جَميلتي
يتبع ...
لم يعد هناك مزيد من صفحاتها بين يدى لم أتمالك نفسى من البكاء فقد إنفطر قلبى على قصة الحب هذه الذى لولا وجود شخصها حولى لما صدقت كلمة واحدة ولأعتبرتها قصة رومانسية قرأتها وأنتهى الأمر ..
ولكن حبي الأول يعانى وقد عشت معاناته وأدرك معنى كل كلمة قالها لقد عشت تحوله وعانيت من رحيله وأعلم كيف مرت عليه خمسة عشر عاماً يحيى مبعثر القلب والروح بين طفلتيه وبينها.... ومبعثر الجسد بين بلده وبين سفره لكى يهرب منها ...ولكن كيف يهرب ممن إستودعها القلب والروح حتى تركته جثة ...
لقد عاش الكل حياته وأكملها فبعد طلاقه من نها بعام واحد تزوجت من شخص آخر وأنجبت طفلا وطفلة ..وتركت طفلتيها لتربية والدتها وعندما أراد جياد الحصول عليهم لتعليمهما بالخارج رفضت كل الأطراف هذا الإقتراح وبقى يأتى كل عام شهر يحضره مع طفلتيه ......
وها هما طفلتيه كبرتا تحت رعايته و أصبحتا فى الجامعة
وها أنا ......
فى عامى الأول الجامعى أعجبت بشاب يشبه حبيبى كثيرا فى الشكل والطباع بالطبع حبيبى الأول أفضل وسيظل أفضل دائما ولكن شريف ليس سيئا أيضا ورحبت به عائلتى كثيرا فلقد كان شابا ذا عائلة كريمة وشخصية جيدة ومستقبل جيدا لهذا ما كان هناك مانع ...
وها أنا أتجهز ليوم خطبتى وقد باركنى أبى وأمى كل شئ رائع والكل سعداء وكذلك أنا بالرغم من إجتياح بعض من الألم الذى ألم بصدرى وأنا أرى إبتسامته مازالت باهتة بلا حياة....ولكن فجأة وجدت بريق وذهول تتشبع به عينيه لألتفت إلى حيث كان ينظر لأجد شريف يقف مبتسما ويأخذ إمرأة أجزم أنها فى أوائل الثلاثين إن لم تكن فى أواخر العشرينات بمجرد أن سقطت عينى عليها حتى غمرنى شعور بالالفة غريب وكأننى أعرفها منذ وقت طويل إبتسامتها الصافية جذبتنى إنتبانى شعور غريب ولكننى طردته سريعا فمستحيل ما أفكر به فهى تشبه ...
وألتقت شريف لى وكذلك هى وأخبرنى بإبتسامة وهو يقدمها لى .....
شريف _وسام ديه عمتو جميلة إلى كلمتك عنها ....
لقد قفز قلبى بشكل جنونى داخل صدرى وإتسعت حدقاتى وأقسم أنه لابد أنه إتسع فكاى على آخرهما من هول هذه الصدمة ...
إبتسمت وعينيها تتألق وأقتربت منى لتحتضنى _مبرووووك ألف مبروووووك يا حبيبتى ...
إبتعدت قليلا وهى تنظر لشريف _ديه أجمل كمان مما وصفتها ..
لم أتحدث ولم ابتسم لها لقد وقفت فقد كالصنم حتى نكزنى شريف بكتفى حتى أصدر ردة فعل فإبتسمت بصعوبة وانا احاول أستيعاب ما يحدث إبتسمت وهى تخرج هدية من حقيبتها وتعطينى لى وبصعوبة أخرى أخرجت كلمة شكرا فلقد جف حلقى بشكل شديد ومازال قلبى ينبض بشدة وخاصة وأنا أراها تلتفت بإتجاهه ويبدو أنها لا تعلم بوجوده ولا تعلم من أنا بالنسبة له..........بمجرد أن إلتفتت وتلاقت أعينهم حتى لاحظت عينيه التى أصبحت تشع ببريق لم أراه فيه من قبل أنسحبا من وسط الجميع وكذلك فعلت ما كنت لأضيع لحظة تاريخية كتلك إعتذرت بذهابى لتصليح مكياجى وخرجت لاجدهما يقفان مقابلان لبعضهما ......
يشعر وكأنه ردت فيه الحياة بعد أن كان جثمان لمدة طويلة إبتسامته تزين وجهه الذى مازال محتفظ بشبابه وكأن الزمان عوضهما بأن تركهما بلا أثر عليهما ....