استيقظ ايريك عند الفجر في سرير غير مألوف وجلس منتصباً, محاولاً استيعاب مكانه. تذكر أنه كان في الحانة. أليستير.
قفز وارتدى ثيابه في غضون لحظات, يعدّ نفسه. لقد بقي مستيقظاً معظم الليل, وبالكاد استطاع النوم, كان الدم يتدفق في عروقه كلما فكر في أليستير. لم يستطع إبعاد صورة وجهها عن ذهنه, وكان بالكاد يستطيع استيعاب فكرة أنهما ينامان تحت سقف واحد. لم يستطيع أن يستريح وهي لم توافق بعد على قبول طلبه.
بينما كان يضع درعه وهو يشاهد أول ضوء شروق الشمس يعبر نافذته المئلة, كان يعلم أن اليوم هو يومه. اليوم سيبدأ حياة جديدة, اليوم الأول من بطولة المئة يومٍ للفوز بعروسه. الآن لديه سبب للفوز. إذا قبلت طلبه, فسيقاتل من أجل الحصول عليها.
بينما كان ايريك يشاهد الشمس الأولى تشرق ببطءٍ على العالم, ويسمع صوت غناء أول عصفور, كان لديه شعور يتملكه, إذا قالت نعم, سيغير هذا اليوم حياته كلها. طوال حياته, عندما كان يلتقي بالنساء, لم يشعر أبداً مثل شعوره حين التقى بأليستير. عندما وجدها مرة أخرى, في الحانة, توقع أنه لن يشعر الشعور نفسه مرة أخرى. لكنه تفاجئ حين أدرك أن الشعور ما يزال نفسه, وحتى أنه أصبح أقوى. لم تكن هذه صدفة. لقد شعر بحبه لها من أول لحظة, شعور لن يكون لغيرها أبداً. لم يكن يعرف إذا كانت تبادله نفس المشاعر أيضاً. ولم يكن يعرف إذا كانت قد تصرفت بهذه الطريقة لأنها خجولة أو ببساطة لأنها غير مهتمة. كان عليه أن يعرف. ولم يكن ليهدأ له بال حتى يعرف.
انتهى ايريك من ارتداء ملابسه, جمع أسلحته, وسارع بالخروج من الغرفة. أسرع بخطاه ودخل الحانة, التي كانت فارغة تماماً, كان الجميع ما يزال نائماً. جلس على إحدى الطاولات الفارغة, ينتظر. متأملاً. هل استيقظت؟ وتساءل, هل هي مهتمة حتى؟
وبعد لحظات, فُتح باب المطبخ وأخرج صاحب الحانة رأسه, نظر باستنكار إلى إيريك, ثم أغلق الباب بسرعة. وتبع ذلك صراخ, وصوت تحطم أوانٍ خلف الباب المغلق, وبعد لحظات, فُتح الباب و ظهرت.
أخذ مرآها أنفاسه. كانت ترتدي نفس الملابس من الليلة السابقة, شعرها غير مرتب, وكان يرى أنها قد استيقظت على عجل. كانت تبدو متعبة أيضاً, كما لو أنها لم تنم كثيراً. ومع ذلك, كان تبدو جميلة في عيونه أكثر من قبل. كانت عيونها الزرقاء الكبيرة متوهجة في ضوء الصباح, وتنبثق منها قوةٌ لم يرى مثلها من قبل.
أسرعت أليستير إلى طاولته, تحمل قدحاً من البيرة, وتخفض رأسها في تواضع, وضعته أمامه, ولا تزال تنظر بعينيها نحو الأرض. كان يريد أن ينظر في تلك العيون أكثر من أي شيء آخر, لمعرفة شعورها تجاهه. كان على وشك أن يتكلم إليها, عندما ظهر فجأة صاحب الحانة وراء ظهرها, مستعجلاً ذهابها. أصبحت أليستير متوترة, صدمت الطاولة, وانسكب القليل من البيرة على الأرض.
"انظري إلى ما قمتي به!" صرخ صاحب الحانة في وجهها. "أيتها الفتاة القذرة الغبية! قومي بمسحها على الفور!"
أنت تقرأ
( مصير التنانين )
Fantasyالكتاب الثالث من سلسلة طوق الساحر للكاتب مورغان رايس #رواية مترجمة