الفصل 28

684 62 5
                                    

Vote &comment
في اليوم التالى ذهبت لمى للعمل وهى تشعر براحة وكأن حملا انزاح عنها !! ، كانت تسير مشرقة مبتهجة تنشر ابتسامات في كل مكان
كان يمر بجوار مكتبها فسمع
هنا : هههههه مجنونة ، عامة الف مبروك
لمى : الله يبارك فيكي
هنا : انتى مرتاحة بجد
لمى : جداااا جداااا جدا
هنا : ده فاضل اسبوع على الخطوبة !!
لمى : ما هو ده اللي مفرحني
ذهب الى مكتبه حزينا ( اذا هى تحبه !! وسعيدة معه ) بعد قليل طلبت الدخول اليه ، وأذن لها
لمى بابتسامة مشرقة : اتفضل يا بشمهندس دى التصاميم
نظر للاوراق بالرغم من ان عقله مشتت تماما بها : اه تمام
ثم : الف مبروك يا لمى !!
هو لا يناديها لمى ابدا وهذه من المرات القليلة التى ينظر لها اثناء حديثه ، ونبرته حزينه
وهي تعجبت ( لماذا هو حزين !! ، وهل علم بفسخ خطوبتها فلمَ يبارك !! في الطبيعي لا يحدث هذا !! ، ام إنه يبارك عن الخطبة نفسها !! ) ولكنها لم تسأل او توضح و اجابت : الله يبارك فيك ، هو في مشكلة !!
سامر بحزن وما زال ناظرا اليها : لا .... مفيش
لمى : عن اذنك!!
سامر : اتفضلي
رحلت ولم يستطع البقاء في المكتب اكثر ، ركبت سيارته وانطلق الي احد الاماكن الهادئة والفارغة من البشر ، وظل يفكر بها

خرجت ملك من المشفي منذ عدة ايام ، وحين خرجت وجدت ان كل شىء قد حجب عنه الستار ......
وجهان أسودان يجمعهما معا معدن غليظ ملتف دُهن باللون الاسود عن قصد ، ويحتفظ بينهما بوريقات بيضاء ناصعة ليس بها سطور ، لوث بياضها لون اسود ناتج عن حبر قلم غليظ ، قلم نقش كل ما فكر به عقلها ، وتولى الامر عنها في كل ألم لم تنطق به هى ، ونطق به هو ، سجل كل ألم جعلها تنام باكية ، وكل خوف جعلها تُشل ، وكل تردد جعل عقلها يختل ......

وبخط يدها :

اوراقي اعلم انك لن تخذليني وتكشفي سري ولن تخبري احدا عما اكتب بكِ وستحميه قدر استطاعتك ....
اليكي حكايتي مختصرة قدر المستطاع.....
انا ملك ، ولان البداية منذ الولادة سأبدأ من ولادتى وعائلتي
انا اصغر اخوتى اخ واخت كل ما يجمعنى بهم هو خيطان رفيعان ملتفان علي بعضهما ، خيطان صغيران لا تستطيع ان تراهم ابدا ، و للتوضيح لا احد يستطيع رؤيتهم ، انا لا يجمعنى بهم سوى رابطة واحدة تقريبا هي كروموسوم !! ، نعم لا شىء يجمعنى بهم سوى صلة قرابة فُرضت عليهم ، وبما أنك صندقي الاسود ساخبرك شيئا :
انا اظن انهم حقا مجبورون !! ، لم يجمعنى بهم قط شئ غير ان حمضي النووى يثبت اننى اختهم ، لم يجمعنى بهم شغف ولا رأي ولا نقاش ولا مكان سوى المنزل والمكان لا يجبر احدا على تقبل الاخر اظنهم حقا مجبورين !! ، كلٌ في حياته وما يحزننى حقا انهم حتى لا يستمعون !! ليس لي رأي ومن ليس له رأي ليس له وجود !!
اذا فقد محونى من وجودهم !!
امى وابى مشغولان اغلب الوقت في عملهما ، ولا ألومهم ولكنهم يشاركون اخوتى في موضوع الرأي ، لا أحد منهم يستمع  ايضا !!
وجودى في المنزل جعلنى لا ارغب في الحديث انا افضل الصمت دوما دوما ، لا اريد الحديث ابدا ، اصبحت كلماتى مقتضبة وقليلة جدا
وحين اخرج للشارع !! لا احب الصداقات لا احب الاختلاط بالبشر وان كانت عائلتي لا تستمع فمن هم ليستمعوا !! انا متاكدة من انهم لن يستمعوا !!
لذا لن اتحدث الى احد ، سأراقب في صمت في هدوء وان لم تريدوا الاستماع لن اتحدث وان اردتم فأنا لا زلت لا اريد !!.
وهكذا لم يصبح لي اصدقاء ، انا كائن مُهمَل لا أحد يرغب في الاقتراب منى
اتعلمين !! احيانا ارى اننى سراب ، لربما انا في الأصل لست موجودة وهم يتوهمون بي !! ، واحيانا انا فعلا ارغب في ان اكون كذلك
فقط تخيلي معى اننى سراب .....

اصدقاء !! لا اظنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن