"على أقدامكم!"
فتح تور عينيه فجأة ونظر إلى أعلى، مشوشاً, في محاولة لمعرفة مكان وجوده. وقف عدد من قادة الفيلق فوق رؤوسهم, وجميع الفتيان الآخرين متناثرين على الأرض, يغطّون في نوم عميق. كان القادة يحثون الفتية بأقدامهم, واضعين أيديهم على أوراكهم, شعر تور بحذاءٍ في جانبه, و نظر إلى أعلى ليرى كولك يحثه على الاستيقاظ. قفز كروهن للدفاع عن تور, وانتقل كولك للصبي الذي يليه, صارخاً, أخذ فأسه وألقاها على الدرع فوق رأس أوكونور تماماً, كان صوتاً مدوياً, وقفز أوكونور على قدميه, وقد فتح عيناه على مصراعيهما.
وقف تور أيضاً, يفرك رأسه, في محاولة لاستيعاب كل شيء. كانوا جميعهم في كهف. كانوا اثنا عشر فرداً من الفيلق, كل في نفس عمره. كان رأسه يؤلمه بشدة, واستطاع أن يرى بزوغ الفجر من الضوء الخفيف الذي دخل المغارة. حاول أن يتذكر.
كان كل شيء مشوشاً. تذكر الليلة السابقة, تسلق المنحدر, والوصول إلى الجزيرة, والاستلقاء هناك. في النهاية, كان الفتية الآخرون قد وصلوا, أيضاً, وأحاط بهم كل من قادة الفيلق, الذي أخبروهم أن يرتاحوا في الليل ليستعدوا في الصباح. لقد انقسموا إلى مجموعات صغيرة بحسب أعمارهم, وكان تور قد ذهب مع ريس, أوكونور, إيلدين والتوأم, وفتية آخرين لم يكن يعرفهم. توجهوا نحو كهوف صغيرة في سفح الجبال الصخرية للجزيرة المهجورة. كان الليل قد خيّم بسرعة, والضباب الكثيف استقر في المكان, لذلك لم يكن تور يستطيع أن يرى ما يوجد هناك.
بالكاد وصلوا إلى الكهف الرطب, واستقروا في الظلام. شخصً ما أشعل النار, وتذكر تور أنه استلقى بجانبها ونام بسرعة.
والشيء الذي يعرفه بعد ذلك, أنه قد أُيقظ.
كانت معدة تور تهدر في ضوء الصباح من الجوع, لكنه لم يتجرأ على قول شيء. لقد نام بملابسه وحذاءه, كما فعل الآخرين, من حسن الحظ أن النار قد جففت ثيابهم قليلاً.
حثّ القادة الصبي الواحد تلو الآخر للخروج من الكهف, وشعر تور بأنه يدفع من الخلف للخروج وتعثّر حين دخل ضوء الصباح القوي في عينيه. كان الضباب الأحمر لا يزال مخيّماً على أنحاء الجزيرة, وكأنه كان يرتفع من الجزيرة نفسها, ولكن على الأقل كان تور يستطيع رؤية الجزيرة في ضوء الصباح أكثر بكثير من قبل. كانت الجزيرة أكثر غرابة حتى مما يتذكر, المناظر الطبيعية الموحشة من الصخور والحجارة, والجبال الصغيرة والفوهات الكبيرة. امتد الأفق إلى مالا نهاية, ولم يكن هناك أشجار في أي مكان. كان تور يستطيع سماع ارتطام الأمواج, المنتشر في كل مكان, وعرف أن المحيط يمتد أدناه, في مكان ما على حافة المنحدرات التي رسمتها الجزيرة في كل اتجاه. كان ذلك تذكير مشؤوم بأنه إذا اقترب أحد من الحافة كثيراً, ربما سيتسبب بوفاته.
لم يستطع تور تخيل كيف سيتدربون هنا. لقد كانت هذه الجزيرة فارغةً جداً, ويبدو أنه لا يوجد هناك أرض للتدريب, ولا حتى أسلحة أو دروع, ولا خيول.
أنت تقرأ
( مصير التنانين )
Fantasyالكتاب الثالث من سلسلة طوق الساحر للكاتب مورغان رايس #رواية مترجمة