( قبل قراءة هذا الفصل لاتنسى قراءة الفصل 21 و 22 )
نظر تور إلى الأسفل نحو أثر قدم التنين, الغارقة لأكثر من مئتين أو ثلاثة أقدام في الأرض, بحجم وادي بأكمله. بينما كان الضباب ينتشر في قاع الوادي, استطاع تور أن يلمح شيئاً ما. لقد كانت مغارة صغيرة, في مكان ناءٍ, واعتقد أنه رأى بداخلها شيئاً لامعاً. رأى ذلك يلمع بسرعة, ثمّ اختفى كلّ شيءٍ في الضباب مرةً أخرى.
"هناك," قال تور, وهو يشير بيده. "هل رأيتم ذلك؟"حدّق الفتية جميعهن بعيونٍ نصف مغمضة نحو المكان الذي أشار تور نحوه.
"أنا لا أرى أي شيء," قال إيلدين.
"أعتقد أن شيئاً ما يلمع هناك," قال تور.
"يمكن أن يكون ذلك الصولجان," قال ريس.
تجمّع عشرات أعضاء الفيلق معاً, وجد أحدهم طريقاً يؤدي إلى أسفل الوادي, على أحد الحواف الحادة من الهاوية. تبعه تور والبقية, وكروهن بجانبهم, بدأوا الجميع بالنزول على الطريق المنحدر, برتلٍ واحد.
بينما كانوا ينزلون أصبح الطريق أكثر حدّة, وسرعان ما وجد تور نفسه يكافح من أجل البقاء متوازناً لأنه لم يعد قادراً على الوقوف وهو ينحدر نحو أسفل تلك الحفرة.
وأخيراً وصل تور إلى أسفل الحفرة, وهو يتساءل كيف سيتمكنون من الخروج من هنا.
عندما وصلوا إلى الأسفل وجدوا الأرض مغطاةً برمال سوداء ناعمة, وكانت أقدامهم تغرق داخلها وهم يسيرون. كان زئير التنين قد اختفى منذ فترة قصيرة ولم يعد يُسمع, لقد كان المكان هادئً بشكل مخيف جداً. كان الجميع على أهبة الاستعداد وهم يتقدمون باتجاه مدخل الكهف. اختفى الضباب من أمامهم وأصبح الكهف ظاهراً مرةً أخرى.
"هناك!" صاح تور مشيراً بيده.
في هذه المرة استطاع الآخرون رؤيته, كان هناك شيءٌ لامعٌ في الداخل.
"أنا أراه," قال ريس.
شرع الجميع بالاقتراب نحو الكهف, ولكن الضباب بدأ بالعودة مرةً أخرى. كان تور يزداد تشاؤماً كلما اقتربوا أكثر. لم يكن متأكداً من ذلك ولكنه شعر كما لو أنهم جميعاً كانوا مراقبين, كما لو أنهم كانوا يقتربون أكثر وأكثر من عرين التنين. أمل تور أن يستطيعوا أخذ ذلك الصولجان والخروج منه بسرعةٍ وسلام.
فجأةً سمع تور صوتاً مألوفاً بالنسبة له, نظر إلى الأعلى نحو السماء, فرأى هناك إيستوفيليس يحلق عالياً في السماء. لا يعرف تور كم مضى من الوقت منذ رآه آخر مرة. تساءل عمّا كان يفعله هنا في مثل هذا الوقت. لم يكن متأكداً ولكنه شعر بأنّه كان يحذّره من شيءٍ ما.
أطلق الصقر صرخةً أخرى ثمّ ارتفع رويداً رويداً واختفى في السماء.
بينما كانت مجموعة أعضاء الفيلق تتقدم نحو الكهف, تقدم تور قليلاً وقاد طريق المجموعة نحو الداخل. أصبح العالم أسوداً عندما دخلوا إلى هناك, كان الجليد المتجمد يتدلى من السقف, و الماء يقطر على أرض الكهف, والخفافيش ترفرف فوق رؤوسهم. أثناء سيرهم نحو الداخل, أعمق وأعمق, أصبح صدى أصواتهم يتردد في المكان , حين كانوا يتهامسون بصوتٍ خافت. كان الشيء الوحيد الذي يلقي بعض الضوء داخل الكهف هو لمعان ذلك الشيء الموجود في الداخل, والذي لا يبعد كثيراً عن مدخله.
أنت تقرأ
( مصير التنانين )
Fantasyالكتاب الثالث من سلسلة طوق الساحر للكاتب مورغان رايس #رواية مترجمة