هدوء تام فلو خرجت القلوب من الصدور لسُمع صوت تسارع نبضاتها، أي كذبة قد يقولها لن تفيده فهو وضع نفسه تحت المهجر، أي كذبة قد يقولها لن تصدقها او قد تصدقها؟ تلعثم واشتدت احرفه وهو يقول بغضب حاول الا يكون مصطنعاً:
- ماذا اقصد؟ ما الذي يمكن ان اقصده؟
ابتسمت بألم وهي تومأ برأسها وانسحبت بهدوء الى غرفتها.
ضمت نفسها فوق سريرها وصوت بكاءها وتنهداتها تتعالى، لم يحبها احد فكيف يُزرع ذلك الامل الكاذب داخل صدرها ولو للحظات؟ ماذا ظنت؟ انه سيتزوجها البارحة ويحبها اليوم؟ من هي؟ هل سندريلا ام ليلى التي ستكسر القاعدة ويعشقها الذئب؟
في اليوم التالي استيقظت وهي تجر امالها الخائبة خلفها، استحمت وعدلت شعرها المبعثر، فتحت الباب ببطء لتراقب ان كان هنا في نفس الطبق خرجت عندما تأكدت من خلو المكان فاصطدمت قدمها باكياس كرتونية رفعت حاجبها باستغراب وتنهدت قائلة بصوت عالٍ مسموع:
- مراااد؟ ما هذا؟
لم يأتيها رد فاتجهت مسرعة له فلم تجد سوى ورقة على الطاولة
" صباح الخير، سنذهب الى مكان ما اليوم واريد ظهورك كزوجتي لهذا سيأتيكِ في السابعة والنصف "اليكس" وسيهتم بامرك اما الملابس فقد اهتممت بامرها تفقديها اتمنى ان تكون على مقاسك حقاً! الى اللقاء بعد خمس ساعات زوجتي."
وما ان انهت قراءة الرسالة حتى طرق الباب ركضت بخفة لتنظر من العين السرحية فوجدت شاب بشعر اشقر من الواضح انه مصبوغ ويضع اقراط مختلفة على كافة اجزاء وجهه فصرخت:
- من؟
- انا اليكس عزيزتي افتحي لي الباب
فتحته ببط وهي تنظر له فصرخ بلهجة غربية واكمل:
- هيا سنحتاج معجزة لنحول الخادمة الى سندريلا خلال ساعتين!!
كادت ان تجيبه فدفعها الى الداخل وسار معها ليبدأ بعمله!
كان مراد يجلس باحدى المقاهي الراقية مع صديقه علي:
- كان علي ان اعرف انه سيحدث شيء كهذا ولكن لم افهم اعني هل سيقتله ام ماذا؟
حرك علي رأسه باستفهام وهو يقول:
- انا الذي لم افهم! ما الذي دفعك لتتزوج تلك الفتاة؟ ما المشاعر التي تكنها لها والتي لسبب ما تدفعك للتضحية بذلك الشكل المبالغ؟؟!
زفر مراد انفاسه بغضب:
- انا لا اريد فتاة من الحي الراقي علي، ولا اريد ان تخبرني في الصباح انها ذاهبة الى النادي الرياضي وفي المساء اعود لاجدها تضع طلاء الاظافر ومن ثم هيا الى الفراش وفي الصباح يتكرر الامر! انا اريد فتاة تتحاور معي وتتشاجر! اريد فتاة تستحق ان احبها! فتاة حساسة، رقيقة وفي ذات الوقت قوية! فتاة تبكي عندما تُجرح وتصرخ عندما تغضب، فتاة لا يهمها شكلها في حالاتها السيئة! بل يهمها انها اخرجت ما بداخلها! اريد فتاة حقيقية؟
- وهل هذا ما وجدته في ليلى؟
ابتسم مراد وهو ينظر الى كوب القهوة بين يديه:
- لم اجد في ليلى اي شيء بل هي التي وجدت
- ولانها وجدت ستأخذها الى الحفل اليوم
- اظنه حان الوقت الذي سأتحدى فيه جبروت ذلك الرجل
بعد مشاجرات عقيمة بين اليكس وذات الشعر المنتف ليلى وبعد نقاشات طويلة حول طول شعرها الذي وقع اكثر من نصفه ارضاً، وبالطبع اهتمامه الخاص ببشرتها من مرطبات الى مساحيق تجميل طبيعية وقفت امام المرأة فتاة مختلفة! كانت بشرتها الشاحبة تتلون بالوردي والدائرة الداكنة حول عينها اختفت بعد عناء، وكامت شفتيها الجافة متربطة ومنتفخة بشكل مثير جداً وقد تلونت باللون الاحمر القاتم وشعرها الاحمر وصل الى حد كتفها بتموج رقيق اشعرها براحة مختلفة وهي تنظر الى نفساه وقد اخرج اليكس الفخور اللوحة الفنية من داخل الركام!
وقفت وضمته بقوة ازعجته قليلاً ولكنه جاراها، همست:
- انا جميلة!!
ابتسم بغرور وهو يبعدها قائلاً:
- ليس بعد!
الساعة الثانية عشر ظهراً من ذلك اليوم عاد مراد متحمساً لما قد يراه، دخل ببطء متعمد عدم اصدار اي صوت وصعد الى الطابق العلوي ليجدها تجلس على سريرها بملل ترتدي فستانها الابيض خارق الجمال بقماش شفاف من اعلى الصدر الى حد الرقبة ويمتد الى ربع الكم من الجهتين حيث تسير خطوطاً من ظهرها العاري حتى اعلى الكتفين وبمثل هذا الخطوط الذهبية تصل من اعلى حد الصدر حتى الخصر وينسدل الفستان بقماش ابيض يصل الى منتصف الساقين من الامام والى اخمس القدمين من الخلف باطوال مختلفة
أنت تقرأ
عاشق من ألماس
عاطفية(منتهية) انحنى نحوها وقبل وجنتها بينما لمعت دمعة في عينها قائلة بخوف: - هل سأكون وحدي؟؟ هز رأسه نافياً: - بل سأكون معك ولكن فقط عندما تحتاجينني --------- صمتت عندما رفع يده ليضع اصبعه على شفتيها قائلاً دون ان يفتح عينيه: - اصمتي .. سأنام ...