(1)البداية

15.2K 283 81
                                    

"اللعنة أنه مشدودٌ بقسوة"

انفثُ الهواء بشدة، وارتب آخر جزء من المِشد، أنه يطبقُ فوق صدري بعنف لكن لا بأس بذلك فهو بالمقابل يقدم لي هيئة الرجل.

ريثما كنتُ ارتدي السترة الواقية وكذلك الحذاء العسكريّ صدح صوتُ الرصاص عالياً، ولا شكّ أن الرعب بدأ بالتغلغل بداخلي، ورغم ارتجاف يديّ وكذلك قلبي اخفيتُ شعري اسفل خوذتي وآخذتُ نفساً عميقاً قبل حمل بندقيتي الطويلة والخروج بشكلٍ واثق.

ما حدث أنني فورما خرجتُ من الخيمة شعرتُ بتجمد أنفي وبصعوبة بالغة بالرؤية بسبب غبار الثلج.

البارود قد اطغى على المكان رائحة مخيفة أكثر مما هي خانقة، ورغم النزعة الإنسانية للخوف من الموت عُدت واندفعتٌ اقرب نحو الإشتباك، ولم آنسى إلهي والذي هو أيضاً لم ينساني لحظةً.

"بأسم الآب والإبن والروح القدس، يا إلهي آبقى معي وإن كان مقدراً لي الموت دفاعاً عنكَ سيكون هذا فخراً لي، كُن معي يا أبتاه"

"آفلينو احتاجُ مساعدة هنا"

يصرخُ القائد شانت وهذا ماجعلني اجري نحوه وارمي بذاتي بجانبهِ، اتألمُ قليلاً لكن الآلم الجسدي الأن آخفّ الآلام، النارُ تُحيطُ بنا وقنابل يدوية كثيرة تنفجرُ حولنا.

اثبت بندقيتي أمام وجهي والقي بعشوائية الرصاص، اقتلُ إثنين بمخزن كامل، القائدُ شانت بجانبي يُطلقُ الرصاص برزانة وبتركيز عميق وبالكاد يخطأ الهدف.

كنتُ سأشاركهُ مرةً آخرى لكن الثلج والتراب قد قاما بواجبهما وآعميا عيناي، ارى الدماء تناثرت بالهواء ولطخت وجهي كما فعل الطين آيضاً.

كنتُ ارتجفُ بقوة، لا اعلمُ إن كان الأمر متعلقٌ بالثلج الذي لم يتوقف أم الخوف من الموت او حتى الخوف من عدم رؤية عائلتي مرةً آخرى.

طنينٌ فظيع قد حدث واشعرُ بجسدي قد حلّق بالهواء، ما اثبت لي ذلك سقوطي بقوة ضد الثلج، اطمئن على ذاتي واشعر بوجنتي تحترقُ رغم البرد الفظيع هُنا، خيطُ رفيعٌ من الدماء قد خرّب وجنتي لكن ذلك لم يهمني كثيراً بقدر الذي اهمني ملاحظة بعض الخيم التي قد احترقت والدماء التي لطخت الثلج الأبيض الناصع.

بعد حوالي دقيقة من هرب الطنين من آذاني أعود لأستمع للأصوات أمامي، وللمفاجأة لم يكن هناك آي صوت، والرصاصُ توقف.

اقفُ بقامتي كُلها واركز خوذتي فوق رأسي، الأمر لم يكن مأساوي بذلك القدر، القائدُ لايزالُ بخير وهو ينظرُ إليّ بوجه عابس، ومن الجهة الآخرى اصدقائي الجنود يتحامون ببعضهم البعض.

"افلينو، تقدم ومشّط المكان"

"سلاحي ليس بحوذتي أيها القائد"

اصرخُ لهُ ليسمعني ويومئ، يرمي لي بسلاحهُ واتمسكُ به كأنهُ الأمل الوحيد للعبور وهو كذلك.

The holy sin (camren)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن