عليكِ اللهفة يا من تموضعتِ يين الخفقةِ و الخفقة وسكنتِ ثغور الروح. أكتب لكِ في العتمة كما اعتدت دومًا أن أكتبكِ، وأرسمكِ حلمًا سكن جوارحي. أتساقط على عتبة قلبكِ بلورات ثلجية تذوب عند موطئ قدميكِ والحزن قنبلة في صدري، فتيلها أنتِ، ومشعِلتُها أنفاسكِ.
دعيني أحببكِ لليلة وأردكِ ليّ ذات مساء. خُلِقت حواء من ضلع آدم المعوّج، فهي منه وستُرد له لذا، كوني لي حواء ذات مساء، ودعينا نمارس الحب بكل طقوسه وشتى فرائضه.
انفضي عنكِ غبار الدنيا وقومي للرقص. دعينّا نرقص لليلة على أحرف أحلام - كاتبتي المفضلة - واسمحي ليّ أن أحكي لكِ قصتها التي سفكت وإياكِ دماء حلمي.
دعينا نرقص لوهلة، وأعدكِ أن أفني عمري كله لأجل عمر أعيشه ليلة حبنا، ولحظة رقصنا. دعيني أكن كل رجال العالم؛ لتحبيني كلما أحببتِ أحدًا منهم. واتركيني أتلو عليكِ جملتي المفضلة من ديوان لهفة أحلام التي وُلِدت منها لهفتي
« الحب ليس ألّا ترى عيناكِ سواي، بل أن أكون بينكِ وبين ما ترين. »
فدعيني ليلة رقصنا وليلة حبنا أكن حائطًا بينكِ وبين العالم كله؛ مثلما تآمر عليّ العالم كله وكان ذاك الحائط بينكِ وبيني طوال الأيام البائتة. ثم بعد ليلة حبنا دعيني أمت وحدي ولوحي ليّ مبتسمة.
وها أنا أحتضر، و لكن دون أن أكون بين يديكِ فوق فراش حبنا، ودون أن نمارس جنونا لليلة، ودون أن أوشمكِ بعشقي، ودون أن نرقص.
رفع أصابعه الرفعية، تلك التي بذل الخالق جهدًا في تشكليها لتكون بالنهاية على هذا النحو المنمق، ثم اعتصر بها زاوية صدره. أعينه جاحظة، وحشرجات حنجرته العالية مع سقوطه المفاجئ جعلت الجميع ينتفض نحوه. وضع لوهان يديه فوق كتفيه يهز جسده بأعين متّسعة بلهفة :
- بيكهيون ما بك؟
ارتفعت عدستا عيناه للأعلى وكادت تختفي تمامًا حالما بدأ بالسعال وانبصقت الدماء عند شفتيه وتساقطت فوق ذقنه الرفيعة. هزهُ أعنف لا يكاد يستوعب ما يحدث معه إلا أن صوت سيهون الملهوف وهو يركض بأقصى سرعته نحو قاعة الدفن نبّه بقية المحاربين لحقيقة ما يحدث :
- البلورة! يبدو أن الأميرة تحاول انتزاع البلورة من مكانها.
قفزت شهقة لاي العالية للخارج برعب، ثم استدرك أخيرًا ليركض نحو بيكهيون. أمسك جانبي رأسه بأصابعه من الخلف وضغط على فصي دماغه بقوة محاولًا صنع تواصل بين طاقتيهما ليحافظ على حياته حتى وصول سيهون، الذي بالفعل حالما ولج سمع صياح ديو بلهفة :
- إياكِ مولاتي. إياكِ أن تنتزعي البلورة!
كاد يركض نحوها ليوقفها لولا أن سيهون كان الأسرع حالما قبض على معصمها وجذبها بكل قوته للوراء قبل أن تنتزعها بالكامل.
أنت تقرأ
بِيكَاسّو || A war of blood
Fanficأخبرتني ذاتَ مساء: - كلماتُنا قضيّة تحتاجُ مرافعة ومحامٍ، الأشخاصُ لا يكفون عن تأويلها، وبطريقةٍ ما، نصبحُ مُدانين ما إن تُدان هي كذلك. احتجتُ يومها أن أسألكَ أكثر، لكنني أعلمُ أنكَ تمقُت كلّ ما ينتهي بألفٍ معكوفة تُدعى علامةَ استفهام. فصمتُ... وتأ...
