١٥؛ مِن رَحِم الألمِ رسّام.

4.7K 482 634
                                    

السلام عليكنّ 💖

السلام عليكنّ 💖

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إبداعات (>^ω^<)

_


اختار الألم موطئ قلبه؛ ليحط رحاله. و أقبلت قافلته العظيمة تحمل بضائع من وجع، وأهدت الحياة لرجل من زمنٍ غابر لا يرتدي الساعات، ولا يضع العطور الباريسية ولا البذلات السوداء الرسمية، صمتًا مهيب.

أهدته الصمت ليعوض عنه كل تلك المتع، وكل تلك الكماليات التي تمنح الرجال شيء من جاذبية مزيفة. هو لم يحب الساعات على كلٍ!

التحف الصبر، وتوشح بالصمت وعقد قرانه على الحزن، وفي عينيه أشرقت الذاكرة.

يقولون: أن المتألمين هم أمهر الرسامين والكُتاب. وأننا لا نكتب ولا نرسم إلا في هذا الوقت الذي نستطيع في رحابه أن نلتفت للخلف ونشاهد طريقًا طويلًا مليئًا بالخيبات والانكسارات طويناه خلفنا في رحلة تقدمنا في الحياة وأننا نحكي عنّا عندما نستطيع لمس جروحنا بقلم ولا نتألم، ولاستحالة أمر كهذا نحن نكتب ونرسم ولا نحكي!

العباقرة، ليسو سوى حفنة من وجع. والوجع، أعظم أساتذة مدرسة الحياة، والدنيا أعهر داعية.

ولم تفدهُ عبقريته في شيء وهو يتهاوى سريعًا ليسقط فيها ويؤمن بها ثم يؤمن باستحالة كونهما معًا. دومًا كان شخصًا يسهل إرضاؤه، ويقبل بأقل القليل لكن اليوم فقط ولأول مرة شعر بالقنوط وبالخذلان، وبأنه يوّد حقًا الاعتراض. يود الصراخ رافضًا، ولو أن يقف ندًا للحياة يناطحها ويكسر شوكتها، قبل أن تكسر هي عظامه.

ولكن أوليست مكسورة عن آخرها بالفعل؟ ألم تقيده الحياة بالفعل وتغصبه بكل جبروت على الركوع، على السجود حتى.

أسدل جفنيه على الصمت و.. الألم! وأنزل غصته كلهب استعرت أحشاؤه من الداخل بسببه. ذراعيها اللذان يحيطان خصره يقيدان حركته ويشلان كل حواسه شدا عليه أكثر ودموعها الساخنة فرّت سريعة لتلامس جلد ظهره المكشوف.

تصطك أسنانها ببعضها تحاول بقوة منع صوت البكاء. تحس بأن تلك المعركة أيضًا ستخرج منها خاسرة وأنها ستفقد شيئًا منها على يديه ولن يعود لمكانه أبدًا.

بِيكَاسّو || A war of bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن