°˖✧{ أحاديثٌ على الدَراجَةَ }✧˖°

144 14 25
                                    

8:15 صباحاً | سبتمبر

الهواء بدا يعصف قليلاً ، وتنورة هينا المنفوشة تتحرك كما يأمر هو ، تبحث هي عن ما تستطيع ان تُفهم به ملامح يومي ، ولكن لاتجد شيء تفسر به ما حدث بالامس غير المآسي ،

كان ذلك الشيء الوحيد الذي تبين لهينا بعد ما ان تركتها يومي بهدوء ودخلت الى المكتب ، لقد شعرت بالخوف يعتريها لوهلة قصيرة ،

كان خوفاً من المجهول مما حدث بالامس ، بفضل خطتها الاستراتيجية التي لاتصلح الا في المسلسلات والتلفاز ،

تنهدت هينا والقت بنظرها على باب المدخل الذي ازدحم بالطلاب ، فوج كبير منهم ياتي مشياً على الاقدام والبعض القليل على دراجة هوائية ، ينهمرون بغزارة

ومن ضمن هؤلاء كان سيوزو يقود عجلته الى الداخل متخطياً البوابة الخارجية للمدرسة ، هُناك لمحتهُ هينا لتلوح بسعادة غامرة بزراعها القصيرة ،

ابتسامة عريضة ومشرقة كذلك الصباح ارتسمت على وجهها ، تستخدم قدميها حتى ترتفع قليلاً ويتسنى لسيوزو رؤيتها حينها ،

عندما اقترب من المنطقة التي تقف فيها رمقها سيوزو ببرود و اكمل طريقه دون ضغط على المكابح ،

اعينها رأت المشهد بصورة بطيئة ويدها انكمشت بهدوء و إنحنت الى الاسفل بتعب ، كما تنكمش الزهور عندما تغرب الشمس ، توقفت لفترة وقالت بانهُ بالتاكيد لم يراها فهي قصيرة كما يقول دائماً ،

قالت ذلك بالرغم لرؤيته يحدق بها مباشرةً في عينيها ، ركضت هينا الى فصلها الذي يقع بعد سُلمين وممر طويل وفي نهايته يتموضع ، وجلست بصمت لمدة طويلة تحدق في مقعده الخالي ،

8:20 صباحا ً❃

الغيوم تتشكل بطرق مختلفة في عينيه ، تطفو بهدوء في الافق وببطء تستحوذ على اهتمامه ، يشرد سيوزو بعيداً مع خياله و يحاول الهروب من الصوت الذي يصدح داخله ،

وطعم السجائر يساعده قليلاً على تناسي كل شيء ، لسبب ما حضر ولم يرد ان يدرس ، فهو قرر بأن يجلس اليوم باكمله هنا ،

اراد ان ينفرد بنفسه قليلاً وبالرغم من انهُ كان وحيداً لفترة من الزمن ومشغولاً بحاله ، الا انهُ يشعر بمرور وقت طويل على جلوسه مع ذاته ،

انتبه سيوزو لفراغه من السجارة الرابعة ، لقد اقلع عنها لمدة من الزمن ، كان يحبها.. ذلك الموت البطئ ، والشعور بالتخدر والاسترخاء

خصوصاً في الفصول الباردة كانت تعطيه نوعاً من الدفء ، وفي النهاية..الامر سيان بالنسبة للسجارة او من يحبهُ من البشر ، سيؤذيه بطريقة ما ،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 08, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وحش العسلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن