الفصل 29

678 102 8
                                    

جلست مريم تبكي بشدة حتى وجدت من يضع يده على كتفها
نظرت بجوارها فوجدتها فتاة في سن 16 تنظر لها بمواساة
فنظرت لها مريم بتعجبت فاوضحت الفتاة
: انا اسفة بس حسيت أنك محتاجة حد يطبطب عليكي
مسحت دموعها ونظرت لها بامتنان : شكرا ، معاكي حق
مسحت الفتاة على ظهرها ثم احتضنتها قائلة : متزعليش ، كل حاجة تمام
تعجبت مريم ولكنها بالفعل كانت تحتاج لها ، فبكت كثيرا وحين هدأت
مريم : شكرا ، انتى مين
الفتاة : اسمي آسية
مريم بابتسامة : وانا مريم
آسية : اتشرفت بحضرتك
مريم : الشرف ليا بس بلاش حضرتك
آسية : انتى جاية هنا زيارة؟!
مريم : ايوة
آسية : وانا كمان ، بحب اجى هنا
مريم : وانا كمان
ودار الحديث بينهما ثم انصرفتا الي منزليهما
--------
بعض الاوراق من مذكرات ملك :
ها نحن ذا .... وفصل شتاء جديد ، لا اعلم لم يكرهونه لا اشعر بالراحة سوى به ، اشعر بهدوءه ، واحب السكون القابع به ، الشتاء لا يريد الضجيج ولا يريد العبث ، الشتاء هو الهدوء
حسنا بالرغم من اننى الان اقف على سطح المنزل وبالرغم من ان البرودة قارسة واننى لا ارتدي ما يكفي ليشعرني بالدفء .... إلا اننى اشعر بالراحة .... الهواء لى كحضن ، حضن لم اجد لى فيه مكان من أمى او أبي او احد اخوتى ، دوما ما كنت بعيدة ، نعم لم اكن قريبة قط بالمسافة الكافية التى تجعلني احظى بحضن احد منهم ، والان الهواء هو من يقترب منى ويحتضنني هو فقط من سأسمح له بالاقتراب ..

احب كثيرا ان اقف هكذا ، واشعر بسعادة الاوراق وهى تطير مثلي في الهواء وكانها حرة ترفرف بجناحيها
احب كثيرا ان تداعب الرياح شعري وشعور ان تحرك ملابسي الفضفاضة التي ارتديها خصيصا لهذا لامر وانا اجلس هنا
واحب هنا ، هنا انا بعيدة كليا ، جسديا ومعنويا ، بعيدة بالقدر الذي يكفي لاتصرف بحرية لأن افتح ذراعيّ واستقبل الهواء الشديد ( والذي عادة ما يسبب نزلة برد !! ) واغمض عيني ، الهواء هو الشخص .. عفوا .. اقصد الشىء الوحيد الذي يشعرني بانني انتمى إليه
اما الشخص الوحيد فهي رغد !!
هي التي بقيت معي ولقد تعرفت على اصدقائها جميعهن مثلها احببتهن كثيرا ، احببت تشجيعهن واحببت صدقهن واكثر شىء صداقتهن ، جعلني هذا افكر في امنح نفسي فرصة واصادق احدى الفتيات ولكننى عدلت عن الفكرة وقررت مصادقتهن ..
كم تمنيت لو تصبح هى اختى ....
لست اكره سلمى ولكننى لا اشعر بقربها ، رغد اقرب بكثير رغد افضل ، ولكنها في النهاية امنيات ولا يغني التمني شيئا !!
لا اعلم لم اخفيت عنهم مرضي !! ولكن شعور بداخلي يقول أنهم يستحقون لأنهم لم يحبونى فيقول عقلي ولو كانوا لا يحبونى لن يهمهم الأمر برمته ، فيجيب الشعور الذي يريد الانتقام : انهم وان كانوا يحبونى لم يكترثوا يوما لى !! حتى لم يخبرنى احدهم عن تلك الراحة الموجودة بالحجاب سوى رغد !! هي فقط من اهتمت هي فقط ، ليجيب عقلي : ولكننى من سيتألم !! وانا لا اريد الألم
فيقول الشعور بسخرية لاذعة : ألم يقولوا اننى وردتهم ، حسنا فلينظروا الى ما سيحدث بوردتهم
وعند هذا اسكتت انا عقلي منعته من الرد انا ايضا اريد الانتقام وسفر رغد اتاح لي الفرصة بشكل اكبر بالرغم من حزنى على مفارقتها ولكننى اشعر انها تهتم ولم ارد ان ترانى وحالتى تزداد سوءا كي لا تحزن ، لا اعلم لم اشعر وكاننى مقبلة على معركة !!
حسنا لا يهم ، هو انتقام إذا ...

اصدقاء !! لا اظنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن