سيطرت الشمس ، وبسطت اشعتها بقوة في كل مكان
مضت ثلاث ساعات منذ خرجا من القاهرة ! ، عليهم قطع حوالى 650 كم
حسنا قطعا حتى الان حوالى 450 كم ، مما يعني أن أمامها تقريبا ساعتين او اقل بقليل للوصول
تبادلا الأدوار على طول الطريق ، فكلاهما لم ينم تقريبا وكلما مرت استراحة ما ، تشترى قهوة لتبقى مستيقظة ، ولم تتناول شيئا من السندوتشات التى اشتراها معاذ
منذ قليل مرت استراحة اخرى ، واخذت قهوة ثانيةً !
فقال بضجر : دى ثالث كوباية !!
مريم : انا متعودة عليها !
معاذ : مريم ، لبدنك عليك حق
تنهدت ، فهى لا تتحمل كل تلك القهوة ، هي لا تتحمل اعصابها من الاساس ، هي لو فكرت للحظة ستنهار ، تبا ! هاتان صديقتا عمرها ، هاتان اختاها يا بشر !!
لو اعطت نفسها مساحة ، لصرخت و حطمت كل ما تقع يداها عليه
لاستبدلت تلك الالتفاتة الهادئة بصريخ ، واستبدلت تلك الدمعة التى حبستها ، بنيران تصبها على كل شىء حتى تعودان
ولكن هذا لن يفيد ، اذا فلتهدا وتتصرف بحكمة ....
وبعد اصرار منه اكلت ، بل قضمت قضمتين من سندوتش لم تتبين طعمه ولم تفكر في ما هو !
وبعد ساعتين إلا ثلث كانا وصلا اخيرا !! ، قابلتها ريم حيث اتصلت بها حين اقتربا
ريم : حمد لله على السلامة
مريم : الله يسلمك ، اتفضلي ده الملف بتاع الشغل
ريم : طيب تعالى البيت ارتاحو من الطريق على الأقل !
مريم : لا لازم نرجع على طول ، الملف بتاعي معاكي ؟
ريم : ايوة ، بس تعالى ارتاحي ، مش هتعرفي ترجعي على طول كده ، وكمان حتى العربية مش هتستحمل ده الطريق اكتر من خمس ساعات !
مريم : خلاص نرجع بالقطر !
ريم : مفيش قطر ايام الجمعة
صمتت ، فقال معاذ : ممكن نعمل صيانة للعربية ونمشي !
مريم : ايوة ، خلاص ، نشوف ميكانيكي بقى
ريم بقلة حيلة : تعالى ، هسأل عمى !
اتصلت بعمها واخبرها عن ميكانيكي للسيارة ، وذهب معاذ ومريم وريم الى هناك
الميكانيكي : ساعة كده يا باشا و تكون خلصت
معاذ : تمام يا ريس
كانت مريم تفقد الوعي تقريبا ، لا طعام ولا نوم وفقط قهوة !!
اسندها معاذ : انت لازم ترتاحي !
ريم بقلق : هي مالها ؟
معاذ : منامتش ، ولا كلت من امبارح
ريم : طيب ممكن تيجي البيت ترتاح
معاذ : مش هنزعجكم ؟
ريم : لا متقلش كده يا بشمهندس ، اتفضلوا
وبالفعل اخذها لمنزل عائلة ريم ، وادخلتها ريم لغرفتها ، كي ترتاح قليلا
بينما ظل معاذ بالاسفل قليلا ثم ذهب للميكانيكي
الميكانيكي : هو انت يا بشمهندس سوقت بيها كتير ؟
معاذ : لسة جاى من القاهرة ! والصيانة عشان ارجع !
الميكانيكى : اه ، طيب هي محتاجة تغير شوية حاجات عشان اتهروا ، ومش هيكملوا كده للقاهرة تانى !
معاذ : طب وده هياخد وقت قد ايه ؟
الميكانيكي : هما مش هييجوا من هنا ، قطع الغيار دى هتيجي على العشا كده وانا هكون قفلت ، فممكن تاخدها بكرة
معاذ : لا مش هينفع كده ، طب هي ممكن تكمل معايا لفين ؟
الميكانيكي : اخرها بالكتير اوى يعني المنيا ، عشان شكل سرعتها عالية دايما وفي حتت كتير اتاكلت !
وماذا الأن !! ، السيارة والقطار غدا !!
يالله !
عاد لبيت ريم وهو لا يعلم ماذا سيفعل !
سألها : مريم صحيت ؟
ريم : لا لسة ، العربية خلصت ؟
معاذ : بيقول فيها حتت اتاكلت وهتخلص بكرة ، تعرفي هنا فندق او حاجة ؟
ريم : ليه يا بشمهندس ، ممكن تفضلوا هنا
أتى عمها من وراءه : السلام عليكم
اجاب : وعليكم السلام
عمها : انت مين يا ولدى ؟
ريم : ده الاستاذ معاذ اخو مريم يا عمى ، صحبتي اللى فوق
قال : اه ، نورتونا يا ولدى ، تعالى اشرب حاجة ، روحي يا ريم اعملي حاجة للاستاذ
معاذ : شكرا لحضرتك ، انا كنت جاى اخد مريم بس
ريم : بيسأل عن فندق يباتوا فيه يا عمي
عمها ( مصطفى ) : ليه يا ولدى ؟
ريم : العربية هتتصلح بكرة ، و مش هيعرفوا يرجعوا القاهرة
مصطفى : خلاص يا ولدى ، تفضل معانا هنه
معاذ : لا شكرا ، انا مش عايز ازعجكم ، كمان في هنا بنات اهوه مينفعش افضل هنا
مصطفى بابتسامة : طالما جولت كده تبجى مليح وتعرف ربنا ، وكمان متجلجش ، البيت اهنه فيه اوضة الضيوف مفصولة عن بجية الاوض
ابتسم معاذ : شكرا لحضرتك بس انا افضل اروح فندق ، مش عايز اعمل ازعاج
مصطفى : وانا افضل انك تفضل هنه ، انت زى ولدى يا معاذ يا بني
معاذ : يشرفني بس ...
مصطفى : خلاص مبسش ، هتفضلوا هنه ، اختك مع ريم فوق وانت في اوضة الضيوف
صمت معاذ ثم قال ممتنا : شكرا
مصطفى : العفو يا ولدى ، اتفضل اتفضل
جلس معاذ بغرفة الاستقبال ذات الاساس البسيط ، وجلس معه مصطفى ، جاءت ريم ثانية ووضعت امامهم اكواب الشاي ، وطبق الفاكهه
ثم قالت : عمى اسماعيل عايزك برة يا عمى
مصطفى : حاضر يا ريم جوليله جى !
خرجت ريم إليه بينما التفت هو الى معاذ : لحظة وراجع يا ولدى
معاذ : اتفضل يا عمى
خرج مصطفى بينما فرك معاذ جبهته بشدة يحث ذلك الصداع ان يتوقف !
بعد قليل ارتفع صوت الاذان من المساجد ، فقام واقفا ليتوجه للصلاة ، ثم توقف لحظة لا يعلم كيف يخرج ! ، ربما يكون أحد بالخارج !
جاء مصطفى فوجده واقفا امام الباب تقريبا
فقال بتعجب : واجف كده ليه ؟ ، حصل حاجة ؟
معاذ : لا تمام ، بس كنت عايز اروح المسجد عشان نصلي
مصطفى : انت فيك الخير يا ولدى ، ربنا يفرح اهلك بيك
معاذ : يارب
وتوجها للمسجد لأداء صلاة الجمعة
أنت تقرأ
اصدقاء !! لا اظن
Ficção Geralهل حقا يوجد اصدقاء يحبوننا ويضحون لاجلنا ؟! هل استطيع ايجاد صديقة لن تتركنى في منتصف الطريق قبل الوصول لبر الأمان وترحل ، وربما تتركنى وسط السيارات ايضا !! هل يوجد ما يسمى بالصداقة أم انها وهم ؟! ، حسنا قد تكونى من اقرب المقربين لي ، ولكن الناس يتغي...