الفصل التاسع والعشرون

2.2K 171 10
                                    


مشت جويندولين بسرعة إلى جانب تور, في الصباح الباكر, يميلون ويدورون عبر ممرات القلعة, ويتبعهم كروهن. سارا نحو هدفهم, نحو قاعة المجلس, أخذت جوين نفساً عميقاً, تشحذ عزيمتها لمواجهة غاريث. لقد حان وقت الحساب, وبالإضافة إلى توترها شعرت بارتياحٍ كبير. فأخيراً, وبعد مرور هذه الشهور, أصبحت تملك الدليل الذي تحتاجه لجلب قاتل والدها إلى العدالة.

كانت تخطط للقاء غودفري خارج الغرفة, مع فيرث, بحيث يمكن لثلاثتهم الدخول معاً ومواجهة غاريث داخل الاجتماع, أمام جميع أعضاء المجلس, من أجل فضحه وإثبات تورطه بشكلٍ علنيّ. كان تور قد عرضه عليها مرافقتهم, وقبلت عرضه بكل سرور. وذلك بعد الليلة الماضية, الطويلة والساحرة التي قضياها معاً. لم تكن تريد أن تبتعد عنه, وشعرت بأنها أكثر أماناً بوجوده هناك, كخطةٍ احتياطية. بالطبع ستكون الغرفة مليئةً بأعضاء المجلس والحراس الذين لن يكون لديهم خيار سوى الوقوف إلى جانبها واعتقال غاريث, حالما يتم إظهار الدليل. ولكن وجود تور هناك أعطاها مزيداً من الاطمئنان.

التفا عبر ممرٍ آخر, وابتسمت جوين وهي تفكر بالليلة التي قضتها مع تور. كانت قد نامت بين ذراعيه وسط الزهور, في الحدائق الملكية, وداعبت النسائم الخريفية وجههما طوال الليل. كانا قد غرقا في النوم وهما يتأملان النجوم, لقد كان ذلك شاعرياً جداً. كانت حياتها قد قُلبت رأساً على عقب منذ وفاة والدها, كانت تعيش حالةً مستمرةً من القلق والاضطراب, ولكن الآن, بعد عودة تور, وبعد أن أصبح غاريث على وشك السقوط, وكندريك على وشك الخروج من السجن, شعرت بأن الأمور بدأت أخيراً بالعودة إلى مسارها الطبيعي.

عندما سارا عبر الممر النهائي الطويل, المؤدي إلى غرفة المجلس, أصبح قلبها يخفق بشدة. لا يمكنها أن تقلل من شأن غاريث, وكانت على علمٍ بأنه لن يدع الأمور تجري بسهولة. كان قد عاش حياته كلها يحلم بالوصول إلى العرش, وسيفعل أيّ شيءٍ من أجل الحفاظ على السلطة والتمسك بالعرش. يمكنه أن يكون كاذباً ذو إقناعٍ جيد جداً, وحاولت أن تعد نفسها لمواجهته, لتوجيه التهم المضادة إليه. كانت تصلي من أجل أن يبقى فيرث متماسكاً فقط, فهو سيكون شاهداً قوياً ضده. وافترضت أن شهادته, إلى جانب عرض سلاح الجريمة, والذي كان مخبئاً في وسطها, لن يترك أي مجالٍ للشك.

"أنت بخير؟" سألها تور بلطف, وهو يمد يده ويمسك بيدها. لا بدّ من أنه أحس بتوترها.

أومأت له جوين برأسها, وضمت يده بقوة, ثم أفلتتها.

استمر كلاهما في السير إلى نهاية الممر, يسمعان صدى خطاهم, ويمران بجانب النوافذ المفتوحة, التي كانت تمرر ضوء الصباح الباكر إلى الداخل. أحست بالفرق عندما كان تور يسير بجانبها, كانا كشريكين, شعرت بالراحة, بأنها على طبيعتها, وشعرت بالسلام في حضوره, لقد شعرت بأنها أقوى.

( مصير التنانين ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن