جَميلتي
يتبع ...رحلة أخرى مشؤومة وأيام لا يعلم كيف عليه أن يجعلها تنقضى تورم وجهه إثر قبضات كريم وأنتفضت نها عند رؤيته ولكنها لم تعلق وفضلت الصمت لم يكن يعلم أنها فرغت شحنتها بالفعل لم يتذوق طعم النوم وهو ينتظر أن يحل الفجر ليأتى موعدهما معاً على الرغم من أنه يخشى عدم قدومها كما أنه يخشى قدومها ولكنه ذهب فى الموعد والمكان المحدد يصارع مخاوفه ……
..................
لكم كانت تتأرق فى الليالى كثيرة لأسباب أكثر فتارة تفكر فى معضلة من معضلات الحياة وتارة تبكى مما سببته لها الحياة من جراح قلب وتشتت عقل وتارة أخرى غاضبة من قلة حيلتها وهوان أمرها وضعفها ولكنها أبدا لم تتأرق بسبب تلك المشاعر التى تراوغ قلبها إلا أن عرفته ..
ولكن هذه المرة مختلفة مختلفة تماما فهى تحمل كل المشاعر المتضاربة /المتسارعة داخل قلبها وعقلها وكل خلية من خلايها تنزف جريحة نتاج هذا الصراع ومنهم من لم يحتمل فسقط صريعاً ....
الخوف ، والحزن ، الإنكسار ، التخبط بين قلب يحب وعقل يزن الأمور ، الشوق ، الحب ، الرغبة فى رؤيته حتى ولو لآخر مرة ....
تنتظر هذا الفجر بأحر من الجمر ولا تريد قدومه فقد عقدت عزيمتها وعلمت قرارها ولا رجعة فيه ...
ولعل القدر يتلطف بها ....
لم تشعر بمرور الوقت وهى تتأفف من نيران قلبها كلما نظرت فى ساعة هاتفها
إنها الواحدة والنصف ..فنظرة بعد أن أفرغت شحنة كادت أن تقتلها ببكاء مرير يخرج بشهقات تحاول كتمها إلى شاشة هاتفها ثانية ..إنها الساعة الثانية إلا خمس وأربعون دقيقة ...
ثم إستلقاء على ظهرها تحاول أن تداعب النوم لعله يحن عليها فتخلف موعدها مع رحيله ولكن بلا فائدة أفكارها لا ترحمها وعقلها لا يهدأ وقلبها لا يستكن فتلجأ إلى هاتفها لعلها تجد أن موعد اللقاء المحتوم قد أذن ولكن بمنتهى الغضب تلقى هاتفها لأنه لم يرحم إنتظارها ...
تتلهف للقاءه ولكنها تخشاه مرات كثيرة حتى حن عليها الليل الطويل أخيراً ليخبرها بإقتراب آذان الفجر لتنهض بسرعة تحاول أن تجد سلواها فى الصلاة وتجد فى الوضوء برداً وسلاماً لجسدها المحموم .....
صلت الفجر وصلت إستخارتها وبكاءها لا ينقطع لا تعرف بما تدعى فقط تسجد وفى عقلها ملايين التوسلات لله ولكن فمها عاجز عن النطق فقط عينيها تتحدث بأصدق العَبرات ...وأن الله لرب قلوب فلتتحدث وسيرحم .....
ارتددت ملابسها فى فوضى عارمة وسحبت أقدامها غصباً لتستقبلها نسمة هواء باردة فسرقتها فى سرعة خشيةً من أن تهرب منها ومشيت إلى حيث موعد لقاءه لكم كانت سعادتها البارحة بأنها وجدتها ووعدهما بلقاء لمشاهدة الشروق معاً ولكم تعاستها بأن أخر شروق معه أول شروق ستتعذب به مدى الحياة ...
كم من البشر ينتظر الشروق ويتغنوا به أنه بداية جديدة لحياة جديدة وكم هى سذاجة تصديق أمل كاذب أن الحياة الجديدة ستكون أفضل من القديمة ولكن هى وحدها أدركت هذه الحقيقة وليتها بقيت على جهلها .....