الرابع والستون

789 63 6
                                    

عادت مريم للمنزل ودخلت لغرفتها ، لا تحدث أحدا ، هل سفرها صعب لتلك الدرجة ! ، هل حقاً ستنقطع علاقتها بهن حين تسافر ؟
حين وافقت ، اعتمدت على أن عائلتها كانت بعيدة ، ولم تنقطع علاقتها بهم ، لذا فهي ستكون على اتصال دائم بهن ...
ولكن الأن هل حقاً الأمر هكذا ؟
زفرت بضيق ، تشعر بشيء يجسم على صدرها بقوة
عشر سنوات من الصداقة ، هل سيصبحن عشر سنوات من اللا شيء ....
___________

استيقظت ايلين وكان مازن أمامها ، نظرت له بلوم ما لبث أن تحول لبرود
مازن : انت كويسة
هزت رأسها : الحمدلله ، شكراً
مازن بيأس : طب ايه الحل دلوقتي
جلست بهدوء : سافر يا مازن ، مش هتفرق كتير ...
جلس جوارها : اتكلمي يا لي لي ، عايزة تقولي إيه
نظرت له ببرود : مفيش حاجة
مازن بضيق : طب ما احنا اكيد هنرجعلكم ، واكيد انتو هتيجوا
تنهدت بحزن : اكيد هترجعوا ، بس توعدني تفضلوا زي دلوقتي ؟ ، انت نفسك مش زي زمان
مازن : ازاي يعني ؟
ايلين : خلاص يا مازن ، محصلش حاجة ، اتجوزوا وسافروا وخلاص
مازن : لي لي ...
قاطعته وهي تقوم لترحل : مبقنش لايقة عليا يا مازن ، اسمي ايلين ....
تقريبا لا احد يناديها ايلين سوى حازم وهي لم تعلق لأنها أحبت هذا ، ولكن لي لي لم يعد يليق بها
جذب يدها ثم امسك بخدودها يمطهما ، وحتى في حزنها هذه الحركة تجعلها تصرخ به
: مااااااازن ، مش بحب الحركة دي
مازن : تعالي اقعدي
واجلسها رغما عنها ، ثم قال : خايفة من إيه ؟
ايلين : هتسيبوني تاني ، هتمشوا وخدتوا مريم كمان ، وهفضل لوحدي تاني
مازن : هو انا اهبل ؟
هزت رأسها بتأكيد : اه
ضحك وهو يقول : اصيلة يا أم العيال
لم تبتسم حتى ، فقال : مش هنسيبك ده أولا ، وهنزورك دايما وانت هتزورينا ، ثانيا ، انت مش لوحدك معاكي جوزك و البنات مش هيسيبوكي
قالت : لا هتنشغل في حياتك وهتنساني
مازن : اوعدك لا
ايلين : ما قولتوش ليه ؟
مازن : عشان مريم معرفتش تقول أيه
ايلين : وانت ؟
مازن : لي لي خلاص بقى ، اطلبي اي حاجة
ايلين : بابا يفضل معايا
مازن : مش هيرضى
ايلين : انا هقنعه
مازن : بس لو فضل في القاهره​ هيقول يفضل في بيته احسن يعني هيكون لوحده ، لكن في الغردقة هيعيش معايا انا ومريم وهنخلي بالنا منه
قالت : لا هخليه يعيش معانا
مازن بثقة : مش هيرضى وانت عارفة
سمعا صوتاً قادماً من غرفته فذهبا اليه ، كان على السرير يحاول الامساك بكرسيه
اسرعا اليه يجلساه على الكرسي ، فقال : بتتخانقوا ليه ؟
ايلين : مش بنتخانق
مازن : عايزاك تعيش معاها هنا في القاهرة
عبد الله : ليه ؟
ايلين : عشان انتو هتسيبوني تاني ، عشان هو مريم محدش فيهم عبرني ولا فكر يقولي ، وهيمشوا الاتنين ، انا مش فارقة مع حد فيهم ، بس فارقة معاك صح يا بابا
قالتها وهي على وشك البكاء وقد جلست أمامه وامسكت بيده ، فاحتضنها قائلا : حبيبتي مين قال إنك مش فارقة معاهم !
ايلين ببكاء : ايوة مش فارقة معاهم ، وهو هيخلي مريم تنسانا اصلا ، والاتنين مش هيعبرونا تاني ، حتى كانوا هيسافروا من غير ما يقولوا !
عبد الله بحنو : بطلي عبط يا هبلة ، مين دول اللي ينسوكي ، دا انا احبسه هنا ومجوزهمش اصلا
نظرت له بدموع ولم تتحدث ، فقال : انت عارفة انهم مش هينسوكي ، دا اخوكي ، وهي صحبتك ، اكيد هنزورك
بكت قائلة : يعني انت كمان عايز تمشي !
تنهد بحزن وهو ينظر لها ثم قال : خلاص هقعد معاكي شوية وبعدين اسافر
قالت برفض : لا هتقعد معايا على طول
مازن : مش هينفع يا لي لي
عبد الله : بس انت ، خلاص هقعد معاكي فترة ومعاه فترة
قالت على مضض بعد تفكير : ماشي
مازن : ماشي ، رضيتي عننا كده ؟
ايلين : لا ، ومتكلمنيش
مازن : خلاص بقى
ايلين : لا
مازن : هخليكي تسوقي العربية
ايلين بابتسامة خبيثة : لا خليهالك
مازن : هجيبلك ايس كريم
رفضت : لا شكرا.
مازن بضحك : طب غزل البنات وترمس
ايلين بمساومة : والايس كريم وكشري
ضحك والدها و كذلك هو ضحك قائلاً : ماشي
ايلين : ماشي
مازن : كده مسامحاني انا ومريم ؟
فكرت قليلا ثم قالت : هتعزمنا كلنا على كشري
قال بغيظ : مستغلة
قالت بكبرياء : شكرا
ثم دخلت غرفتها وتنهدت بضيق وهي تكرر بذهنها
( مش هيسيبوكي يا ايلين ، متخافيش مش هيسيبوكي .... )

اصدقاء !! لا اظنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن