب مسرعاً خاشية من أن يرى ضعفه وقلة حيلته فكلماته كلها صحيحة الأمر لا يدور حوله هو فقط وإنما إسرته وعائلته ومن ثم إسرتها كل هؤلاء لم يضعهم قط فى الحسبان ولكن كل هؤلاء يمكن مجاوزتهم ولكن هى ..هل حقاً كما قال كريم ..لن تسمح له بأن يقترب منها ....
.........
هربت جميلة باكية من بين يدى كريم لتستقبلها نظرات نها وعقدة يديها حول صدرها وهى تنظر لها بشماتة وصوتها يرتفع بإبتسامة مستفذة
نها _مش قولتلك إنك هتكونى المصيبة إلى تهد صداقة عمر صدقتينى دلوقتى ..لأ ومش بس كده وهتهدى أسرة وبيت ..إفرحى بقا لما تخلى بناتى يعيشوا زيك بين أب وأم منفصلين ..قوليلى كنتى مبسوطة وإنتى عايشة بين ابوكى وامك المنفصلين وتخيلى إنك هتكونى السبب فهدم اسرة ...
صرخات نها المتتالية أعادت لجميلة كل ألمها فى أكثر من تستطيع أن تدرك مشاعر طفلة بين إنفصال والديها لقد عاشت هذه المأساة بكل حزفيرها بكاءها تعالا مع صرخات نها عليها حتى إنهارت وتركتها نها ذبيحة تحيط بها دماء الماضى .....
.....................
رحلة أخرى مشؤومة وأيام لا يعلم كيف عليه أن يجعلها تنقضى تورم وجهه إثر قبضات كريم وأنتفضت نها عند رؤيته ولكنها لم تعلق وفضلت الصمت لم يكن يعلم أنها فرغت شحنتها بالفعل لم يتذوق طعم النوم وهو ينتظر أن يحل الفجر ليأتى موعدهما معاً على الرغم من أنه يخشى عدم قدومها كما أنه يخشى قدومها ولكنه ذهب فى الموعد والمكان المحدد يصارع مخاوفه ...................
