°˖✧{ النحلُ المُتطفِل }✧˖°

164 14 25
                                    

9:45 صباحاً | سبتمبر

ارتجفت ارجل هينا قليلاً وهي خلف الباب الموصد ، مع شفاه تهتز واعين تحمل بوادر الصدمة ، فقط تُطل من نافذة مكتبها الصغيرة ، جزءاً من وجه سيوزو ،

تفاجئت كثيراً من ما سمتهُ اذنها للتو ! ، ولم تتوقع ابداً من ذلك الفتى العصبي والجانح بأن يكون واقع في حب معلمتهم ،

بينما كان هو يتحدث مع يومي ظهرت انفعالات عديدة على وجهه ، والكثير منها داخله ، تعصف بكيانه وبدنه ، وتدفع بغيمة كثيفة من الافكار المشوشة الى عقله ،

كان سيوزو منذ انفصاله عن يومي او بالاحرى شقه الايمن ، لا يعلم السبب في تركها اياه ، لقد كان كل شيء جيد وهادئ بينهما ، مالذي جعلها ترغب في التخلي عنه؟ ،

تجلت عدة احتمالات في رأسه ، كانت تصيبه بالاختناق ، لربما كانت تُحب احدهم منذ البداية ؟! ، ولكن يومي ليست ذلك النوع من الفتيات ،

او كانت تخبره بأنها " تحبهُ " بدافع الشفقة ، عندما يأتي سيوزو الى تلك النقطة ، يستشيط غضباً وكرهاً

ولكن وألف لكن ،

هو يعرفها جيداً بقدر معرفته انهُ لايستطيع التخلي عنها

ما بالهُ الان العقل يخبره بتلك الاشياء البشعة ، فقلبه ما زال يعرف يومي الطيبة

ايعقل بان عقله تخلى عنها منذ فترة من غير ادراكه ؟ ، وحاول حقاً ان يدفنها بين ثنايا ذكراه ،

كان ذلك سؤالاً يُداهم سيوزو قبل اغلاق اعينه كل ليلة ، سؤالٌ يفتح سيلاً من الاسئلة والتفكير المتواصل ،

قد اراد ان يسد هذه الفجوة التي تدفع بالسيل ولكن كان الجواب من قبلها غير مقنع البتة ، تحدث قائلا ً بصوت غاضب وملامح حزينة وهو يضع كلتا يديه على طاولتها :

- مابالك .. لما تغيرتي هكذا فجاة ؟!

" حدقت اليه باعين خاوية وهمست بنبرة خفيضة "
- لقد انتهى حديثي معك سيوزو فلتتفضل سينتهي وقت الفطور قريباً
ً
ضرب سيوزو الطاولة حتى سُمع لها دوي عالي ، وتوجه خارجاً بعد ان لملم شتات نفسه كان يتمنى ان يكسر باب المكتب إثر نوبة غضبه ،

10:00 صباحاً

هربت هينا بعد سماعها ما يُقال ، كردة فعل نتجت عن خوفها من اخر كلاماته ، التي تنذر بقدومه نحو الباب ، التمست الزاوية التي تحت السلم ملجئاً لها من غضبه ،

واخذت تكتم انفاسها المطربة وصوتها المتقطع كصوص مختنق ، ظلت واقفة متسمرة ، حتى سمعت ارجله تلامس عتبات السلم ، هدئة وزفرت محررتاً الهواء المكبوت مع اعين تدل على خطورة ما كانت تفعل ،

وحش العسلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن