جَميلتي
يتبع ...
وبقى يتذكر كل الزيارة وتفاصيلها الذى بدون أن يدرك حفظ بعضها فهى قصيرة نوعا ما ومخمرية بوجه ممتلئ وفم صغير رقيق وردى اللون وعيون واسعة برموش طويلة و...و...و.... لا يذكر لون عينيها ماذا كان لون عينيها ركز إنتباهه ليتذكرها أكثر حتى شعر أنها واقفة أمامه بإبتسامتها الرقيقة وعيونها الواسعة التى ينتابه الفضول ليعرف لونها فأقترب منها أكثر فأكثر فأكثر حتى تقلصت المسافة وتقلص معها قلبه بنبضة غريبة
............................................
ففتح عينيه وهو يهز رأسه ويستغفر كيف له أن يذهب إلى هذا الحد هذا يكفى وقرر أن ينفض عنه هذه المشاعر المراهقة لأنها لن تأتى بخير إذا استمر بهاوهب واقفاً وقرر أن يأخذ حمام دافئ لينفض عن نفسه أثقال اليوم كله ويتمتع بالقليل من الهدوء الذى لا يعلم متى سيحظى عليه ثانية وحاول أن يشاهد التلفاز ولكنه بلا فائدة أصابه النعاس فذهب الى الفراش وغط فى نوم عميق ليستعد ليوم جديد وهكذا علم أن حياته عادت إلى رتمها المعتاد الزوجة عادت والفتاتان والشغب والصخب و المستشفى والعيادة والاصدقاء والعائلة كل شئ عاد إلى نصبه المعتاد
ومر أسبوعه فى سلام سوا من القليل من الانحراف القلبى فى كلمة كانت تذكرها المساعدة كلمة_ زيارة _ولا يبقا سوا للحظة ثم ينفضه فى سلة مهملات لاوعيه حتى اعتاد كلمة زيارة مرة أخرى على أنها شئ روتينى وملل مرة أسبوع تلو الاخر دون أن تظهر ثانية حتى آمن أنه لن يراها ثانية وفى عيادته الخاصة بعد يوم متعب للغاية نظر إلى ساعته التى كانت قد تجاوزت التاسعة مساءاً بقليل تذكر أن عليه الذهاب الى حماته لكى يُقيل زوجته والفتاتين ويجب أيضاً أن يجلس قليلاً مع حماه وحماته حتى لا تتزمر زوجته من أنه لا يحب البقاء معهم وأنه فقط يتعلل بالتعب والانشغال فأخذ يرتب حقيبته ويغلق حاسوبه استعداد للانصراف حتى سمع طرق الباب ودخلت المساعدة مستأذنة بالدخول ووجه إليها الحديث متأفف
جياد _فى إيه يا أم سيد مش قولتلك ما تقبليش كشوفات لأنى مستعجل وهمشى
أم سيد_ لا يا دكتور ده مش كشف ديه زيارة وقاعدة من بدرى
تأفف أكثر يجب عليه أن يرحل وهؤلاء المناديب بمجرد أن يروا الطبيب لا يوجد لديه مرضى حتى يستغللن الموقف بفتح أحاديث وإطالة الجلوس وكأنهم ينتقمون فوجه الحديث لأم محمد
جياد _قوليله ان الدكتور مستعجل ومش فاضى ياجى مرة تانية
أم سيد بتوسل _معلش يا دكتور ديه جات أكتر من مرة وقاعدة بقالها كتير هقولها ما تتأخرش عليك ماشى يا دكتور
لا يعلم لماذا نبض قلبه تلك النبضة وكأنه تقلص وإحساس غريب أجتاحه لا يعلم مصدره عندما ركز فى كلام المساعدة (قاعدة _جات _ما تتأخرش ) ليس وكأنه لا يقابل مندوبات أبداً فلما هذه الكلمات المؤنثة جعلته مرتبك هل يعقل أنه يفكر فيها ثانية أنتفض من صوت أم محمد التى نبهته أنه تاه ثانية فى عالمه
أم سيد _ ماشى يا دكتور
جياد بشرود _ آه ماشى يا أم سيد
ما أن خرجت حتى عدل هندامه بسرعة وجلس خلف مكتبه ثانية يحاول أن يشغل نفسه فى أى شئ آخر وبمجرد أن سمع مقبض الباب يفتح حتى اضطرب بطريقة غريبة ونبض قلبه بصوت عالى حتى أعتقد أن صوته يملئ الغرفة وبمجرد أن دخلت لم يستطع أن يلتفت لأى شئ سوا لها
هى _مساء الخير دكتور جياد ...
كل شئ تبدد كل شئ ذهب مع الريح حتى أنه أنكس رأسه وهدأ قلبه حتى أنه أعتقد أنه توقف عن العمل عندما أجاب وهو ينظر للاسفل ومغلق العينين ويضع كلا يديه على المكتب وقابض عليهما بشدة وبصوت مبحوح
جياد _أهلا دكتوره نردين
نردين _حضرتك كويس يا دكتور
جياد _آه ، كويس اتفضلى
لا يعلم إن كان حقاً بخير أم يدعى أنه بخير أفكاره تشتت بطريقة كادت أن تجعله يجن كيف يصبح ساذج الى هذا الحد شعر بالغضب والاستفزاز ولم يستطع أن يركز فى كلمة واحدة مما قالته الدكتورة نردين سوا بعض الكلمات الاخيرة المعتادة لإنهاء الزيارة فبدون أن يسمعها كان يجيب بالجمل المشهورة
جياد بشكل متقطع بعد كلامات نردين
_إن شاء الله
_أكيد
_شرفتى يا دكتورة
حتى هو شعر كم كان فظاً مع هذه الفتاة وشعر بالحرج منها فتأسف لها بتهذيب
_أنا اسف يا دكتورة أصلى كنت مستعجل بس ما تقلقيش أنتى عارفة البرودكت شغالة معايا
إبتسمت نردين بتهذيب _لا أسف ولا حاجة يا دكتور أنا الى اسفة إنى أخرتك وبشكر حضرتك عن إذن حضرتك
جياد _مع السلامة يا دكتورة
بمجرد أن خرجت حتى أسند ظهره إلى مقعده وأغلق عينيه ثانية يريح أعصابه وهو يحاول أن يستوعب ما حدث له منذ قليل حتى دخلت المساعدة
ام سيد _دكتور مش هتمشى ولا إيه مش كنت متأخر
انتبه لها ونظر الى ساعة يده ليجدها قد أصبحت العاشرة هل استغرق كل هذا فى التفكير وقبل أن يجيبها جياد حتى رن هاتفه ومن مجرد تعبيرات وجهه علمت أم محمد أن المكالمة شخصية فخرجت
جياد _السلام عليكم
نها _جياد أنت بتهزر ايه التأخير ده كله أنت قولت هتكون عندى الساعة تمانية بالكتير عشان نقعد مع أهلى شوية ولا أنت مش عايز تقعد معاهم هيقولوا ايه دلوقتى عليك هيقولوا إنك مش بتحبهم وإنك ...
قبل أن تتم نها إسطوانة التأنيب والشك رد جياد بتأفف
جياد _بيقولوا كل حاجة كده ماعدا إنى مشغول وورايا شغل
نها_معنى كلامك كده إنى أهلى مش بيحبوك وإنهم بيقولوا كلام وحش عليك انت......
جياد بنفاذ صبر _والله أنا عارف إن الناس ما بتقولش حاجة وإن كل الكلام ده فى دماغك إنتى بس
نها بصوت غاضب _قصدك إنى أنا الى بفكر فيك وحش وإنى.......
جياد بغضب _نها بقولك إيه هنتكلم فى التليفون ونتخانق ولا تسبينى أجى أقعد مع الناس شوية ولا أروح ونخلص
نها وقد بدا أنها تبكى _براحتك أعمل الى يريحك
جياد وقد غير نبرة صوته إلى الهدوء _أنا جاى دلوقتى سلام ...
ذهب وهو يعلم أن هذه الليلة ستكون مليئة بالمشاحنات الفارغة بحق الله يريد أن يعلم من هذا الاحمق الذى قال أن الشجار هو توابل الحب وأن الحياة الزوجية بالخاصة لا تحلى بدونه يريد أن يعرفه لكى يجعله يسف توابل محل عطارة بأكمله
ذهب الى منزل حمواه وجلس يمزح مع حماه وحماته واخوات نها فهو دائما شخص محبوب ولا يترك الامور بينه وبين نها مهما وصلت أن تؤثر على علاقته بأهلها او يشعرهم بأى شئ ومرت الزيارة بسلام سوا من بعض نظرات نها العاتبة الغاضبة التى تعنى أنها لن تمرر له حديثه معها هكذا بأنه أحسن التصرف مع عائلتها عليها أن تقيم بعض الدراما الهندية التى تعشق متابعتها وكان بداية ذلك فى النظرات ثم أستكملته فى السيارة أثناء رحيلهم للمنزل لتنتهى هذه الحلقة بصمته و قرارها أن تنام مع الفتاتين بالرغم من كل هذه الضوضاء التى تحدثها نها إلا أن بداخله هدوء غريب وتركيز غريب على هذا الذى شعره عندما اعتقد أنها هى
هذه الزيارة كان يحاول التشويش على هذا التركيز ولكن دون أن يفلح أو تفلح نها بمشاحنتها
وتحول الامر الى إكتئاب ثم توضأ وذهب للصلاة ليذهب وساوس الشيطان وذهب للنوم ولكنه بقى يتقلب على الفراش حتى حل أذان الفجر فصلى ثم علم حينها أنه لا نوم فصنع لنفسه فنجان قهوة وجلس فى بلكونة غرفته ليستنشق نسيم الفجر العليل بالرغم من سخونة جو الصيف ومهما كان شدة حرارة الصيف دائما ما يشعر بنسمة الفجر الباردة وكأنها نسمة من الجنة فترطب على قلبه الكثير وتزيح معها الكثير من الهموم وعزم فى نفسه أن كل شئ سوف يعود الى طبيعته الآن وبقى هكذا حتى استيقظت نها وفتياته وبدأ الروتين اليومى وذهب الى المشفى
ولكنه مازال مشغول البال وشعر بثقل فى قلبه فشعر أنه يحتاج إلى شخص ما ليتحدث إليه أن يأخذ بنصيحته ولكنه خجل من فكرة أن يتحدث بهذا لأحد ولكن توتره وقلقه الذى كان ملاحظ من الجميع وخاصة دكتور أحمد الذى ظل طوال اليوم يسأله ما به ولماذا هو مهموم هكذا وكان يتملص منه بأى شئ ولكنه فكر أنه لن يجد افضل من معلمه وصديقه الدكتور احمد ليتحدث معه فى هذا الشأن فهو أكبر منه وأكثر خبرة منه فى الزواج وكما أنه ذو رأى راجح وهو يثق فيه كثيرا ولكنه كان خجل من ان يفهمه الدكتور أحمد بطريقة سيئة فتراجع عن ذلك ولكن دكتور أحمد كان لحوح للغاية
دكتور أحمد _بص بقا ما أنا مش هسيبك غير لما تقولى مالك ،حالك مش عجبنى النهاردة خالص
جياد _مافيش يا دكتور
احمد _عليه الطلاق من الوليه الى فى البيت فى حاجة
جياد إبتسم بطريقة عفوية _لا طلاق ولا حاجة ربنا يخليكم لبعض
• أحمد _ياعم خلينا نجدد الواحد عايز يشوفله بت مقطقطة كده يجدد معاها شبابه
فزع جياد من إختيار هذه الجملة بالتحديد وكأنه قد قرأه قبل أن يتحدث فحاول أن يخفى ارتباكه وفزعه
جياد _يعنى انت يا دكتور بعد العشرة ديه كلها لسه عايز تجدد
أحمد _هتكبرنى ليه عشرة إيه دول كلهم 20سنة جواز بس
جياد بإبتسامة مجاملة لدعابة دكتور احمد _قولى يا دكتور عمرك شوفت واحدة غير مراتك وعجبتك
احمد وهو يضحك بصوت عالى _ييييييييييووووه كتيييييير ما تعدش
جياد _أنا بتكلم بجد
لاحظ دكتور أحمد أن حقا ملامح جياد جادة للغاية فعلم أن فى الامر مشكلة حقيقة فهو يعلم جياد أنه ليس من النوع اللعوب الذى ينظر للنساء أو يستلطف إحدهن وأن شخص مثله تزوج دون حب مجرد ابنة صديق والده دون أن يعترض قد يتعرض لشئ كبير وأن شخصية كشخصية جياد إذا وقع فى الحب لن يكون الأمر سوا كارثياً . . .رأيكم إيه فى الجزء عموما وفى جياد خصوصا ؟
وبتؤمنوا بالحب من أول نظرة ؟