الفصل 32

658 56 6
                                    

كان جالسا على ركبته فاتحا علبة زرقاء بها خاتم رقيق الشكل
: تتجوزيني !!
وجميع من بالشركة ينظرون اليهما في دهشة !! ، حتى ان البعض نسوا اغلاق افواههم من الدهشة فكاد فكهم ان يلمس الارض
لم تدرى ما تفعل إلا أن دموعها المحبوسة قد سقطت ، كانت حزينة مما فعل ، مصدومة من تصرفه ، محرجة من نظرات الكل تجاهها ، متوترة وخجلة وخائفة ولكن ما طغى على جميع تلك المشاعر هو شعور واحد ( السعادة ) كادت تطير فرحا ولكن لم تجد القدرة على الرد ابدا
استبد به القلق فقال يحدثها على الرد ولم يكترث لكل من ينظرون إليه : لمى ، تقبلي تتجوزينى ؟!
ابتسمت ، ولم تدر ما تقول !! ، اطمئن قليلا
ثم قال بهدوء : لمى !!
شعرت بأن الحرارة وجهها تعدت الاربعين !! ولم تجد ما تقوله بعد ، وينطق اسمها هكذا اصلا ! ، و كأن صوته الدافئ كان بقوة خمسة ريختر على قلبها واعصابها
فقال هو : طيب تفتكرى عمى فاضي النهاردة ؟!
ضحكت بخفوت واومات براسها بإيجاب
فتنهد براحة ، بينما هى اسرعت بالخروج من الشركة ، توجهت الى منزل الفتيات بسرعة ، لم تجد احدا بالداخل فأخذت تقفز من الفرحة كالمجنونة ،
ثم جلست بدهشة : ايه ده انا مبسوطة كده ليه ؟!
وضعت يدها على قلبها : بس يا اهبل ، اكيد لا !!
ولازال قلبها يدق : يعني بحبه !! ، بس ازاى ؟! امتى ! فين ! ليه ؟
ثم صرخت بدهشة وفزع : ايه ده انا اتجننت !!
: باين كده !! مالك يا هبلة
فزعت ثم التفتت وراءها ، فوجدتها رغد ، قامت واحتضنتها بشدة
وقالت بسعادة : رغد ، سامر .. المهندس سامر اتقدملي ، انا مبسوطة اوى
شدت رغد على احتضانها وقالت بسعادة : مبروك يا لومى ، ربنا يوفقكوا
ثم ابتعدت عنها قائلة بخبث : بس انتى فرحانة زيادة شوية ، مقولتيش يعني قبل كده حاجة عنه !!
لمى : مش عارفة ، حاسة قلبي بيرقص ، تفتكري بحبه ؟!
، ثم اخذت تقفز : انا طايرة من الفرحة ، هيروح لبابا ويطلب ايدي ، هيييييييه
ضربت رغد كفاها ببعض : لا اله الا الله ، ربنا يجازيه قضى على اخر عقل في الشلة المجنونة دى !!
نامت لمى على السرير : مش مصدقة اللى حصل !!
جلست رغد وقالت بابتسامة واسعة : لا احكيلي بقى
قامت لمى وحكت لها كل شىء وفي النهاية : وبعدين لقيته قاعد على الارض وبيقولى تتجوزيني !! انا مش مصدقة ، مبسوطة اوى
قفزت عليها رغد بحالمية : الله ، وزى الروايات بقى وكده ، ثم انتبهت : بس هو كان مجهز الخاتم ازاى ؟! لو هو مفكرك مخطوبة اصلا !!
لمى بتعجب : لا معرفش ، ثم ابتسمت ابتسامة واسعة : مش مهم ، انا مبسوطة اوى
رغد : ربنا يتمم الموضوع على خير
لمى : يارب يا رغد يارب ...
*****
لم تنتظر ايلين أن تعود مريم الى المنزل بل ذهبت اليها في مكتب المحاماة قرب موعد رحيلها ، كانت مريم بالفعل انتهت فاخذتها ايلين الى مطعم ما ليتحدثا ، وذهبت مريم على مضض وهى مضطرة ...
جلست ايلين أمامها وبدأت بقص ما قالته رفيدة :

