انخفض تور في الهواء, وغطس في الماء, برأسه أولاً في مياه بحر النار الهائجة. غاص فيها نحو الأسفل, وقد دهش حين شعر أن المياه ساخنة.
تحت السطح, فتح تور عيناه لفترة وجيزة وتمنى لو أنه لم يفعل ذلك. لقد لمح أنواع كثيرة من المخلوقات البحرية الغريبة والقبيحة, الصغيرة والكبيرة, بوجوه غريبة وغير مألوفة. لقد كان المحيط يعج بها. كان يصلي كي لا تهاجمه قبل أن يتمكن من الوصول إلى السفينة بسلامة.
اندفع تور إلى السطح ,وصل بلحظات, ونظر نحو الصبي الغريق. لمحه على الفور, وفي ذلك الوقت تماماً, كان يضرب بيديه, محاولاً النجاة, وفي بضعة ثواني ,كان قد غرق تماماً.
سبح تور نحوه, أمسك به من الخلف, وبدأ السباحة معه, وقد أبقى كلًّ من رأسيهما فوق الماء. سمع تور صوت أنين, وحين التفت, صدم لرؤية كروهن, لا بد أنه قفز في الماء بعده. سبح النمر بجانبه, يحاول البقاء بالقرب منه. شعر تور بشعور رهيب حين أدرك الخطر الذي يهدد كروهن, ولكن يداه كانتا تحملان الصبي وليس هناك ما يمكنه فعله.
حاول تور أن لا ينظر حوله, إلى المياه, الهائجة الحمراء, ومخلوقاتها الغريبة التي تخرج إلى السطح ثم تختفي حوله. اقترب منه مخلوق قبيح المظهر, أرجواني, مع أربعة أذرع ورأسين, هسهس في وجهه, ثم اختفى تحت الماء, مما جعل تور يجفل.
التفت تور ورأى السفينة, تبعد عنه حوال العشرين ياردة, سبح نحوها بشكل محموم, مستخدماً ذراعاً واحدةً وساقيه ويجر الصبي بالذراع الأخرى. استفاق الصبي وصرخ, وبدأ يقاوم, حتى خشي تور أن يغرقا سوياً.
"تمالك نفسك!" صرخ تور بقسوة, على أمل أن يسمعه.
أخيراً, هدأ الصبي قليلاً. شعر تور بالارتياح, حتى سمع صوتاً والتفت إلى الاتجاه الآخر, كان بجانبه تماماً, مخلوق آخر, صغير, ذو رأس أصفر وأربعة مخالب. كان له رأس مربع, وكان يسبح باتجاهه, يزمجر ويهتز. كان يبدو كأفعى تعيش في البحر, باستثناء أن رأسه كان مربعاً. استعد تور بينما كان يقترب منه, لقد ظن أنه سيعضه, ولكن فجأة, فتح فمه بشكل واسع وبصق مياه البحر في وجهه. رمش تور بعينيه, يحاول إخراج المياه منها.
كان المخلوق يسبح حوله, في دوائر, ضاعف تور جهده, وأصبح يسبح بشكل أسرع, في محاولة للابتعاد عنه.
كان تور يحرز تقدماً, ويقترب من السفينة, حين ظهر مخلوق آخر على جانبه الآخر. كان طويلاً, ضيقاً, وبرتقالي اللون, مع مخلبين في فمه وعشرات الأرجل الصغيرة. كان له ذيل طويل, يضرب به في كل اتجاه. كان يشبه سرطان البحر, وهو يقف في وضع مستقيم . طاف المخلوق حول تور, مثل حشرة بحر, واقترب منه, يلتفت ويضرب بذيله. لسع الذيل جلد تور وصرخ من الألم.
استمر المخلوق في السباحة ذهاباُ وإياباً, يضرب بذيله مرارا وتكرارا. وتمنى تور لو أنه يستطيع اخراج سيفه ومهاجمته, لكن كان لديه يدٌ واحدة وكان مضطر للسباحة بها.
أنت تقرأ
( مصير التنانين )
Fantasyالكتاب الثالث من سلسلة طوق الساحر للكاتب مورغان رايس #رواية مترجمة