الرابع والاربعون :

717 63 7
                                    

سيطرت الشمس ، وبسطت اشعتها بقوة في كل مكان
مضت ثلاث ساعات منذ خرجا من القاهرة ! ، عليهم قطع حوالى 650 كم
حسنا قطعا حتى الان حوالى 450 كم ، مما يعني أن أمامها تقريبا ساعتين او اقل بقليل للوصول
تبادلا الأدوار على طول الطريق ، فكلاهما لم ينم تقريبا وكلما مرت استراحة ما ، تشترى قهوة لتبقى مستيقظة ، ولم تتناول شيئا من السندوتشات التى اشتراها معاذ
منذ قليل مرت استراحة اخرى ، واخذت قهوة ثانيةً !
فقال بضجر : دى ثالث كوباية !!
مريم : انا متعودة عليها !
معاذ : مريم ، لبدنك عليك حق
تنهدت ، فهى لا تتحمل كل تلك القهوة ، هي لا تتحمل اعصابها من الاساس ، هي لو فكرت للحظة ستنهار ، تبا ! هاتان صديقتا عمرها ، هاتان اختاها يا بشر !!
لو اعطت نفسها مساحة ، لصرخت و حطمت كل ما تقع يداها عليه
لاستبدلت تلك الالتفاتة الهادئة بصريخ ، واستبدلت تلك الدمعة التى حبستها ، بنيران تصبها على كل شىء حتى تعودان
ولكن هذا لن يفيد ، اذا فلتهدا وتتصرف بحكمة ....
وبعد اصرار منه اكلت ، بل قضمت قضمتين من سندوتش لم تتبين طعمه ولم تفكر في ما هو !
وبعد ساعتين إلا ثلث كانا وصلا اخيرا !! ، قابلتها ريم حيث اتصلت بها حين اقتربا
ريم : حمد لله على السلامة
مريم : الله يسلمك ، اتفضلي ده الملف بتاع الشغل
ريم : طيب تعالى البيت ارتاحو من الطريق على الأقل !
مريم : لا لازم نرجع على طول ، الملف بتاعي معاكي ؟
ريم : ايوة ، بس تعالى ارتاحي ، مش هتعرفي ترجعي على طول كده ، وكمان حتى العربية مش هتستحمل ده الطريق اكتر من خمس ساعات !
مريم : خلاص نرجع بالقطر !
ريم : مفيش قطر ايام الجمعة
صمتت ، فقال معاذ : ممكن نعمل صيانة للعربية ونمشي !
مريم : ايوة ، خلاص  ، نشوف ميكانيكي بقى
ريم بقلة حيلة : تعالى ، هسأل عمى !
اتصلت بعمها واخبرها عن ميكانيكي للسيارة ، وذهب معاذ ومريم وريم الى هناك
الميكانيكي : ساعة كده يا باشا و تكون خلصت
معاذ : تمام يا ريس
كانت مريم تفقد الوعي تقريبا ، لا طعام ولا نوم وفقط قهوة !!
اسندها معاذ : انت لازم ترتاحي !
ريم بقلق : هي مالها ؟
معاذ : منامتش ، ولا كلت من امبارح
ريم : طيب ممكن تيجي البيت ترتاح
معاذ : مش هنزعجكم ؟
ريم : لا متقلش كده يا بشمهندس ، اتفضلوا
وبالفعل اخذها لمنزل عائلة ريم ، وادخلتها ريم لغرفتها ، كي ترتاح قليلا
بينما ظل معاذ بالاسفل قليلا ثم ذهب للميكانيكي
الميكانيكي : هو انت يا بشمهندس سوقت بيها كتير ؟
معاذ : لسة جاى من القاهرة ! والصيانة عشان ارجع !
الميكانيكى : اه ، طيب هي محتاجة تغير شوية حاجات عشان اتهروا ، ومش هيكملوا كده للقاهرة تانى !
معاذ : طب وده هياخد وقت قد ايه ؟
الميكانيكي : هما مش هييجوا من هنا ، قطع الغيار دى هتيجي على العشا كده وانا هكون قفلت ، فممكن تاخدها بكرة
معاذ : لا مش هينفع كده ، طب هي ممكن تكمل معايا لفين ؟
الميكانيكي : اخرها بالكتير اوى يعني المنيا ، عشان شكل سرعتها عالية دايما وفي حتت كتير اتاكلت !
وماذا الأن !! ، السيارة والقطار غدا !!
يالله !
عاد لبيت ريم وهو لا يعلم ماذا سيفعل !
سألها : مريم صحيت ؟
ريم : لا لسة ، العربية خلصت ؟
معاذ : بيقول فيها حتت اتاكلت وهتخلص بكرة ، تعرفي هنا فندق او حاجة ؟
ريم : ليه يا بشمهندس ، ممكن تفضلوا هنا
أتى عمها من وراءه : السلام عليكم
اجاب : وعليكم السلام
عمها : انت مين يا ولدى ؟
ريم : ده الاستاذ معاذ اخو مريم يا عمى ، صحبتي اللى فوق
قال : اه ، نورتونا يا ولدى ، تعالى اشرب حاجة ، روحي يا ريم اعملي حاجة للاستاذ
معاذ : شكرا لحضرتك ، انا كنت جاى اخد مريم بس
ريم : بيسأل عن فندق يباتوا فيه يا عمي
عمها ( مصطفى ) : ليه يا ولدى ؟
ريم : العربية هتتصلح بكرة ، و مش هيعرفوا يرجعوا القاهرة
مصطفى : خلاص يا ولدى ، تفضل معانا هنه
معاذ : لا شكرا ، انا مش عايز ازعجكم ، كمان في هنا بنات اهوه مينفعش افضل هنا
مصطفى بابتسامة : طالما جولت كده تبجى مليح وتعرف ربنا ، وكمان متجلجش ، البيت اهنه فيه اوضة الضيوف مفصولة عن بجية الاوض
ابتسم معاذ : شكرا لحضرتك بس انا افضل اروح فندق ، مش عايز اعمل ازعاج
مصطفى : وانا افضل انك تفضل هنه ، انت زى ولدى يا معاذ يا بني
معاذ : يشرفني بس ...
مصطفى : خلاص مبسش ، هتفضلوا هنه ، اختك مع ريم فوق وانت في اوضة الضيوف
صمت معاذ ثم قال ممتنا : شكرا
مصطفى : العفو يا ولدى ، اتفضل اتفضل
جلس معاذ بغرفة الاستقبال ذات الاساس البسيط ، وجلس معه مصطفى ، جاءت ريم ثانية ووضعت امامهم اكواب الشاي ، وطبق الفاكهه
ثم قالت : عمى اسماعيل عايزك برة يا عمى
مصطفى : حاضر يا ريم جوليله جى !
خرجت ريم إليه بينما التفت هو الى معاذ : لحظة وراجع يا ولدى
معاذ : اتفضل يا عمى
خرج مصطفى بينما فرك معاذ جبهته بشدة يحث ذلك الصداع ان يتوقف !
بعد قليل ارتفع صوت الاذان من المساجد ، فقام واقفا ليتوجه للصلاة ، ثم توقف لحظة لا يعلم كيف يخرج ! ، ربما يكون أحد بالخارج !
جاء مصطفى فوجده واقفا امام الباب تقريبا
فقال بتعجب : واجف كده ليه ؟ ، حصل حاجة ؟
معاذ : لا تمام ، بس كنت عايز اروح المسجد عشان نصلي
مصطفى : انت فيك الخير يا ولدى ، ربنا يفرح اهلك بيك
معاذ : يارب
وتوجها للمسجد لأداء صلاة الجمعة

اصدقاء !! لا اظنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن