.• الفصل الثامن •.

1.5K 119 53
                                    

.• الفصل الثامن •.

مضت عدة أيام و كانت تعامل كريغ بهذه الطريقة،
تتجاهله و لا تعطي أي اهتمام لوجوده بقرب منزلها،
فهو دائم المكوث هناك سواء غادرت المنزل أو بقيت فيه،

و في الحفلات تجاهلته تماما حتى حينما يطلب منديلا أو شيئا تافها لم تكن تعطيه إياه،
و بالنسبة لبيتر فقد حاولت قدر الإمكان قضاء الوقت معه في شقته و إبعاده عن شقتها حتى لا يلمح كريغ،
و شيئا فشيئا قررت الإنتقال لهناك حتى تتخلص من كريغ نهائيا.

و بالفعل انتقلت إلى هناك مستغلة نوم كريغ الذي لا يدري إلى أين ذهبت،
فمكث بجوار باب منزلها منتظرا إياها أن تعود كما كانت و تدخله للمنزل،

كان كل ذلك قد حصل في غضون أسبوع،
و بعدها بأربعة أيام تقريبا قام أصدقاءها بعمل عيد ميلاد جميل لها و كذلك الأمر بالنسبة لعائلتها،

كم كانت سعيدة بعيد ميلادها،
و فجأة تذكرت حفلة عيد ميلادهم المزيفة التي كانت تقريبا قبل عشرة أيام،
و مرت في ذهنها صورة سريعة لكريغ،
حينما كان واقفا ينتظرها في دورة المياه.

كانت تلك آخر مرة تقضي فيها الوقت مع كريغ و بعدها لم تعد تريد رؤية وجهه.
•.•.•.

انتهت الحفلة و عاد الجميع إلى منازلهم،
و في الحقيقة كانت الحفلة معدة في منزل والديها لذا فقد عادت مع بيتر إلى شقته و كانت هي من تتولى قيادة السيارة فقد كان هو مخمورا بالكامل،
و بطريقة ما تمكنا من الصعود لشقته.

نام بيتر على السرير و رائحة الشراب تفوح منه بينما بدلت هي ثيابها بثياب مريحة أكثر و استلقت على الأريكة المقابلة للتلفاز و شيء واحد يدور في رأسها،
ما الذي يفعله كريغ الآن ؟؟

من الفضول قررت إلقاء نظرة سريعة لشقتها الأصلية و العودة سواء وجدته أم لا،

و بالفعل ارتدت معطفا طويلا فالجو بارد في الليل ثم خرجت بهدوء و أخذت سيارتها لتسير بها إلى العمارة التي تحمل شقتها فيها،

عند وقوفها أمام المصعد انتابها شعور غريب بالخوف و الارتباك،
و قررت للحظة التراجع عما تقوم به،
فما هذه التفاهة التي تقوم بها ؟
و هل من المنطقي و الصائب أن تذهب لرؤيته ؟
ماذا لو كان موجودا و التصق بها و سبب لها المشاكل ؟؟؟

قطع حبل أفكارها صوت المصعد الذي وصل إلى حيث تقف لتتحرك قدماها و تدخل داخله و تضغط على زر الطابق الذي يوصلها لشقتها و قالت معاتبة نفسها :
- مالذي تفعلينه يا حمقاء بالكاد تخلصت منه ذلك المختل، لماذا تودين الذهاب إليه ؟

المختل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن