الفصل الحادي والثلاثون ( الاخير )

3.5K 247 54
                                    


لم يكن لدى جوين أيّ وقتٍ لتضيعه. كان عليه معرفة إذا كان غودفري وفيرث ينتظرانها الآن, أمام قاعة المجلس, لمواجهة غاريث. ربما تأخروا في المجيء, والآن أصبحوا هناك بانتظارها. لا يمكنها أن تدعهم يدخلون لوحدهم. كان عليهم أن يحلوا القضية معاً الآن, خلال جلسة المجلس. إذا كان كندريك, تور, بروم, وجميع الآخرين يعرضون حياتهم للخطر من أجل معركة الدفاع عن وطنهم, فأقل ما يمكنها القيام به هو أن تأخذ شجاعتهم وتضحيتهم قدوة لها, من أجل إيقاف غاريث عند حدّه. فرغم كل شيء, إذا تمّ تتويج ملكٍ جديد, فسيساعد ذلك الجيش بشكل كبير. بما في ذلك تور.

ركضت جوين على السلالم المؤدية لممرات القلعة, حتى وصلت إلى جانب أبواب القاعة الكبيرة. ولكنها فُزعت, لعدم رؤية غودفري وفيرث هناك حتى الآن. لم يكن لديها أيّة فكرةٍ عمّا يمكن أن يحدث لهم. كانت أبوب القاعة مفتوحة, ونظرت إلى الداخل, ورأت أن أعضاء المجلس كانوا قد غادروا بالفعل, وانتهت جلستهم. كان الشخص الوحيد الذي بقي في القاعة الكبيرة هو غاريث. كان يجلس وحده على العرش, ويفرك سلاحه.

لم يكن هناك أحد سواهما الآن, وقررت جوين أن هذا هو الوقت المناسب. ربما لوحدهم, ربما يمكنه أن تيقظ مشاعره قليلاً وتحثّه على التنحي بهدوء. كان الرجال الذين تحبهم هناك في المعركة, يقاتلون من أجلها ومن أجل الجميع. وكان عليها أن تحارب هي أيضاً, لا يمكنها أن تنتظر أكثر. سوف تواجه غاريث بما تعرفه, وتأمل, أن يتنازل طواعيةً عن الحكم. لم تكن تهتم إذا ذهب بهدوء, بدون حدوث بلبلة, إنها تريد فقط أن تبعده عن الحكم.

مشت جوين عبر الأبواب, وصدى خطاها يرن في القاعة الضخمة, وبدأت بالسير نحو أخيها, في القاعة الضخمة القديمة, تحت أضواء الشمس التي كانت تتدفق عبر زجاج النوافذ الملون. نظر غاريث في وجهها ببرود, بعيونه السوداء الخالية من المشاعر, يمكنها الإحساس بتلك الكراهية التي يكنّها لها. يمكنا أن ترى في نظراته الخوف الذي كان ربما بسبب اعتقاده بأنها تشكل تهديداً له. ربما كان ذلك لأن والدهم كان يحبها أكثر, أو ربما لأنه قد وُلد ليكره فقط.

"أريد التحدث معك," قالت جوين, كان صوتها عالٍ جداً, وتردد في هذا المكان السياسي الذي كانت تكرهه. كان مخيفاً أن ترى شقيقها يجلس على عرش والدها, لم يعجبها هذا الشعور. كان شيئاً غير صحيحاً. كانت عيناه جوفاء, وبدا وكأن عمره قد أصبح مئة عام. لم يكن يشبه والدها أبداً أثناء جلوسه على العرش. كان والدها يجلس عليه بشكل طبيعي, وينظر نظراتٍ مليئةٍ بالنبل والشهامة, وكأنه قد خلق من أجل الجلوس على العرش. أما غاريث فقد جلس عليه بطريقةٍ بائسة, بدا وكأنه يجلس على مقعدٍ أكبر منه بكثير, وغير مناسبٍ له.

أحسّت بأن مشاعر والدها قد تجسدت من خلالها, ارتفع الغضب داخلها بسبب ما قام به غاريث بوالدها. لقد قام بإبعاده عنها.

( مصير التنانين ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن