"من انظر الى عينيه بعمق .. انه انت
من ارتديه حول رقبتى كالاغلال .. انه انت
من اشتاق اليه كبحيرات الجليد .. انه انت
من اراه كل ليلة في منامي .. انه انت
احترق احترق
احترق واشتعل
نيراني تشتعل
كلانا يا مجنوني.."
تنظر الى نافذة الحافلة الصغيرة التي استأجروها ليذهبوا معاً الى مكان الندوة في انطاليا فندق "ميراكل" اي المعجزة، سارحة بكلمات الاغنية التي تصدح بصوتٍ عالٍ لتخفي اصوات الضحكات والمشاكسات بين القادمين معها من: اريكان، ديغو، هيف، جيلان وبيلين، لم تشعر سوى بتلك اليد التي تمركزت على يدها التفتت لتجدها بيلين التي قالت بسخرية:
- هل وافق مراد على قدومك؟
اثارت حنقها كثيراً فهي لا تكف عن مضايقتها بذكر ان مراد يتحكم بها ردت بابتسامة غاضبة:
- من الجيد ان هنالك شخص يهتم بي على الاقل ليس مثلك
ادارت وجهها لتتابع مشاهدتها للطريق بينما بيلين ضحكت على ردها وذهبت لتجلس بين الشبان لتمازحهم..
ترجلوا من الحافلة وذهبوا معاً الى مكتب الاستقبال ليأخدوا مفاتيح غرفهم التي جمعتهم كثنائيات ديغو واريكان، هيف وجيلان، بيلين وليلى التي قلبت عينيها بضجر فور اخذها للمفتاح مردفة:
- علينا الاستحمال ماذا نفعل؟
ضحكت بيلين قائلة:
- في النهاية اولئك اصدقاء وهذا ما لا نستطيع ان نكون عليه فأنا لا اصادق من يسرق مني اصدقائي
سارت امامها بغرور وقد ازداد غضب ليلى، لم افهم اعني كيف شخص كمراد يصادق هذه المتكبرة الغبية ليست غبية بالنهاية هي الثانية على الدفعة ولكن.. ماذا تقولين ليلى؟ تنهدت وكادت ان تخرج لو لم تجد ذلك الوفد القادم باتجاه الاستقبال كانوا جميعهم يرتدون ملابس الرجال الرسمية ويتقدمهم ذلك الرجل الوسيم مراد وبجانبه علي يتحدثون بجدية ويملون الاوامر على من حولهم، توقفت عن التنفس للحظات وهي تتأمله من اعلى رأسه الى اخمس قدميه، طوله وشعر ذقنه الخفيف كل ما فيه كان مثالي، توقفت انظاره عليها ليبتسم ويهمس باستئذان لعلي ليسير مسرعاً اليها، وقبل ان تدرك كان قد سحبها من خصرها طابعاً قبلة عميقة على وجنتيها اثارت نبضات قلبها لتبدأ بالرقص وهمس باذنها:
- اشتقتكِ .. ليلة البارحة كانت كالجحيم ماذا فعلتِ بي لاعتاد وجودك حولي بهذه الطريقة؟
لم تستطع الرد وهي تشعر بالحرارة ترتفع لتتمركز على وجهها بينما علقت انفاسها في حنجرتها، ما الذي يحدث معها؟ يسألها ما الذي فعلته به ومن الاصح ان يسأل نفسه ما الذي يفعله بها؟؟ تلك المشاعر الجديدة التي تختبرها معه، استنفار خلايا جسدها عند ابتعاده مطالبة اياه بالعودة، تلك الدغدغة المؤلمة المتمركزة اسفل بطنها جاعلاً اياها بتوتر وارتباك دائم، دقات قلبها الصارخة بلا توقف، عقلها الذي يتوقف عن العمل ما لم يكن مراد في الموضوع، ثقتها التي تستحوذ عليها بحضوره، همست بنفس طريقته بلا سيطرة منها:
- بل ما الذي فعلته انت بي؟
تراجع الى الخلف لينظر الى عينيها ليتحقق من حقيقة ما سمع وجود وجهها متورد كالمعتاد وعينيها شبه مغلقة وشفتيها الممتلئة منفرجة مطالبة بالاكسجين، رفع يده ليتحسس وجنتها وبحركة لا ارادية انحنت رقبتها لتقترب من لمساته اكثر، ابتسم وعينيه تتلألأ فرحاً:
- اذهبي الى غرفتك وتجهزي حتى لا تتأخري وسأراكِ بعد الندوة
اومأت بهدوء وهي تتجه الى المصعد بينما يشعر كل جسدها بنظراته التي لم تتركها حتى اختفت من امامه.. اقترب علي منه قائلاً:
- هل اتت بيلين معها؟
صدرت ضحكة هادرة من مراد وهو يربت على كتفه:
- لا اعلم اسألها
عقد علي حاجبيه بغضب متلعثماً:
- وما شأني انا؟ فقط سألت من باب الفضول لانها صديقتنا
ابتسم مراد بخبث:
- صديقتي انا نعم اما صديقتك انت؟
غمزه مضيفاً قبل ان يسير مبتعداً:
- لا اظن..
——————•••
"الادارة فن ام علم؟؟
هذا كان السؤال على مر العصور، برأيكم انتم مديرو المستقبل والحاضر هل الادارة فن ام علم؟ سأطلب منكم ان تتفكروا بهذا السؤال بينما نعطي ندوة اليوم، انا اوزاين دينيز وسأكون محاضركم لهذا اليوم..."
شاب صغير في العمر يمتلك الكثير من المعرفة، يقف امامهم بشموخ العالم وانحناء المفكر، شعره يغزوه البياض رغم صغر سنه، يسير امامهم يربط الخبرة بالعلم فما العلم الا تجارب قديمة اجتهدوا فيها السابقين لنتحقق نحن منها ونعمل على تطويرها..
"فكما قيل سابقاً الاداري يقول: اذهب والقائد يقول: هيا بنا. فأيهم تريد ان تكون شخص يأمر ام شخصاً يفعل؟"
اسئلة وضعها امامهم ليعمل عقلهم بها ليجذبهم حتى يقع على عاتقهم فجأة الثقة بالنفس " ان كان لديك الثقة ستلهمها للاخرين" فانت كاداري ناجح يجب ان تكون قائد ذو حدس وواثق الخطوة يمشي ملكاً.
انتهت الندوة لذلك اليوم بفتحهم المطعم ليتفضلوا الضيوف على الغذاء المقدم من شركة اولجاك القابضة وبينما انشغل مراد برجال الاعمال ركضت ليلى بخطوات متعثرة لتلحق بذاك الشاب، وقفت امامه بمنتصف الحديقة وهي تقول لاهثة:
- لو سمحت .. سيد اوزاين .. انتظر
تعجب من اصرارها للحاقه وهو قد تجاهلها ظاناً بانها كغيرها سينتهي بها الامر بقولها "مغرور" حاول مساندتها بامساكه ذراعها لتقول بتوتر وهي ترجع خطوة للوراء:
- انا بخير
- تفضلي انسة..؟
- ليلى .. سيدة ليلى
عقد حاجبيه باستغراب:
- سيدة؟ الست صغيرة لحمل لقب كهذا؟
رمشت بعينيها محاولة امتلاك تلك القوة التي حدثهم عنها لتقول:
- سيد اوزاين كنت سأسألك ذات الشيء .. الست صغيراً لحمل كلام كهذا؟
ابتسم رافعاً حاجبيه بتحدي:
- حسناً ايتها السيدة الصغيرة اسمحي لي ان اقدم لكِ القهوة لنتحدث بهذا الامر
اومأت لدقيقة قبل ان تقول:
- لاخبر زوجي اولاً
- هو هنا؟ طالب؟
- نعم هنا ولا ليس كطالب بل كصاحب شركة اصلان
اومأ بتفهم لترسل له رسالة "مراد لا تقلق انا في المقهى الخاص بالفندق" وضعت هاتفها في الحقيبة وسارت بجانبه حتى المقهى.. جلسوا مقابل بعضهما البعض يشربون القهوة ويناقشون النظريات والكتب التي اوصلته لهذا الفكر وبعد ما يقارب النصف الساعة تلاقت عيناها بعيونه الغاضبة، نظرت الى قبضته التي يشدها بقوة اظهرت عروق يده السمراء، اعتذرت من السيد الذي يجالسها لتمسك هاتفها الذي يبدو انها على وضع الصامت لذلك لم تسمع صوت رسائله:
- "لماذا ستذهبين هناك؟"
- "مع من ستذهبين؟"
- "ليلى اجيبيني!!!!!!!"
- " هل انتِ بخير؟؟"
- "لماذا لا تجيبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
- اللعنة! انا قادم!!!!"
اعادت النظر اليه فلم تجده، تنحنحت بحرج قائلة:
- اعذرني سيد اوزاين سأضطر للذهاب زوجي بانتظاري .. تشرفت بمعرفتك
وقفت ليتوقف معها وهو يرمقها بنظرات اعجاب ليصافحها رافعاً يدها لثغره طابعاً قبلة عليها مردفاً:
- لمن الفخر ان تحمل انثى مثلك هذه الشهادة لتستخدمها بالخير والقيادة الناجحة .. وانا ايضاً تشرفت بمعرفتك واتمنى ان التقي بالرجل الذي حالفه الحظ لتصبحين ملكه
ابتسمت بتصنع وهي تسحب يدها من بين يديه مغادرة ذلك المقهى فوراً بخطوات متراكضة الى حيث مكتب الاستقبال:
- مرحباً .. هل تستطيع اخباري برقم غرفة مراد اصلان؟؟
- اعتذر انستي ولكن هذا غير مسموح
- انا زوجته ارجوك ما رقمها؟؟
نظر لها بشك مردفاً:
- لو كنتِ حقاً زوجته لمَ لا تعرفين رقم غرفته؟
زفرت انفاسها بنفاذ صبر:
- لاننا اتينا بشكل منفصل الى هنا، اخبرني ما رقمها؟؟؟
- لاتصل عليه واسأله
- لا لا تفعل!!
- لماذا الست زوجته؟؟
- نعم ولكنه غاضب مني .. ارجوك
اقتربت منه منحنية على اطراف المنضدة امامها:
- انظر ان اعطيتيني رقم الغرفة وتصالحت انا مع زوجي بفضلك .. فإن مراد كريم جداً
غمزته مشيرة بيدها ليبتسم بدبلوماسية قبل ان يقول:
- رقم الغرفة هو ١٠١ في الطابق السادس سيدة اصلان
ضحكت بحماس مردفة بسعادة:
- انت رائع!
تحركت مسرعة الى حيث غرفته التي كان يجوبه طولاً وعرضاً بغضب وافكاره السوداوية تتحرك برأسه، بالطبع لن تلحقه وستفضل تجاهله وتجاهل غيرته الحمقاء على امرأة تزوجها باتفاق غبي، وبينما هو يموت عشقاً بها هي تستجيب لطلب اي رجل لشرب القهوة وحتى انها لم تتحمل عناء اخباره واضعة حد بأن لا شأن له بها، زفر انفاسه قائلاً بغضب:
- اهدأ مراد لن تستفيد هكذا .. لن تأتي .. اللعنة! لماذا لا افرق معها؟!!
وما ان انهى جملته حتى سمع صوت طرق الباب زفر انفاسه الحارقة ليتجه الى الباب قائلاً:
- علي حقاً لسـ..
ليجدها امامه تقف كالطفلة المذنبة وعينيها تلتمعان بذنب لا يعتبر اساساً قبل ان تقول:
- انا اسفة .. كان علي اخبارك
وكأن تلك الغيمة الضبابية سحبت لتبدأ ابتسامته بالظهور قبل ان يمد يده ليسحبها له فترتطم بصدره بقوة مغمغماً:
- حان وقت قهوتي
رفعت حاجبيها باستغراب ناظرة لعينيه المصوبة نحو شفتيها قبل ان يقترب دافعاً اياها للخلف مغلقاً بها الباب وشفتيه تطبع قبل متفرقة على شفتيها متعمقاً اكثر فأكثر بينما يديه تتجرء لتحط على خصرها والاخرى تخترق خصلات شعرها المموج، بقيت تحت الصدمة لثوانٍ ثم حاولت التجاوب معه بخجل وجهل تام لما يحدث الان وقلبها يكاد يتوقف من هول مشاعرها بينما هو يلتصق بها اكثر ويده تتجول من خصرها لظهرها رافضة التجرؤ اكثر.. فصل تلك القبلة ببطء سانداً جبهته على جبهته ولا صوت في المكان سوى لهثاتهما، قطع الصمت هامساً:
- انتِ لي .. وحدي
فتحت عينيها بقوة ناظرة اليه بدهشة وهو يطبع قبلة على طرف انفها الصغير مبتعداً عنها قائلاً بسعادة:
- اوووه والان لنفعل شيئاً هل نسبح؟ ما رأيك؟
تمتمت بصوت منخفض:
- انا لا اعرف السباحة
نظر اليها مبتسماً:
- جيد كي لا اضطر ان اخفي جسدك عن اعين الجميع ولكن ارتدي ملابس اخف من هذه اذا اردتي فالطقس حارق جداً هنا
اومأت موافقة قائلة:
- سأذهب لغرفتي اذاً
- غرفتك؟؟
- نعم مع بيلين
اقترب وشفتيه تنفرجان بضحكة خبيثة:
- ستأتين الى هنا لانني لست مستعد لليلة موحشة اخرى
حركت رأسها رافضة:
- لا لن اتي سأبقى مع بيلين
رفع يده ليتلمس شعرها بانامله:
- ولكن السؤال هنا هل ستبقى بيلين في الغرفة؟ ستخافين وتأتين الي لاكون اكثر من سعيد لابعد عنك مخاوفك
سألت ببلاهة:
- لماذا؟ اين ستكون بيلين
تراجع مقهقهاً:
- لا اظن انهم سينتظران ليلة اخرى فهذه الاجواء مثيرة جداً للحب
- من؟؟ مراد انا لا افهمك
غمزها قبل ان يقول:
- اذهبي انتِ الان وسترين بنفسك لاحقاً
تنهدت بقلة حيلة وهي تغادر الغرفة..
وقفت امام ملابسها السوداء والرمادية المغلقة قائلة بغضب:
- سأحترق
بتلك الاثناء خرجت بيلين من الحمام وهي تلف المنشفة حولها شهقت بقوة:
- ما هذااا؟؟ هل هذه ملابس؟؟؟
رمت ليلى بنفسها فوق السرير وهي تضع يدها على وجهها:
- نعم ملابسي
- ليعينك الله يا مراد .. ثم ماذا تفعلين هنا؟ اليس من المفترض ان تبقي معه؟
تلعثمت بتوتر:
- نـ.. نعم سأذهب ولكن الان اريد ارتداء شيئاً مناسب للاجواء
زفرت بيلين انفاسها لتفتح حقيبتها وتخرج منها رداء من قطعة واحدة حيث يبدأ من عند اعلى الصدر بشكل دائري حول نهاية الرقبة الى الخلف ليمتد بشكل طولي حتى الخصر ويكمل بشكل اوسع حتى اعلى الفخد بينما يظهر من الخلف ظهرها بفتحة طولية، رمته على ليلى اليائسة وهي تقول:
- هيا ارتدي هذا بلا نقاش
رفعته ليلى لتنظر اليه بدهشة:
- سيظهر كل جسدي!!!!!
ضحكت بيلين مردفة:
- نعم هذه هي النقطة
اما ان ترتديه او ترتدي ذلك السواد، عليها ان تثق بنفسها وتجرؤ لتصبح قائدة ناجحة نعم سترتديه.. انتهت تلك الثقة بعد ان نظرت الى جسدها ناصع البياض يظهر بشكل جريء من هذا الثوب النصف عاري، طرقت بيلين باب الحمام قائلة:
- هل ستنزلين معي ام تضيعين وحدك؟
فتحت ليلى الباب ببطء لتظهر طرف رأسها:
- لا اظن انني سأتي بهذا المنظر
دفعت بيلين الباب وهي تقول:
- لماذا ياا.. ما هذا يا فتاة؟؟؟ لماذا تخبئين جسدك المتناسق هكذا؟؟؟ تبدين رائعة يجب على مراد رؤيتك هكذا سيفقد عقله ولكن اولاً ستحتاجين لتعديلات صغيرة..
بعد نصف ساعة وبالاجبار خرجت ليلى من الغرفة لتسير بخجل فاوقفتها بيلين قائلة:
- اولاً تبدين جميلة جداً بل خارقة للعادة ولا يوجد بجسدك خدش واحد تبدين وكأن الشمس لم تمسك يوماً اما ثانياً فامشي بثقة لا تنحني فيجب على الرجال ان تركع عند قدميكِ وليس العكس لهذا هيا قفي بشكل معتدل وابعدي حيائك العذري هذا الست متزوجة؟؟
انها تجلب الشبهات اليهم بهذه الطريقة حسناً ليلى هيا تستطيعين فعل هذا..
جلسوا امام حوض السباحة المليء بالرجال وبعض من الفتيات، كان مراد يجوب الحوض بسرعة بينما علي يجلس في حانة المشروب يتغزل باحدى الاجنبيات، نظرت اليه بيلين بلا مبالاة واعادت انظارها الى ليلى قائلة:
- هل ترين تلك الفتاة؟
نظرت ليلى لها لتجيب:
- هيف؟
- نعم .. منذ سنتين تكاد تموت حتى ينظر اليها زوجك البارد هذا .. اظنها تكرهك وبشدة .. انظري كيف تراقب تحركاتك
قهقهت بقوة مضيفة:
- انتظري حتى يخرج مراد الينا وستأتي بحجة تافهة لتجلب انظاره اليها .. راقبيها
شعرت ليلى بضغط قوي على قلبها وهي تنظر الى تلك الفتاة الحانقة التي تراقب مراد وهو يسبح بمهارة فائقة، رفع رأسه ليرى ليلى امامه بتلك اللباس فرق شفتيه بدهشة وسحبته قدميه اليها فهذا اول مرة يرى جسدها بهذه الطريقة وبعيداً عن اللون الاسود، ووجها مزين بطريقة ناعمة وضح ملامح جماله بطريقة اقوى وقد زينت شفتيها بلون برتقالي يتماثل مع لون شعرها وعينيها، وقف امامها وجسده يقطر ماءً وقد رأت مجدداً تقاسيم صدره التي سحبت انفاسها قبل ان ينحني ليأخذ المنشفة ويضعها على كتفيه ليجفف نفسه، كانت نظراته تتلكأ على كل منطقة من جسدها حيث نسيا المكان والزمان وهم سارحان برحلة تعارف بتقاسيم اجساد كل واحد منهما حتى سمعا صوت فتاة رقيق:
- مرحباً
ابتعد مراد لتظهر هيف من خلفه، حاولت بيلين كتم ضحكاتها بينما ظهرت من ليلى شخصية لم تتعرف عليها:
- مرحباً بك هل نستطيع مساعدتك بشيء؟
تجاهلتها المعجبة واخذت تنظر الى مراد الذي ينظر الى كل مكان عداها، وقفت ليلى قائلة:
- نعم اخبريني هل تريدين شيء؟
- نـ.. نعم كنت سأسأل مراد عن اذ كانت شركتهم تسمح للطلاب ان يتدربوا فيها؟
رد مراد وهو ينظر الى علي المتقدم نحوهم:
- لا .. لسنا بوضع يسمح لنا بهذا .. اه علي اتيت بوقتك
كان علي يحمل العصائر الطبيعية ليقدمها لهم ووقف بجانب بيلين الذي ارتكزت عليه هامسة باذنه:
- انظر ليلى ستموت غيرة من هذه الغبية
ابتسم محاولاً اخفاء توتره فهو علي زير النساء الذي لا يفقه بهم شيء في حضرتها.. اقتربت ليلى من مراد لتجفف وجهه بطرف المنشفة قائلة بدلال:
- مراد .. هل ستسبح مجدداً؟
تنحنح متفاجئاً مردفاً:
- لماذا؟
- كنت اريدك بموضوع في غرفتنا
شددت على الكلمة الاخيرة وهي تنظر الى هيف بطرف عينها ليومأ مراد ببلاهة قائلاً:
- انتهيت لنذهب
امسك بيدها تاركاً العصير بين يدي هيف ساحباً ليلى معه الى الغرفة، اوقفته بالطريق قائلة بغضب:
- لماذا لم تخبرني؟؟؟
رد باستغراب:
- اخبرك بماذا؟
- بان تلك التافهة تحبك؟؟
- من؟ هيف؟ لا تحبني انها فقط..
- معجبة بك! يا للفرق .. لماذا لم تخبرني؟؟؟؟
اقترب منها حتى التصق صدره العاري بها وقال بغضب:
- ما الذي سيفيدك بمعرفة شيء لا يهمني؟؟ ثم لم افهم ماذا فعلت انا؟ لماذا تغضبين علي ؟؟؟
همست بخفوت مترددة:
- لانك.. لـ.. لي .. وحدي
وضعت يدها على رقبته وشدته لها لتدمج شفتيهما بقبلة فاجأته اولاً ولكنه سرعان ما تملك نفسه لتتسلل انامله الباردة الى ظهرها من تلك الفتحة لتشهق فيستغل الفرصة بتعميق قبلتهم حتى فقدا انفاسهما فابتعد عنها مغمغماً:
- نعم انا لكِ .. كلي ملك لاشارة من اصبعك .. فأنا عاشق متيم بك
طبع قبلة على جبهتها لتهمس:
- انا .. انا خائفة
الخوف..
الخوف من العشق، الخوف من التعلق، الخوف من كل ما هو جديد، الخوف لدرجة لا تستطيع فيها الابتعاد، الخوف بمقدار ان تتمنى لو تعتاد على هذا الشعور فلا تخاف..
حاوط وجهها بيديه قائلاً:
- تريدين الصراحة؟ انا ايضاً خائف
نظرت اليه باستنكار متسائلة:
- مما تخاف؟
- من ان لا تحبيني .. من ان تذهبي بعد ان امتلأت حياتي .. اخاف من ابقى وحدي .. اخاف من الشعور المتعاظم بالوحدة من بعدك
سقطت دمعة من عينها وهي تشهق بخفوت هامسة:
- انا خائفة من حبي لك .. من عدم مقدرتي على الذهاب عندما تحتاج انت لهذا .. من ثقلي على حياتك .. من مشاعري التي تزداد داخلي بطريقة هائلة كل يوم لدرجة ترعبني .. من ان لا يكون حبك كافٍ لتبقى او تتحمل البقاء
حرك رأسه رافضاً وهو يقول بهذيان:
- مجنونة انتِ .. اي بقاء هذا الذي تتحدثين عنه فهذا امر لا سلطة علي فيه بل كل ما فيني يحثني لارجوكِ ان لا تتركيني
- لا استطيع تركك .. لانني..
صمتت بارتباك ليكمل هو:
- احبك .. لانني احبك
سحبت انفاسها مستجمعة قوتها لتزفرهم قائلة:
- نعم .. احبك
![](https://img.wattpad.com/cover/102170239-288-k46970.jpg)
أنت تقرأ
عاشق من ألماس
Romance(منتهية) انحنى نحوها وقبل وجنتها بينما لمعت دمعة في عينها قائلة بخوف: - هل سأكون وحدي؟؟ هز رأسه نافياً: - بل سأكون معك ولكن فقط عندما تحتاجينني --------- صمتت عندما رفع يده ليضع اصبعه على شفتيها قائلاً دون ان يفتح عينيه: - اصمتي .. سأنام ...