الجزء الثاني عشر

138 14 14
                                    

لم تستطع السيطرة على ابتسامتها التي زادت اتساعا شيئا فشيئا ...تشتت فهي ليست معتادة على هذا اطﻻقا ،  لم تستطع التركيز على العرض خدودها مشتعله من احمرارها  جل تركيزها على تلك اليد التي تحيط يدها بالرغم من انهما بنفس العمر اﻻ انه يده اكبر من يدها ، تاملت مﻻمحه هو ﻻ يشبه جاك عيناه بنيه لديه بشره ناصعه البياض ورموشه كثيفه وطويله ...حاجباه كثيفان وهو فارع الطول…..كانت هذه الفقرة من العرض مفتوحه للجمهور لكي يﻻعبو الدﻻفين
ماثيو:  يبدوان منسجمين
ريا باستغراب: من؟
اشار لها ماثيو نحو كادي وروبرت
كان الخمسه  -  روبرت، كادي ، لونا ، ﻻرا وجودي -  يلعبون بانسجام مع الدﻻفين كانوا يبدون كعائلة
ريا :  يبدون لطيفين معا … انا حقا مصدومة
ماثيو باستغراب : لم؟!!
ريا وهي تنظر لكادي  :  انها المرة الاولى التي ارى  كادي بها منسجمة مع رجل بهذه الطريقه .. لطالما نفرت من الرجال وكرهتهم…
ماثيو : ايمكنني ان اسال لم؟
ريا بتردد: ممممم حصل شيء ما في الماضي فقط
ماثيو :   يبدو اني تجاوزت الحدود ، اسف
ريا :  ﻻ ﻻ ،  ﻻ عليك …. لكني سعيدة فانا اتمنى ان تجد رجﻻ مناسبا لها ….. صمتت لوهلة ثم تابعت بارتباك :  انا ﻻ اقصد شيئا حقا !
ماثيو :  هههه ﻻ عليك ،  في الحقيقة ﻻ باس معي ان تواعد ابي وكادي ، انها لطيفه ثم ان الامر لم يعد يشكل فارقا بالنسبه الي
نظرت ريا له نظرات عدم فهم ليردف
ماثيو :  في الحقيقه انا وجودي وايما لسنا اشقاء تماما نحن نمتلك نفس الاب ﻻ غير فكل واحد منا من ام
فغرت ريا فمها لتغلقه بسرعه  :  ااه اسفه  لم اقصد اي اهانه انا فقد استغربت
ماثيو :  ﻻ باس من الطبيعي ان تصدمي بهذا
تابع ماثيو " هل نخرج… لنتحدث في الخارج فالامر غير مريح هنا "
ريا بالطبع…..
توجها نحو مكان هادئ وجلسا فيه
ريا : مممم اذا هل تزوج والدك ثﻻث مرات ؟!
ماثيو :  بل مرتين …. ابي لم يتزوج امي فقط انجباني… قالها مبتسما بانكسار بينما ينظر للاسفل
عضت ريا على شفتيها فهي ﻻ تعلم ما الذي يجدر بها قوله
ماثيو  :  لقد احب ابي امي في مراهقته وعندما علما انها حامل بي ارادا الزواج اﻻ ان جدي لم يسمح ﻻبي بالزواج منه وﻻنه كان صغيرا اضطر للانصياع له ...قام بترحيله الى اميركا .. توفيت امي عند انجابي لذا اخذني ابي اليه رغما عن جدي… لذا فعﻻقتهما سيئه وبعد سنتين اجبر جدي ابي على الزواج من ام ايما …..
ريا : اكانت جيدة معك ؟
ماثيو :  كانت على خﻻف دائم مع ابي لم يتفقا ابدا لذا كان ابي يبعدني عنها خشية ان تعاملني بقسوة كان ياخذني لكل مكان حتى انه خصص لي غرفة في مكتبه بالشركة … لم احتك بها كثيرا لذا ﻻ يمكنني ان اقول انها جيدة او سيئه  ومع ذلك علمني ابي انه يجب علي احترامها
ريا  : ﻻ بد وانك قريب من والدك كثيرا
ماثيو :  كثيرا جدا نحن اصدقاء….  قد يبدو هذا طفوليا لكني ما زلت اراه افضل اب في العالم ...عندما اتذكر كل التعب الذي تعبه ﻻجلي اود ان افعل اي شيء قد يسعده … فبالنسبة لي هو الاب والام…. هو من علمني الكﻻم والاحرف والارقام. ..كان يحمل حقيبه الاطفال على كتفه قبل حقيبة عمله كان يحضر الحليب لي وهو بالشركة كان يحملني اثناء بكائي ويستمر بتقديم اجتماعاته لطالما حملني لساعات ، لقد كان يستشير باقي الامهات في الشركة وياخذ نصائحهن...  لم يكن يسمح ﻻحد ان يؤذيني ، كنت العب حوله او اجلس بحضنه وهو يعمل لم اسمعه يوما يشكو من ذلك كان ينتصف اليل احيانا قبل ان يذهب للبيت كان عمله مضاعفا بسبب وجودي معه..  وبالرغم من انشغاله بالشركة اﻻ ان الوقت المخصص لي كان مقدسا  شاركني اول يوم لي في الروضه والابتدائي ولم يفوت اي مناسبه لي كان الاذان الصاغيه لي دائما حتى اني اتذكر عندما حدثته عن حبي الاول ،  استمع لي حينها كمن يستمع لصديقه…. انه مثالي الاعلى مذ كنت صغيرا …. ﻻ بد واني اطلت الحديث اسف
ريا :  ﻻ عليك بالعكس  سماع ذلك يبهجني انها المرة الاولى التي اسمع فيها عن شاب عﻻقته وطيدة مع ابيه بهذا الشكل…  انا احسدك فعلا
ماثيو : ههههه وماذا عن والدك؟
تنهدت ريا لتقول :  لنقل انه اب فاسد ﻻ غير … هو فقط يجيد اخذ النقود ليقامر بها ويشرب الكحول ...احيانا تمضي ثﻻثة اشهر دون ان نراه…. هذا افضل بالحقيقه
ماثيو :  انا اسف
ريا :  ﻻ عليك…. سماع عﻻقتك مع والدك تسعدني…. اذا وماذا عن جودي؟
ماثيو :عندما اصبحت بالسادسه من عمري تطلق ابي من ام ايما وبقيت ايما معها وهكذا عدت ﻻصبح وحيدا مع ابي … هذا الامر سمح لنا لقضاء وقت اكثر معا لعبنا التنس والسله... اخذني ابي لنصطاد السمك كنا نخرج معا في ايام عطلته وعندما اصبحت بالتاسعه تزوج ابي مرة اخرى من ام جودي لكنها توفت بعد سنتين بسبب مرضها كانت امراة لطيفه بحق وكان ابي يحترمها كثيرا وانا احببتها ايضا…. بعد ان توفت شعرت بان هما اخر انصب على كتفي ابي فهو الان لديه طفلة صغيرة عليه الاعتناء بها … اذكر اني بكيت مرة بسبب اني شعرت بالعجز وﻻني لم استطع تقديم اي مساعدة له.. عاد ابي ليصطحب طفﻻ الى الشركة معه يطعمه ويعتني به كنت اذهب للشركة بعد المدرسه مباشرة وكان ابي يصر على ان يساعدني بدروسي لذا كنت احرص على ان ادرس بجد لاخفف عنه  … اذكر مرة ان ابي مرض بشده لدرجة انه اغمي عليه بالشركة اصطحبوه يومها الى المشفى وجاء سكرتير ابي لياخذني الى المشفى قال لي في الطريق ان ابي متعب قليلا وﻻ حاجة لي للقلق واني يجب ان اكون هادئا عندما ازوره  لكني ما ان رايته حتى شرعت بالبكاء ظننت انه سيرحل ويتركني ابى يومها  ان ابيت عنده ترجيته كثيرا لكنه لم يقبل قال اني ان حصلت على درجة كامله في اختباري سيشفى بسرعه ….بعد خروجة من المشفى عاد ليعتني بي وبجودي .. لمت جودي على مرض ابي لذا ما ان التهى بعمله حتى قمت باخذها وتخبئتها كاد ابي ان يفقد عقله عندما وجدها احد الموظفين مخبئه في خزانه المطبخ داخل الشركة انبني ابي كثيرا لكني قلت له يومها ان جودي تسبب له التعب لذا انا اكرهها واريد ان تختفي من حياتنا ﻻنها تبعده عني قال لي يومها اني حصلت على ضعف ما حصلت عليه هي لذا يجب علي ان اساعده لكي نعوضها معا ما فاتها….. وهكذا اصبحت قريبا من جودي فقد حرصت من يومها على  مساعدة ابي بالاعتناء بها ….
ريا :  السيد روبرت خارق حقا
ماثيو :  انه خارق  كسوبرمان اليس كذلك ههههههه... ثم يكفي انه انجب وسيما مثلي
ريا : ههههههه يا لك من مغرور تشه
ماثيو  بثقه:  انها الحقيقه
ريا : اتظن انك تشبه امك ام اباك
ماثيو : ممممم قال ابي اني اشبهه .. لم ارى امي في حياتي كلها لذا انا اتخيلها حسب وصف ابيي.. فتاة بابتسامة ساحره وشعر اسود طويل وعينان بنيه .. اظن اني اخذت عيناي من امي لذا هي ساحره
ريا : اﻻ يوجد لها اي صور
ماثيو : قام جدي باحراقها عندما كنت صغيرا
ريا : يا الهي هذا مريع وقاس
ماثيو : ﻻ باس.. اعتدت عاى ذلك .. انا بخير ما دام ابي بجانبي
ريا : بالطبع ستكون بخير انه اب رائع....مممم ولكن متى انتقلت ايما للعيش معكم
ماثيو : مذ كنت بالثانيه عشر اي منذ ثﻻث سنين ، التقت امها برجل وتزوجت منه لكنه رفض وجودها معه لذا انتقلت للعيش معنا
ريا : ﻻ بد وان ذلك كان صعبا عليها
ماثيو: اجل كثيرا… لقد عانى ابي كثيرا معها خاصة وانها طائشه كثيرا .. لقد كان صبورا كثيرا معها اردت في مرات كثيرة ضربها بسبب تصرفاتها اﻻ ان ابي نهاني
ريا بغضب طفولي: لكنها ما زالت  طائشه وكﻻمها اكبر من عمرها لقد ورطتني صباحا
ماثيو : ههههه انا شاكر لها على هذا ، هذه المرة …. قال غامزا ريا .. فقد سمعت شيئا لطيفا
اشتعلت وجنتاها احمرارا …
ريا  : ﻻ تذكرني فالامر محرج
ماثيو بامتنان : شكرا لك
ريا :على ماذا؟
ماثيو : ﻻستماعك لي … انها المرة الاولى التي اخبر احدهم بهذا
ريا : شكرا لك اذا
ماثيو : على ماذا
ريا : على اخباري
ابتس ماثيو لها ابتسامة واسعه لتبتسم له بالمثل … امضيا مزيدا من الوقت يدردشان ليتعرف كل واحد منهم اكثر على الاخر بينما كان هناك شخص يشتعل غضبا وانزعاجا ﻻندماجهما بهذا الشكل

مدار النجومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن