°˖✧{ أثارُ الحُمَى }✧˖°

110 14 215
                                    

3:40 عصراً | سبتمبر

الصور تبدو واضحة عندما تكون قريبة ، جلية ، وبارزة ، بيد أن صورة يومي بالرغم من قربها منه غدت مشوشة في نظره

ضائعة بين الاف الذرات والظنون ، بعبثية مطلقة ... تقتله ببطء ، انها تشبه احدى تلك اللوحات التي كان ينظر اليها دائماً ، وبقدر تحديقه الذي يستمر طويلاً لا يفهم ما ترمي اليه

لم تكن اول صفعات حياته ، ولكنها كانت استثنائية ، مختلفة ، واكثر ألماً

تجمع الدم في خده الايسر متعقباً مركز الشعور بالالم ، يداهُ لم تلامس ذلك الخد ... ظلت متدلية

" ايها القلب ، يبدو انها النهاية ، انت في نهاية الطريق ، لما لا تستطيع ان تفهم ، الباب مغلق ولن يفتح "

تردد صوتٌ شاحب وبارد داخل كيان سيوزو،

بينما كان لا يزال راسه موجهاً الى الجهة التي حركتها يدا يومي بذلك الكف ، تنفس شبه معدوم من كليهما ،

واجواء متوترة ، هي لم تعي ما اقترفتهُ يدها الا بعد مرور بضع ثواني ، تلك اليد تصرفة وفق ما يريده عقلها ، بقسوة محاولتاً فقط ايقافهُ دون التنبؤ بما سيحدث لهُ من ندوب ،

وفي الجهة الاخرى كان قلبها الذي يصارع جاهداً خوفاً عليه ، كانت ترتجف وهي تمسك بتلك اليد الاثمة ، وشعوراً مُفاجئ بالاختناق يُبادرها ،

وهو راسهُ يواجه الارض ، محني بصمت ، كأن ذلك الصمت يحاول التحدث بشيء ما ، بجرح حديث الصنع ، انتجهُ شخص عزيز على قلب ،

اذا كان هناك اشياء لاتمحى كالكسور التي لا تُجبر فهو ذلك الوجه الذي راتهُ يومي ، كتصدعات الزجاج ، و كيوم ممطر ، ولوحة رمادية قديمة ،

تستمع بهدوء الى نغمة تشققه ، عندما رفع سيوزو وجهه ونظر اليها ، تأمل تلك الاعين الزرقاء ، وهي تأملت تلك التفاصيل التي لم تشاهدها من قبل ،

لم تكن حزينة ، ولم تكن غاضبة ، كانت شيء مبهم الصنع ، يميل الى الاثنين كمزيج فريد ، لم ترهُ بهذه الهيئة ابداً ، خدهُ المحمر ، وبعض خصلاتهُ المسترسلة ،

اعينهُ الفضية تبدو ضائعة بالرغم وجهتها المحددة ، وقلادتها الملقية كانت تنزف مثل نزيف قلبها بالداخل ، تناثرت كرستالتها الحمراء بالقرب من قدم سيوزو ،

وكانت بعض القطع مُلقاة تحتها بفوضوية ، تغيرت سحنة صوته... صارت اكثر تعثراً بألم ما ، وكأنما بدمعة ما ، لم تستطع ان ترها في العتمة التي انتجتها غُرتهُ المتدلية حيث قال :

وحش العسلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن