جاذبيتكِ ما تجعلنى ملتصق بهذا الكوكب السخيف

122 1 0
                                    

جَميلتى
يتبع ...............

لم يلقى بالاً لتلك الزيارة أيضا كباقى الزيارات الحديث فى أشياء متشابهة ولا يقولون فرق واحد بين دواء وآخر سوا إسمه ويعتقد كل واحد منهم أنه أتى بما لا نظير له لهذا بمنتهى اللامبالاة تفحص الكومبيوتر ليبحث عن الفحوصات التى ستكون للمريضة التى ستأتى بعد أن ينتهى من هذه الزيارة ولكن صوت أنثوى دافئ شده لينتبه ....
فرفع عينيه من شاشة الكومبيوتر لينظر الى مصدر هذا الصوت نظر إليها نظرة خاطفة ولكنه أعاد نظره ثانية  دون إرادة منه تلك الابتسامة الرقيقة التى كانت على وجهها وكأنها تعرفه منذ زمن طويل وكأنه يعرفها منذ زمن طويل للغاية إلى درجة أنه لم يستطع إحصاءه..
وتسأل لما إبتسامتها تعطيه إحساس بالألفة والارتياح لم يستطع أن يشيح نظره عنها لثوانى حتى أنه ارتبك من تصرفه فهذا ليس من شيمه أن يطيل النظر فى وجه إمرأة حتى وإن كانت جميلة فأبتسم لها فى ارتباك وشعر بتأنيب الضمير وأنه كان فظاً معها
جياد _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضلى يا دكتوره
جميلة _شكرا يا دكتور أنا جميلة شركة AFM
جياد _ اتشرفت بحضرتك
جميلة بإبتسامة ودية _الشرف ليا انا يا دكتور جياد هتشرف بإنى أتابع مع حضرتك على برودكت ......
لم يكن من الضرورى أن تذكر أسمه هكذا لانه تشتت تماما فحاول أن لا يكون فظاً أكثر وحاول بقدر إستطاعته أن يوزع نظره بين نظرةً لها ونظرة الى منشور الدواء والى المكتب والكومبيوتر وحتى الحوائط ..وسقف الغرفة لم يدرك من كم هو جميل ...
ولكن أشاح نظره فكيف يشيح صوتها الانثوى الدافئ الهادئ لم يكن مرتاح أبداً لتصرفه ولما كان يشعر به وكانت هى تحاول أن تركز بصره معها ولكنه كان يتجنب ذلك حتى أنهت كلامها بكلام المندوبين المعتاد دليل على إنتهاء الزيارة
جميلة _ وأتمنى من حضرتك شير للبرودكت ونشوف الresults المرة الجاية مع الpatients إن شاء الله
كان يعلم أن هذه خاتمة زياراتها وأنها سترحل بعدها
جياد _إن شاء الله يا دكتورة
قالها فى توتر كان يحاول إخفاءه بقوة لكى لا يبدو عليه أى شئ غير طبيعى ولكنها بمجرد أن نهضت واستعدت للرحيل حتى خرجت جملة دون داعى لها
جياد _دكتورة هتزورينى فى عيادتى  صح ؟!
إلتفتت إليه جميلة بإبتسامتها
جميلة _أكيد يا دكتور ده شرف ليا إنى أتابع مع حضرتك
شعر بندم شديد بسبب هذه الجملة الساذجة التى خرجت دون وعى فما المهم فى أنها تتابع أم لا ليس وكأن هذا الدواء لا يوجد له آلالاف البدائل والتى قد تكون افضل منه ما هذا الغباء فكر فى كل هذا ولكنه تحدث بعكس ذلك
جياد _عيادتى قبل ما تدخلى شارع عيادة دكتور أحمد هتلاقيها قدام المستشفى
جميلة _ شكرا لحضرتك يا دكتور أكيد الزيارة الجاية تكون فى عيادة حضرتك
غادرت ولا تزال إبتسامتها الدافئة الرقيقة فى الارجاء تملئ المكان وسخافته التى كان فيها منذ قليل جعلته يفكر بنفسه كأنه مراهق فى السابعة عشر يرى فتاة الجيران او زميلته بالمدرسة الجميلة وليس رجل متمرس فى الحياة عامة والحياة الزوجية خاصة هذه الافكار الصبيانية جعلته يبتسم
وابتسم اكثر طرباً بأنه مازال يحتفظ بهذه المشاعر الطفولية وأن الأيام والحياة الزوجية الرتيبة لم تطفأ قلبه وتلك المشاعر التى لم يكن يعلم عنها شيئا وتمنى لو يتوقف اليوم عند هذا الحد حتى يظل يفكر بنفسه وبمشاعره وبحماقته التى تصرف بها أمام تلك الإبتسامة الرقيقة
ولكن لا مفر من الواقع ومن المرضى فعاد ثانية إلى واقعه
........................................

وهكذا كان دائما واقعها تصرفات غريبة من أشخاص أغرب بقيت تفكر ما الذى أخطأت به فى هذه الزيارة لتجعل الدكتور جياد غير مرتاح للزيارة بقيت تقلب كلماتها وتصرفاتها فى رأسها مرات ومرات خشية من أن تكون فعلت شئ خطأ

ولكنها أقنعت نفسها أنها لم تفعل شئ خطأ فلو فعلت ما كان طلب منها زيارته فى عيادته الخاصة ولكنه لم يكن كما توقعته فقد كان شاباً للغاية ووسيماً أيضاً وأنيقاً إبتسمت عندما تذكرت كيف تخيلته قبل أن تقابله بالكرش والصلعة التى يحيط بها بعض الشعر الابيض ..

ولكنها دائما ما تخجل من إبتسامها الذى يراه الاخرون دون داعى فهو بالطبع إما سوء خلق أو جنون فتفضل أن تذم فشفتيها حتى لا تظهر إبتسامتها تلك مجهولة السبب وتكمل طريقها مشغولة البال شاردة فى اشياء كثيرة وينتهى يومها بعد عدد ميؤوس منه فى الزيارات والنتائج ليذهب يوم من حياته ويأتي أخر وهكذا تمر أيامها
.............................
ولكن يومه ما أن شعر أنه أنتهى بدخول منزل الزوجية الفارغ من الزوجة والاولاد هادئ للغاية فكان أول كرسى يقابله بمثابة منقذ من تعب يوم طويل للغاية فألقى بنفسه وبكل تعبه عليه ليأخذ نفس عميق ويغمض عينيه ...

لتأتى إبتسامتها الرقيقة أمام ذهنه الصافى وصوتها العذب بتحيتها الخجلة فأبتسم وهو مغلق العينين وبقى يتذكر كل الزيارة وتفاصيلها الذى بدون أن يدرك حفظ بعضها فهى قصيرة نوعا ما ومخمرية بوجه ممتلئ وفم صغير رقيق وردى اللون وعيون واسعة برموش طويلة و...و...و.... لا يذكر لون عينيها ماذا كان لون عينيها ركز إنتباهه ليتذكرها أكثر حتى شعر أنها واقفة أمامه بإبتسامتها الرقيقة وعيونها الواسعة التى ينتابه الفضول ليعرف لونها فأقترب منها أكثر فأكثر فأكثر حتى تقلصت المسافة وتقلص معها قلبه بنبضة غريبة ...

عايزة رأيكم بصراحة
وإيه رأيكم أطول الحلقة ولا أقصرها ولا هى كده مناسبة ؟

جميلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن