الثامن

913 70 4
                                    

قادت لمى الي قاعة الزفاف ، سلمت رفيدة علي زميلاتها وعلي العروس ثم عادت لتقف مع لمى ، استأذنت لمى لتدخل المرحاض وبينما تستدير رفيدة إلي العروس سمعت صوت العريس وهو يسلم علي شخص ما
: لا مازن عبدالله بنفسه هنا !!!.......
رفيدة : مازن !! مش ممكن
دهشت رفيدة ، بل صعقت من المفاجأة الغير متوقعة ، كان مازن المختفي من 3 سنوات ولم يبحث عن أخته ، كان مازن الذى طرد أخته شر طردة من منزلها دون شفقة ولا رحمة ، مازن الذى لم يرمش له جفن وأخته تبكي ليل نهار بسببه
وايلين التى ظلت لأشهر مكتئبة ، منكبة علي عملها لا طعام ولا شراب سوى ما يبقيها بوعيها ، وهو لم يبالي أبدا ( أو هكذا تظن )
ولكن مازن هذا مختلف شاحب الوجه وشعره الاسود الطويل انكمش بشدة ليصبح بالكاد يغطى راسه ، وحتى ابتسامته حزينة ، ولكن كل هذا لم يغفر له عند رفيدة لم يغفر له البتة
غاضبة من مازن و حزينة لأجل ايلين ، خرجت لمى اليها فوجدتها شاردة علي ملامحها حزن وغضب ولم تفهم لماذا !!
لمى : رفيدة انت كويسة في حاجة حصلت
رفيدة بانتباه : هقولك بعدين يالا نمشي
لمى : احنا لسه جايين
رفيدة وهى تسحبها من يدها : يالا بس
خرجتا الي السيارة فقالت رفيدة : بلاش نروح البيت دلوقتي
فقادت لمى الي احد المطاعم الهادئة و طلبت عصير لهما
لمى: ايه اللي حصل بقى
نظرت لها رفيدة : مازن
لمى بدهشة : اخو ايلين !!
هزت راسها بنعم : كان في الفرح ، تقريبا صاحب العريس
لمى بعدم استيعاب : فين المشكلة مش فاهمة
رفيدة بغضب : مشكلة !! ده مشاكل مش مشكلة واحدة انت نسيتي ايلين بسببه كانت ولا زالت عاملة ازاى
لمى : يبقي نكلمه ونخليه يصالحها
رفيدة وهى تشتعل : لا بجد ، بعد كل اللي حصلها بسببه ، بتقولى نقوله يصالحها !! انتى بتهزرى كان فين 3 سنين ، كان عايش حياته ولا همه ، وهى كانت بتضيع ، بعد الاكتئاب والدبلان اللي كانت فيه !!! ، ايلين تقريبا عاشت سنة ميتة
لمي بهدوء : اهدى يا رفيدة ، ايلين تعبت عشان هو سابها
رفيدة : ولما هو سابها وطردها من بيتها ، نروح نقوله لا عشان خاطرنا تعالى صالحها
لمى : اكيد لا ، بس انت عارفة انها كده هتفضل زعلانة طول عمرها ، والدليل اللي حصل من يومين ، هي عايزاه جنبها يا رفيدة ، هي مش عايزة تكون وحيدة واهلها موجودين ، مش هتعيش يتيمة وباباها موجود و من غير ضهر وهى ليها اخ
رفيدة : اخوها اللى كان عايز يبيعها عشان الفلوس
لمى : اكيد مش هنسيبه ياخدها لو هياذيها
رفيدة : لابجد !! علي اساس انه لما هيشوفها هيسيبها
لمى بتفكير : خلاص يبقى نكلمه احنا الاول
رفيدة : لا مش هنكلم حد ، انا مش هبيع ايلين ، أنا متأكدة انه مش هيخلي باله منها
لمى بتنهيدة : لازم نكلم البنات
رفيدة : ماشي لما نرجع نشوف
وصمت .... شرود ... وعودة للوراء .......

كان هاتف رغد يرن ولأنها كانت تصلي العشاء ردت مريم علي المتصل وقد كانت ايلين
مريم : السلام عليكم ، لي لي ازيك
ايلين بانهيار باكى : مريم مازن ..طردنى
مريم بعدم استيعاب : بتقولى ايه ؟!
ثم استدركت : انت فين ؟!
ايلين وبالكاد صوتها مفهوم : تحت بيتنا
مريم : خليكي مكانك احنا جايين حالا
ولم ترد ايلين اختفى الكلام منها وسط شهقاتها ، لم تستوعب بعد .... اهو مازن من فعل ذلك ؟ اهو نفس الشخص؟
ظلت تبكي ثم اختفت الرؤية من امامها تماما واظلم العالم وأخر ما رأته كانت لمى تركض نحوها وتنادى عليها ثم وجهها يبكي وهى تحاول افاقتها ولكن خارت قواها
وفقدت كل صلة بالواقع !!

اصدقاء !! لا اظنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن