(7)قرارُها

3.2K 136 23
                                    

بعتذر كتير على التأخير بس ك تعويض اذا كان في دعم ووهيك بكرا الصبح بنشر بارت تاني 💙

قراءة ممتعة وعطوني رأيكون 💙
------

كجذع شجرة قديم تصلبت، عيناي تجولان هُنا وهناك، ارتجاف يديّ أقسم ألا يتوقف، وبذلك توقف قلبي وأصبح من المستحيل تبادل الدماء بداخلهِ، ولابد أن الشريان الأبهر مثلاً يكادُ ينفجر من ضغط الدم ضدهُ.

هبّت عليّ مشاعرٌ عدة مزامنةً مع الرياح التي صفعت أنفي وداعبت روحي، بالكاد أميزها عن غيرها وخصيصاً أن جميعها أصبحت ذاتها، لم اعد أميز هل هو الخوف من الأنضمام لجيش نابليون بونبارت أو أن الخوف من مواجهة جيش القيصر ألكسندر الأول بمسدس لا أكثر.

لُحسن حظ كلاً مني ومن لورين أن آلاف الجنود الذين يتقدمون يبتعدون عنا على الأقل خمسمائة ياردة.

دفعتُ لورين لتتقدم أمامي وما إن بدت حركتها كهرولة حتى تحولت إلى جري سريع، حذائي العسكري يطحنُ اكوام الثلوج مصُدراً صوتٌ غليظ تاركاً ضجيج أخر وسط فوضى الأصوات حولنا، كلٌ من لورين وأنا دخلنا بين الأشجار وبين الرصاص، الطنين لم يتوقف لحظة، والثلج الذي ينفجرٌ حولنا بالكاد يستريحُ لبضعة ثوان.

أجل كانت مخاطرة، وكان يُفضل لو أنني أعود ادارجي للجيش الفرنسي وأقتلع روح لورين مثلاً، لكن لاشيء يثبت أنني من الجيش الفرنسي وخصيصاً أن ملابسي غير عسكرية وعدا هذا وذاك، لقد اتيتُ من الجهة المعاكسة لهم.

"هيا أصعدي فوق يديّ،ستكونين بخير" صارخةٌ متحديةً الطنين اجاهرهُ بقدرتي على خرقة، اثبتُ لهُ أنني آقوى منهُ ولستُ خائفةً من جعل جسدي أشلاءً أو أن ينتهي دمي وهو يصارع أكوام الثلوج..

"مالذي أفعلهُ!" كُنا قد علقنا أمام صخرة، حاولتُ تصلقها مرتين وأنزلقتُ مرتين، ماكان من حل إلا أعتماد المبدأ العسكريّ برفع الصديق ومن ثم الصديق يساعدكَ، وإن كنتُ لا اثق بلورين اساساً فهي الحل الوحيد.

يمكنني أختصار الحرب بأنها لعبة شطرنج اشتراكية! ، لا تنتهي اللعبة عندما ينتهي الجنود أو تدمر القلاع.. الشرط الوحيد لنهاية اللعبة هو موت الملك.

"ضعي قدميك فوق كفيّ المتشابكين، سأرفعكِ وستكونين بخير" أخبرها مجهزة نفسي، يداي تتشابكان وظهري ينحني قليلاً، ما إن وضعت حذائها القذر فوق يدي حتى دفعهتا لتقفز لنقطة عالية من الصخرة، لم تستغرق سوى خطوتين وكانت قد أصبحت أعلاها.

"هيا قدمي لي يدكِ"

"وهل تظن أنني حمقاء لأفعل!"

"لورين أرجوكِ لا اريدُ الموت هنا"

اصرخُ فزعةً ويصطدم ظهري بالصخرة بشدة، لم اعد اسمع شيء ورؤيتي أصبحت مغبشة تماماً، افركُ عيناي كثيراً ولا ينفع الأمر إلا تدريجياً، آذناي قد امتلأتا بالهواء ووجهي يشتعلُ ناراً وسط الثلج.

The holy sin (camren)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن