الفصل العشرون

2.5K 133 19
                                    

جلس غاريث في قاعة العرش الخاصة بوالده, ينظر إلى العشرات من أعضاء مجلسه وإلى اللوردات وعوام الشعب الموجودين أمامه, كلٌّ منهم كان يملك مشكلته الخاصة ويشعر بالكثير من البؤس.

لقد مرت عدة أشهر منذ أن تولى السلطة, ومع كلّ يومٍ يمر كان يشعر بأنه مجنونٌ ومولعٌ أكثر بالسلطة والعظمة, بالإضافة إلى أنه أكثر وحدة.

كان قد أطاح بأعزّ أصدقائه ومستشاريه منذ فترة, فيرث. مُرسلاً إيّاه إلى اسطبلات الخيل ومانعاً إيّاه من رؤيته بشكل كامل, ولكنه افتقده كثيراً. إبعاد فيرث عنه كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عليه القيام به, لقد كان طائشاً ولكنه أصبح الآن ذو مسؤولية. فرغم كل شيء, لا يزال فيرث هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكشف تورط غاريث بمقتل والده, ولا يريد أن يرتبط معه بأي وسيلةً كانت.

كان قد جلب بعضاً من أصدقائه ليستشيرهم في أموره, كان هؤلاء الأشخاص هم من يحيط به في هذه الأيام. كانوا أشخاصاً عديميّ الرحمة, طموحين وأرستقراطيين, وهذا بالضبط ما كان يريده.

لم يكن غاريث يثق بهم بالضرورة, ولكنهم على الأقل كانوا عديمي الرحمة وطموحين بقدره. أحبّ غاريث أن يحيط نفسه بهذا النوع من الأشخاص.

لقد كانوا يرون العالم بالطريقة التي يراه بها, كما أنه كان يحتاج إلى مرافقين جدد لمواجهة المرافقين القدامى. كان رجال والده لا يزالون راسخين في المملكة, كفريقٍ متكامل,  وكان يشعر بالتهديد المتزايد من وجودهم. لو كان باستطاعته, أراد أن يهدم البلاط الملكي بأكمله ويعيد بناءه من جديد, أراد كل شيءٍ جديداً.

لم يكن غاريث يحترم التاريخ أبداً, لقد ازدرى التاريخ بشدة. بالنسبة له كان أفضل شيءٍ يمكن القيام به, هو إحضار صفحاتٌ جديدةٌ بيضاء, وتدمير جميع كتب التاريخ الموجودة بأكملها.

"مولاي الملك," قال رجلٌ آخرٌ من العامة, بينما كان يتقدم نحوه وينحني.تنهدّ غاريث وأعد نفسه لسماع قضيةٍ أخرى.

طوال اليوم, كان الجميع يُسمِعه الأمور التافهة. لم يكن لديه فكرة أن حكم المملكة مملٌ إلى هذا الحد, لم يكن يتخيل أبداً أن الأمور تجري على هذا النحو. يتدفق عليه الرجال الواحد تلو الآخر, الجميع ينتظر الإجابات والأحكام, مجموعة غير منتهية من القرارات التي يجب عليه اتخاذها كلّ يوم.

الجميع يريد شيئاً ما, بدا كل شيءٍ تافهاً جداً. كان غاريث يتصور أنه سيصبح ممجداً أكثر إذا أصبح ملكاً.نظر غاريث إلى الخارج عبر الزجاج الملون الوجود في الأعلى, كان يتوق إلى أن يكون في أيّ مكانٍ آخر غير هذا المكان. كان مصاباً بالملل الشديد.

أحس بشيءٍ ما يتحرك في داخله, وعندما كان يحسّ بشيءٍ مماثل, يعلم فوراً أن هناك شيئاً ما سيعكّر صفو حياته, وسيخلق له بعض المشاكل, هناك بعض الخراب الذي سيحصل حوله.

( مصير التنانين ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن