لاحظ دكتور أحمد أن حقا ملامح جياد جادة للغاية فعلم أن فى الامر مشكلة حقيقة فهو يعلم جياد أنه ليس من النوع اللعوب الذى ينظر للنساء أو يستلطف إحدهن وأن شخص مثله تزوج دون حب مجرد ابنة صديق والده دون أن يعترض قد يتعرض لشئ كبير وأن شخصية كشخصية جياد إذا وقع فى الحب لن يكون الأمر سوا كارثياً . . .
.................................
فعلم أن أحمد ليس أمامه سوا أن يكون جاد لينقذ جياد الذى يعتبره صديقه وأخيه الصغير وخليفته الذى علمه وأخذه تحت جناحه منذ أن كان طالب إمتياز صغير لأن رأى به الجد والاستقامة وحسن الخُلق ورغم وسامته وكل مؤهلاته التى قد يستخدمها شاب آخر لكى يلهو من وسامة وشباب ومركز وغنى إلا أنه كان مستقيم لهذا وضع أحمد يده على كتف جياد فى حنان أحمد _بص يا جياد كلنا يابنى فى الجواز بنمر بمرحلة أنا إيه إلى خلانى أتجوز وأشمعنه ديه بالذات ولأن طبعا بشوف زوجاتنا ليل نهار فمن الطبيعى إننا نمل منهم وإننا نشوف أى واحدة تانية على أنها حاجة جديدة حتى لو اوحش من زوجاتنا بس هو ممكن نقول الممنوع مرغوب بس مش أكتر الحل إننا نجدد علاقتنا مع زوجاتنا نخرج من ضغط الشغل ورتين الحياة ونصحتى ليك خدها وأخرجوا فى اى حته أتفسحولكم يومين وما تقلقش على عيادتك تمام كده
ارتبك جياد لان يبدو أن استاذه فهم كل شئ فأنزل رأسه خجلاً وتنهد فى حزن وهز رأسه بالموافقة وأنه سيأخذ بالنصيحة وفعلا استعد للسفر بالرغم من تضخيم نها لتلك الفسحة وكأنها ستترك خلفها قضايا الأمم المتحدة ولكنه أصر على هذه السفرية وأن يترك الفتاتين مع حمواه لكى يبقا مع نها وقرر السفر الى شرم الشيخ حيث استضافه كريم أعز صديق له يعمل فى شركة سياحة فى شرم الشيخ ورتب له كل شئ وبرنامج ترفيهى ممتاز كل ما كان عليه هو ونها إلا أن يلقيا كل شئ خلفهما ويعيدا شهر عسل وإن كان مجرد أيام قليلة وبالفعل استمتعا للغاية وفى أمسية كان جالس مع كريم على الشاطئ بعد أن نامت نها
كريم _ها يا أبو الجود أيه رأيك فى البرنامج الى عملتهولك
جياد بإبتسامة رضا _تحفة يعتمد عليك ياض مع إنى كنت خايف تسود وشى قدام الحكومة
ضحك جياد وكريم
كريم _الحمد لله بس إيه ياعم الدلع ده كله تجديد شهر عسل عقبالى بقا يارب مش ناوى تلمنى وتجوزنى وأنا أقسم بالله هعيشها طول السنة فى شهر عسل
جياد _وهو وانا أمك ياله وبعدين تعالا هنا مش أنت الى كل ما حد يكلمك عن الجواز تقول اتجوز واتسجن وأسيب كل المزز دول لمين
ضحك كريم بصوت عالى _والله معاك حق أنا كمان مش عارف هيعملوا ايه من غيرى بس ياعم بعد ما شوفتك أنت ونها قولت لنفسى الجواز مش وحش أهو والدنيا حلوة أنت إيه رأيك
جياد_ربنا يكملك بعقلك
كريم _بالبوق بس لأ انا عايزك تجوزنى
جياد _وأنا أجوزك مين بقا يا اخويا أخوزكش البت بنتى وسام اهو تربيها وتكسب في ثواب
كريم _لا ياعم بنتك ديه لمضة وانا ما اقدرش عليها انا عايز واحدة رقيقة كده زيى بالظبط
قال جملته الاخيرة وهو يضحك ولكن جياد لم يشاركه نفس الضحك فقد شرد إلى حيث قفزت هى فى رأسه صاحبة الابتسامة الرقيقة وكلماتها العذبة فلن يجد أفضل من كريم كى يهديه إليه هذه الرقيقة فهو غالى عليه كأخيه وأكثر لو صح التعبير فهو عشرة عمره وبهذا سوف تتحول إلى زوجة أخيه عندما كرر فى رأسه زوجة أخى شعر بأرتياح عندها علم أن دكتور أحمد كان معه حق لابد أن كل ما فى الامر أنه كان يريد أن يدخل نفسه فى تجربة تكسر روتين حياته الممل الذى كان يعيش فيه منذ مدة لقد عاد لصوابه أخيراً فشعر بإرتياح أكثر وانتبه عندما هزه كريم
_إيه يابنى مالك روحت منى فين
جياد بإبتسامة سعادة _تصدق ياد يا كريم أنت أبن حلال ....
كريم قاطعه فى سرعة _جبت إيه جديد من عندك وعدل ياقة قميصه فى تعالى
فلكزه جياد فى جانبه بكوعه _يا شيخ اتنيل ياض أنا بكلمك بجد أنا فيه واحدة جات فى بالى بنت رقيقة وقمورة وشكلها بنت ناس
نظر كريم إلى جياد بذهول _أنت بتقول على واحدة إنها قمورة ديه تبقا لازم مش قمورة بس ديه تبقا تقول للقمر قوم وانا أقعد مطرحك
وضحك كريم ضحكة سخرية من جياد الذى غضب
جياد _تصدق أنا غلطان
وهب بالوقوف ولكن استوقفه كريم بجذب يده وأجلسه ثانية وهو يضحك
كريم _معلش يا ابو الجود أصلها سابقة إنى اسمعك بتقول على واحدة قمورة ده حتى مراتك لما شوفتها ما قولتش عليها كده كل الى قولته مش بطالة
أخذته جملة كريم هذه الى ما قبل خمس سنوات زواج بمجرد أن أتم الخمسة والعشرون إلا وقد اقترح والده نها لتكون زوجة مستقبلية لكى يحافظ عليه من هذا الزمن المليئ بالفتن ..
وفى الحقيقة لم يكن جياد مرتبط باى فتاة او حتى ارتبط فهو دائما مشغول بدراسته ثم مستقبله لتدخل نها فى حياته ليشغل بزواجه بها ثم توأمه من فتاتين وسام ووئام فى اول سنة زواج فتزايدت المسؤليات ففكر فى كم حياته خالية من اى شئ من حتى قصص المراهقة لابد أن هذا السبب فيما شعر به ليس لانه ملاك ولكنه حقاً مشغول بتحقيق هدفه ووالده قفل عليه الطريق منذ البداية فكان يعتقد فى انه سينهى دراسته وبعدها يفكر فى موضوع الارتباط ولكن ما حدث قد حدث ثم عاد من ماضيه السحيق على كمات كريم له
كريم _انت يا اخينا ايه صباح الخير اصحى الحجة بتنده عليك
جياد _ياساتر على رخامتك ماينفعش اختلى بنفسى شوية
كريم _والنبى يا خويا اسف اوعى يكون دخلت عليكم وانتوا ناوين تعملوا حاجة
ضحك جياد وكريم وتشابكا فى لكمات مازحة
جياد _ياض بطل خلينا نتكلم بجد
كريم _ماشى اعرف بقا عرفت منين البت القمورة ديه يا نمس وانت كل الى بتشوفهم يا أما ممرضات أو مرضى أو دكاترة زميلاتك عفينا يارب
وضحك وهو يتذكر مقولة جياد عندما كان يحدثه عن بنات كليته (كلهم رجالة يابنى تحس إنك فى الجيش )
جياد_يا اخى بطل بقا نسيت ناس مهمة بشوفهم
كريم _مين بقا يا فتك قرايبك ولا قرايب مراتك
جياد _لأ
كريم _أخلص قصر بقا
جياد_ مندوبين الدعاية الطبية
كريم _مالهم
جياد_كاتك مله بقولك هى مندوبة دعاية
كريم _اه طيب تفصيلها إيه بقا
جياد وهو يحك رأسه _مش عارف
كريم _يعنى إيه مش عارف ما تعرفش حاجة عنها
جياد ببلاهة _لأ
كريم _يعنى هتقدم لواحدة ما اعرفش عنها حاجة ده ممكن اساسا تكون متجوزة وعندها عيلين او مخطوبة او ...او...
جياد ببلاهة أكبر _تصدق معاك حق
كريم _تصدق أنا غلطان إنى فتحتك فى الموضوع اساسا
جياد _استنى بس ما تتعصبش ياسيدى بسيطة لما تاجى تزورنى تانى هكلمها وأعرف عنها تفاصيل كل حاجة وأبلغك بها إشطة
كريم بإبتسامة رضا _إشطة
جياد _ولو طلعت هى أوت هشفلك حد غيرها وهكلملك نها تشوف واحدة من زميلتها فى المدرسة ايه رأيك
كريم _لأ استنة خلينى فى الى قولت عليها قمورة ديه عايز اشوفها لانى مش مصدق إنك قولت على واحدة إنها قمورة
جياد بخجل يحاول أن يخفيه_ياساتر الواحد ما يعرفش يفضفض معاك شوية
كريم وجياد بدأ فى الضحك والمرح حول الموضوع هكذا انتهت الاجازة وعاد جياد الى نمط حياته الروتينى ولكنه الان يتمنى زيارتها لسبب مختلف مرت الاسابيع ولم تأت حتى أنه حاول أن يسأل عليها الدكاترة الاخرين عندما رأى منشورات الدواء ولكنه علم أنها لم تأت منذ مدة فعلا حتى كاد يصبه اليأس فى رؤيتها ثانية وخاب ظن كريم كثيرا عندما علم أنه لا أخبار عنها وشعر جياد أنها مجرد خيال أنها شبح لا وجود له حتى طلب من كريم نفض الموضوع من رأسه
وكذلك فعل هو أيضا
......................
المصائب أبدا لا تجعلها تعيش حياتها فى سلام فبمجرد أن استلمت العمل فى شركتها الجديدة حتى بدأت المشاكل من مدير بأسلوب فظ وشركة تخصم من راتبها بالرغم من أنها تعمل بكل جد وتحاول أن تثبت نفسها بالاضافة إلى كل المعاملات التى لقيتها من اطباء وممرضات ومرضى وصيادلة الكثير من الضغوط عليها تحاول أن تستوعب الحياة الجديدة والمسؤولية التى وضعت فيها ولكن لا يوجد شئ واحد يمهلها لكى تستوعب لهذا شعرت نفسها تهن إنها ليست معتادة على هذا إنها فتاة مدللة لديها كبرياء كبير لم تستطع أن تطلب من طبيب بإلحاح أن يكتب لها لم تستطع أن تذل نفسها من وجهة نظرها وأحست بضغط نفسى كبير فتركت الشركة وكل شئ وقررت أن تجلس فى المنزل فلقد كرهت النفاق الذى أحاط بها فى كل شئ وفى كل علاقتها والكذب والحيل التى رأتها يبدو أن الحياة ليست كما تحيا هى هناك عالم لا تعلم بشأنه شئ شعرت بالرغم من انها فتاة قوية إلى أنها فتاة ضعيفة وهشة للغاية لذلك قررت أن تترك كل شئ وتعزل نفسها عن هذا العالم الى هدوء حياتها ولكن سرعان ما أحست أنها جبانة وغير مسؤولة وأنها خذلت نفسها ووالدها فهو دائما ما كان يحاول أن يجعلها قوية يعتمد عليها لذلك أخذت خطوة بألا تستلم لهذا الانعزال وأن تخرج للعالم مرة أخرى فقدمت فى شركات أخرى كثيرة حتى إستطاعت أن تحصل على عمل فى شركة شعرت أن إناسها محترمين وسوف تتأقلم معهم وبدأت تخرج للعالم شئ فشئ وبدأت حياتها ثانية مع روتين العمل ولكن بروح أكثر تحدياً
وفى أول أسبوع لها إرتد ملابس formal كما يطلقون عليها جاكت اسود تحته شميز لبنى هادئ اللون ومريح وجيبه سوداء وحجاب مزرقش بالالوان بها اللبنى والوان متداخله ولكن هادئة طبيعتها وأحمر شفاه بلون شفاهها الوردى يعطيها نضارة أكبر فهذا أقصى ما يمكنها أن تضعه من مساحيق التجميل وبعض الكحل بلون رموشها أعطى لمعه لعينيها وبالرغم من تأكيد الجميع لها أنها جميلة إلا أنها لا تقتنع بذلك فقط تطمئن نفسها بأنها لا بأس بها
خرجت مع تمنيات والدتها لها بالتوفيق فى شركتها الجديدة
................................
زيارتها كانت أيضا لا بأس بها فى هذا اليوم وفى آخر يومها نظرت إلى ساعتها لتجدها السابعة مساءاً طمئنت نفسها واقتنعت أن هذا يكفى للايام الاولى فهى لا تريد أن تجهد نفسها فى العمل كما كانت تفعل فى الشركة السابقة حتى تستنفذ طاقتها سريعا ومرت فى الطريق وشئ ما إستوقفها إسم طبيب ليس غريب عليها فكرت فى زيارته ولكن تراجعت وخطت بعض خطوات قليلة ثم تراجعت وقررت أنه لا بأس بزيارة واحدة إضافية ويكفى لهذا اليوم دخلت العيادة وكالعادة
إبتسامة ودودة _السلام عليكم الدكتور موجود
المساعدة _ايوه حضرتك كشف ولا إعادة
إبتسمت أكثر _لأ أنا زيارة شركة أدوية
المساعدة _آه طيب أتفضلى الدكتور عنده حالة واحدة جوه هو فى غرفة الاشعة فأتفضلى حضرتك فى المكتب
تبعتها بإبتسامة وشكرتها وجلست فى المكتب بإنتظار الطبيب الذى كانت تسمع صوته من حين الى أخر من داخل غرفة الاشاعة فغرفة الاشاعة غرفة داخلية داخل المكتب وكان هناك إمرأتان معه بالأضافة إلى المساعدة التى إنضمت لهم ثم بعد عدة دقائق خرج الطبيب إلى حيث هو ولكن بمجرد أن خرج عليها وألتقت عينهما فقبل أن تقف لترحب به كان قد لف ظهره عنها مرة أخرى حتى كاد يصطدم بالمساعدة التى كانت ورائه مباشرة
المساعدة _بسم الله فى إيه يا دكتور
هو _اه ، لأ مافيش نسيت بس أقول حاجة للمريضة
فدخل مسرعا تاركاً إيها واقفة نصف وقفة وبنصف إبتسامة حتى أنها خجلت وأعتبرت تصرفه وقاحة كان عليه على الاقل يرحب بها وخاصة أن أعينهم قد تلاقت ولكنها بلعت تصرفه وحاولت تهدأت نفسها هكذا هو العمل تلاقى فيه ما لا يسرك وتستقبله دائما بإبتسامة وخاصةً مجال العمل اللعين هذا
..........................
اليوم بالاخص يجب أن يرحل باكرا فالكل ينتظره فى عيد مولد إبنتيه وسام ووئام لا يجب أن يتأخر ستقتله نها هذه المرة بلا شفقة ولا رحمة لقد أتمت صغيراتيه الرابعة من العمر استبشر عندما أعلمته أم محمد أن آخر حالة عنده والساعة مازالت السابعة هذا يبشر بالخير كانت حالة إنسانية من أجل خاطر أم سيد دخل معها ومع أخت زوجها الى غرفة الاشعة ليبشرهم بنوع الجنين ويطمئن على حاله كزيادة مودة لأم سيد فالمرأة كانت قادمة لتعب مصابة به ولكنها لم تكن تعرف نوع الجنين فحاول أن يدخل السرور إليها ويجعل أم سيد تأخذ وضعها أن الطبيب يهتم بمن خاص بها كان سعيد بفرحة أم سيد والمرأة التى رأها فى أعينهم بالرغم من أنه شئ بسيط بالنسبة له حتى خرجت أم سيد ودخلت بخبر زيارة من شركة ادوية وأنها تنتظر فى المكتب فخرج بعد أن أتم كشفه ولكن بمجرد أن رأها ثانية وعينيها ألتحمت بعينيه وإبتسامتها الرقيقة حتى نبض قلبه ثانية بهذا النبض الغريب وتحول لون وجهه فلم يستطع أن يتصرف سوا أن يهرب من هذا اللقاء الغير متوقع فهو غير مهيأ نفسيا لملاقتها ولا يريد أن تراه بملابس العمل فهو يرتدى تلك البجامة السخيفة الخاصة بالعمليات فلف وجهه بسرعة ليكاد يصتدم بأم سيد التى تفاجأت بدورها وذهب للداخل حيث المريضة ثم خرجت المريضة ليبقا هو يحاول أن يستوعب وجودها فى الخارج ثم فجأة صرخ على أم سيد لتحضر ملابسه من الخارج فلا يجب أن يقابلها وهى بكل تلك الاناقة بهذه الملابس الهزلية وبلع ريقه وكرر ذلك ...مرات اخويا ..مرا اخويا ..مرات أخويا ..
حتى هدأ وارتاح للفكرة ثم خرج بإبتسامة متصنعة فوقفت مرة أخرى بإبتسامتها الرقيقة لتحييه
جميلة _السلام عليكم دكتور أزى حضرتك
إبتسم جياد بتكلف _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أزى حضرتك يا دكتورة
جميلة _الحمد لله يا دكتور مع حضرتك جميلة شركة DSS
جياد _اهلا يا دكتورة
جلست المريضة تنتظر إنتهاء الحديث بين الاثنين لكى ترحل الطبيبة الغريبة لكى تستطيع أن تتحدث براحتها مع طبيبها وهذا ما حدث
استكملت جميلة حديثها عن الدواء والذى لم يجمع منه جياد سوا إبتسامتها ونظرات خاطفة لعيونها وهو يحاول أن يوزع نظره بصعوبة ويحاول أن يخفى إرتباكه وخجله عن جميلة وعن المريضة وأم سيد والغرفة المكتضة بهم وبمشاعره ونبضات قلبه وابتسامتها وصوتها وعيونها و...و...
جميلة _وأتمنى شير حضرتك اى كومنت على البرودكت يا دكتور
جياد يحدث نفسه فى فزع_إيه ده خلصت بالسرعة ديه
ولكنه لم يجد نفسه سوا وهو يقول _شكرا يا دكتورة
وهمت جميلة بالخروج ولكنه لم يستطع أن يسيطر على نفسه فقال فى سرعة _دكتورة ثانية لو سمح
خشي أن تكون زيارتها كالمرة السابقة مرة ثم تختفى وهو الذى حاول أن يعثر عليها وكأنها إبرة فى كومة قش ... بدا عليه وعليها الحرج من تذمر المريضة بتعابير الوجه ولكنه لم يعرها اى إنتباه فتحدثت المريضة بمشاكلها وبعد أن إنتهى الكشف و همت المريضة بالرحيل همست له أم سيد بصوت منخفض
فنادى على المريضة
جياد _يا أم إسلام ما ينفعش إنتى تبع أم سيد عايزة أم سيد تزعل منى ولا إيه
أم إسلام فى حرج _ما ينفعش يا دكتور
جياد فى إصرار _والله أبدا هزعل وأم سيد هتزعل
خرجت أم سيد والمريضة وهى تدعو له بطولة العمر وراحة البال ولكن من أين تأت راحة البال هكذا تسأل وهو ينظر الى جميلة وإلى وجهها الذى تسمر فى الارض وخديها الذين توردا وهو أيضا شعر بالارتباك وحشرجة فى صوته عندما حاول أن يتحدث
رفعت جميلة رأسها بإبتسامة ودودة وعندما تكشف ملامح وجهها أكثر وظهرت عينيها اللامعة أخفض هو نظره فى ثانية
جميلة _خير يا دكتور
قال جياد بتوتر _خير إن شاء الله يا دكتورة
وساد الصمت ثانية بين الاثنين لثوانى بدت أنها ساعات زاد فيه أحمرار خديها وهو ينظر إليها ويرتبك أكثر يحاول أن يجمع أفكاره ولكن كل الكلمات تهرب من أمامه
حتى تمتم جياد _امممم...اممم...دكتورة
رفعت رأسها إليه فحاول أن ينظر إلى غير عينيها ولكنه لم يستطع
جميلة برقة _نعم يا دكتور
جياد بإرتباك لم يستطع أن يخفيه أكثر _حضرتك متجوزة
هنا لاحظ تورد خديها بشدة وكأنها مصابة بحمى ولم يكن يعلم هل كل النساء مثلها يخجلن بهذه الطريقة الجذابة أم أنها هى فقط بسبب بشرتها التى تظهر أى تغير عليه بسهولة
أجابت جميلة بإرتباك وخجل _لا
لا يعلم لما فجأة نبض قلبه أكثر وكأنه سعيد لابد أن هذا بسبب صديق عمره
فسأل بقلق أقل _مخطوبة ؟
جميلة _لأ
لم يستطع هذه المرة أن يخفى سعادته فأبتسم ولكنه كان مطمئن أنها لن ترى تلك الابتسامة لأنها تنظر بعينيها على الارض بخجل ولكن عندما رفعت رأسها ضم شفتيه حتى يخفى الابتسامة سريعا وبدأ ينظر فى كل إتجاه حتى خفضت بصرها ثانية
جياد_إنتى خريجة كلية إيه يا دكتورة
جميلة _صيدلة
جياد _سنة كام
جميلة _السنة دى من كام شهر
جياد بإنبهار _واووووو.. وقوام ما إشتغلتى ما شاء الله نشيطة يا دكتورة
فرفعت رأسها بإبتسامة ناعمة ولمعة فى عينيها شعر فيها وكأنها إبنته الصغيرة التى لتوها سمعت كلمات استحسان وفخر من والدها وعندما فكر بذلك إبتسم هو الاخر ولمعت عينيه وقال بإرياحية غريبة_إنتى لسه صغنونة خالص
إبتسمت جميلة أكثر وظهرت خديها الحمروتان وكأنهما ثمرتين طماطم شديتى الاحمرار جعله هذا يبتسم طربا فكم هو مريح وجهها وكم نبض قلبه السريع سيصيبه بنوبة قلبية حقا ولكن لا يهم فهو حاليا سعيد ولكن فجأة حول نظره وأختفت الابتسامة مرات أخويا ..مرات أخويا..مرات أخويا
فتنحنح جياد قائلا _بصى يا دكتورة أنا فى عريس عندى زى أخويا وأكتر وهو اول ما فتح قدامى موضوع أنه عايز يرتبط أنتى أول واحدة فكرت فيكى وتوسمت فيكى الخير
إبتسمت جميلة فى حياء وقالت هامسة _شكرا يا دكتور ده من ذوق حضرتك
كاد أن يفقد تركيزه ثانية على وقع كلماتها الرقيقة ولكنه أعاد صوابه سريعا
جياد _هو شغال فى شرم واسمه كريم حد محترم جدا وهو قدى عنده ٣٠ سنة وهو زى كده هيعجبك شيك ومحترم و.....توقف فجأة وحدث نفسه
_إيه الهبل إلى أنا بقوله ده أنا بشكرلها فيه ولا فيا ركز الله يخربيتك
تنحنح جياد ثانية _أقصد أنه شاب كويس وأنا متأكد إنه هيعجبك زى ما متأكد إنك هتعجبيه
لا تعلم بالطبع كم أحمر هما خديها لابد أنها تشعر بحرارتهما ولكنه يراهما ويستمتع بذلك وبتألق عينيها عندما ترفع نظرها لتنظر إليه نظرة عابرة وتحدثت
جميلة __اكيد يا دكتور كفاية إن حضرتك شكرت فى حضرته
جياد _طيب يقدر يكلم والدك
لا يعلم لماذا تغيرت مالمحها بمجرد أن ذكر والدها ولا يعلم هل تغير أم هو فقط شديد الملاحظة
إبتسمت جميلة _آه طبعا
جياد _طيب ممكن رقم تلفونه عشان كريم يكلمه
جميلة _اه طبعا
اعطته الرقم ولا يعلم سبابا واضحاً فى لماذا أعطاها هو رقم هاتفه فهل من المعقول أن يتصلوا بصديقه الذى رشحه ليسألوه عنه ولكن ياريت تصرفاته الغبية توقفت عند هذا الحد فلا يعلم ما السبب ولكنه دون أن يشعر أطلق قذيفة جياد _ ما تعرفيش أنا شكرت فيكى قد إيه ولو كنت ما أستجلتش واتجوزت لكنت أتقدمتلك أنا ....
قالها وقد أتسعت عينه وقد صرخ فى داخله
_إيه الغباء الى أنا قولته ديه يا غبى ...ياغبى ...ياغبى
ولكن جميلة أدركت الموقف فى ذكاء فقد تصرفت على اساس أنه إطراء ليس أكثر وقالت فى إحترام _ده شرف لى يا دكتور شكرا لحضرتك
ودون أى داعى صرح جياد _اه وعندى بنتين
قالت جميلة بإبتسامة لتجعله يدرك أنها فهمت أن ما قاله إطراء ليس أكثر _ربنا يخليهم لحضرتك ونهضت للرحيل
فقال جياد سريعا بإبتسامة _أتمنى أننا نشرب الشاى بوقت قريب
ردت جميلة بود_إن شاء الله شاى وغدى حضرتك تنورنا فى أى وقت
غادرت الغرفة وهى مدركة تماما أنها لا تريد أن تقابل هذا الطبيب مرة أخرى لقد أحرجها ولابد أن وجهها اصبح أحمر للغاية فهى تشعر بحرارة شديدة وكأنها محمومة وتخشى أن تلاحظ مساعدته ذلك فهرولت للخارج
بقيت شاردة البال من أمر هذا الطبيب ومن أمر صديقه ولكنها نفضت أمر هذا العريس المجهول فبمجرد أن يعلم حالها سيغادر كالبقية ولكن بقيت مشغولة بأمر هذا الطبيب وتسألت هل يجب أن أزوره ثانية أم إنتهى أمره ثم نفضت هذه الفكرة أيضا وماذا يجعلها تخجل من زيارته ليس وكأنها فعلت شئ خطأ
بمجرد أن خرجت جميلة حتى ضرب جياد قدمه فى الارض بشدة وضرب فمه بيده
_إيه الهبل إلى أنا كنت بقولهولها ده هتقول عليا إيه دلوقتى إنى بعاكسها ..ينفع كده ..خليتها إتكسفت وخدودها إحم.......
وبمجرد أن تذكر شكلها وخديها يبدوان كثمرتى طماطم حتى إبتسم إبتسامة حاول أن يخفيها ولكن بلا فائدة خرجت إبتسامة ولمعان فى عينيه أختفى بمجرد أن سمع رنين هاتفه ورأى المتصل حتى هرول دون حتى أن يرد ففكر
_مش مشكلة على الاقل هموت وانا مبسوط
ذهب إلى حفل عيد ميلاد فتاتيه وبالطبع حصل على تزمر من الجميع بكلمات ونظرات ولكن لايوجد أقسى من نظرات نها مرت الحفل بسلام وكان الهدوء الذى يسبق العاصفة فبمجرد خروج آخر فرد من العائلة حتى إشتعلت الحرب وأنتهت بأن نها لا تتحمل إهماله وأنها قررت أنها ستغضب فى بيت والدها لمدة حتى يعرف قيمتها فى حياته ويعود أسفاً نادماً ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى الانفس
......................
رأيكم فى الحلقة