فلاش باك لثلاث سنوات :
بعدما طرد مازن ايلين من المنزل واخذتها الفتيات الى المشفى ، كان الطبيب يتحدث الي رفيدة
الطبيب : لازم ترتاح ومتتعرضش لأى ضغط نفسي واى حاجة مزعلاها ياريت تنتهى لان ده هيسرع شفائها كتير ...
رفيدة : هو كان في خلاف بينها وبين حد من قرايبها وأثر عليها
الطبيب بحسم : لازم كل ده ينتهى ، ده احسن ليها !!
انهت حديثها مع الطبيب وقررت ان تذهب لمازن ، في النهاية هي تعلم كم يحب ايلين و انه لم يفعل هذا بوعيه ، وبالفعل !!
في اليوم التالى كانت تنزل من سيارة الأجرة امام منزل ايلين ( السابق !! ) وكانت تصعد السلم حيث لا تحب المصاعد ابدا !! ثم وقفت فجأة حين استمعت لصوته !!
كان يخرج من المصعد وهو يتحدث بالهاتف ، وحديثه صدمها
مازن بتوتر : انا موافق انى اشتغل معاك ، بس المرة دى بس !!
المتصل : .....
مازن وكان يلتفت حوله بقلق : طيب هقابلك في ***
المتصل : ....
مازن : تمام ، على أربعة هكون عندك !
اغلق الهاتف ورحل بينما هى شعرت بالقلق ليس هذا مازن الذي كانت تراه حين يوصل ايلين في وقت ما ! وليس بالتاكيد من تتحدث عنه ايلين ، فمن تراه كان شخص مهزوز ، ضائع ، تائه ، عيناه ليست ثابتة ، و لون الزرقة بهما ليس لون البحر كايلين !! بل لونه ملوث !! كان مسخًا ..
ولم تدرِ لم ذهبت الى المطعم الذي ذكره مازن !! ولكن ما تعلمه انها كانت هناك في تمام الرابعة وتنظر في كل اتجاه بحثا عنه ، كانت ترتدى نظارة شمسية كبيرة وبالرغم من انها متاكدة ان مازن لن يعرفها ولكنها ارادت ان تطمئن اكثر !!
وجاء مازن ، او مسخ مازن ! لا تدرى
تبعته بنظرها بينما توجه الى رجل يجلس في ركن بعيد في المطعم ، وبدأ الحوار بينهما وهى لا تسمع شيئا !!
ولكنها ليست مطمئنة ، وهنا قررت التصرف وليتها ما فعلت !!
اخرجت ميدالية مفاتيحها وكانت على شكل كرة ، كسرت السلسلة التى تربطها بالمفاتيح ثم اسقطتها على الارض ( بالخطأ !! ) و ادعت انها تحضرها ثم دفعتها بقدمها بقوه باتجاه طاولة مازن !
ولسوء حظها لم تفلح ، فان كانت جيدة في المهارات القتالية فهى اكثر من فاشلة في كرة القدم !!
وبدلا من ان تتجه الكرة الى طاولة مازن ، تدحرجت في اتجاه اخر ، زفرت بحنق وضيق ثم قامت لتحضرها بخيبة أمل ...
وكأن الله قد شاء الا تضيع خطتها وان تصبح اكثر اقناعا ، فعن طريق الخطأ ( فعلا هذه المرة ) دفعها النادل بقدمه الى طاولة مازن .
كادت تذهب الى النادل لتشكره !! ، توقفت الكرة قريبا من طاولة مازن والرجل الى حد ما !!
فذهبت هى لتحضرها ، وانخفضت لتمسك بها وهى تصغى بانتباه
الرجل : الشحنة هتتسلم يوم الخميس الساعة اتنين الفجر
مازن : بس ، يا بشير ....
بشير مقاطعا : مفيش بس ، هتشتغل معانا والا هضيعك
مازن : انا خايف
بشير بسخرية : متخافيش يا حلوة ، اعتبره سكر
مازن بانفعال : الهيروين سكر !!
بشير وعيناه تقدح شراً : اتهد واخرس متفضحناش ، عايزك موجود عند .....
كانت قد امسكت بالكرة ، لم تحتاج للمزيد لتسمعه ، يكفيها هذا !!
مازن !! كانت ستخبره عن ايلين وان يعود لها لأنها تعلم انه لم يتعاطى بقصد ، لأنها كانت تظن ( ويالسخرية !!) انه سيتوقف عنها إن علم ، وانه سيسعى للعلاج ولكن الان ؟!
حسنا لقد ادهشها حقا عليها ان تعترف ، ولم يعد فقط مجرد شخص مدمن ( بدون علمه !!) وانما تقبل الأمر ، وعمل على نفسه ليطورها و تهانينا اصبح تاجر مخدرات !
عادت للمنزل وهي مصدومة !! لم تدر ما حدث لم تستوعب بعد و حين ذهبت لإيلين ووجدتها بهذا الشكل ، كرهت مازن بل وجهت له كل كره في قلبها
وقررت انها ستساعد ايلين لتنساه وتشفى ولن تحتاج له ، ونجحت في نصف مخططتها فإيلين تعافت ( الي حد ما ) ولكنها لم تنسى اخيها ، والدها الصغير
وكانت رفيدة قررت ان تبلغ عنه ، فاتصلت بالشرطة واعطتهم ما سمعته دون أن تذكر اسمها
وبالفعل قبض على بشير ولكن مازن كان قد افاق ( ولو قليلا ) مما هو مقبل عليه ، فهرب من بشير بوالده الى الغردقة وبعدها عمل في قرية سامح ، بينما عاشت ايلين مع الفتيات
وكلما رأت رفيدة الحزن في عين ايلين ، لعنت مازن وزاد كرهه في قلبها .....
وبعد ثلاث سنوات تقابلت ايلين ومازن وللاسف كان بشير قد خرج من السجن
عودة :

اصدقاء !! لا اظنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن