الفصل العاشر

2.6K 139 2
                                    

شعر تور بنفسه يُسحب أعمق تحت الماء وعرف أنه في غضون لحظات سيصل إلى الأعماق ويغرق, إذا لم يُؤكل وهو على قيد الحياة. كان يصلي بكل ما لديه لينجو من هذا.

أرجوك, لا تدعني أموت الآن. ليس هنا, ليس في هذا المكان, ليس بسبب هذا المخلوق.

حاول تور أن يستدعي قواه, مهما كانت. حاول بكل ما لديه من قوة, أراد للطاقة الخاصة أن تتدفق عبر جسده, لمساعدته على هزيمة هذا المخلوق. أغلق عينيه وهو عازم على أن ينجح.

لكن شيئاً لم يأتِ. لم يحدث أيّ شيء. كان مجرد صبيٍّ عاديٍّ, عاجز, تماماً مثل أي شخص آخر. أين هي قواه في أكثر وقت احتاج به إليها؟ هل كانت قواه حقيقية؟ أو أن كل تلك الحوادث كانت صدفة؟

بينما كان يفقد تور وعيه, تتابعت سلسلة من الصور في عقله. رأى الملك ماكجيل, كما لو كان أمامه حقاً, يشاهده. رأى أرجون, ثم رأى جويندولين. كان ذلك الوجه الأخير هو الذي أعطاه سبباً للحياة.

فجأة, سمع تور صوتاً خلفه, ثم سمع صرخة المخلوق. التفت, وقبل أن يفقد الوعي, رأى ريس في الماء بجانبه. ممسكاً بسيفه, ويحمل رأس المخلوق المقطوع في يده. استمر رأس المخلوق, المنفصل عن جسده, بالصراخ, والدم الأصفر يتدفق منه.

شعر تور بالقبضة تنفك ببطء عن ساقه, حين اقترب ريس وحررها منه. شعر تور بساقة كما لو كانت مشتعلة, لقد أمل وصلى أنها لم تصب بضررٍ دائم.

شعر تور بذراع ريس تلتف حول كتفه, وشعر بنفسه يجر في طريق العودة إلى السفينة. رمش تور, بين الوعي وفقدان الوعي, وهو يرى بشكل خافت أمواج البحر الضخمة, ويشعر بنفسه يصعد ويهبط خلالها.

لقد نجحوا في ذلك, شعر تور بنفسه يُرفع نحو القارب, والفتية الآخرون يجذبونه نحوهم وكروهن على السفينة. وصل ريس إلى القارب أيضاً, وأخيراً, كان الجميع آمناً.

استلقى تور هناك, على أرضية السفينة, يتنفس بصعوبة, والسفينة ترتفع وتنزل في البحر, والأمواج تصطدم بها من كل جانب.

"هل أنت بخير؟" سأل ريس, جالساً بجانبه.

نظر تور إلى الأعلى ورأى كروهن يميل نحوه, ثم بدأ بلعق وجهه. مد تور يده وداعب فوره الرطب. أمسك تور يد ريس وسحب نفسه ليجلس.

نظر نحو ساقه, ورأى العلامات التي تركها المخلوق عليها, وقد تحولت ساق واحدة من سرواله إلى مجرد قصاصات من القماش. كان يمكنه رؤية العلامات الدائرية حيث كان يمتص دمه, فركهم بلطف, وهو يشعر بالندبات الطفيفة. لكن الآن بعد أن لمسهم, كان ألم الحرق قد اختفى. حاول ثني ركبته واستطاع ذلك. لحسن الحظ, أنها لم تكن بوضعٍ سيءٍ كما كانت يمكن أن تكون, ويبدو أنها كانت تشفى بسرعة.

"أنا مدين لك بهذا," قال تور, مبتسماً.

ابتسم ريس أيضاً.

"أعتقد أننا متعادلين."

( مصير التنانين ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن