"الشَّارِبَاتُ مِنْ فَيْضِ الظَّلَام"

101 6 3
                                    

فِي آبِهَةِ اللَّيْلِ فِي القُصُور
دَبَّ مِنْ خُطَى سَيْرِ الظَّلَام
وَ هُنَّ وَ القهقهات فِي تَعَال
وَ فِيهُنَّ مَجْدُ الإِنَاث
وَ دَبَّ مِنْ سُكَّرِ الرِّجَال
وَ عَرْبَدَةُ النِّسَاء
هُنَّ الشَّارِبَاتُ مِنْ مَجْدِ الظَّلَام
مِنْ مَجْدِ الهَوَى وَ اللحظ الرُّحَّالُ المُلَام
هُنَّ فِي عُمْقِ اللَّيْلِ اجسدةٌ
وَ هُنَّ عَلَى سَرَائِرِ الذِّكْرَى مِتَاع
وَ دَبَّ مِنْ خُطَى سَيْرِ الخلاخيل
فِي أَرْوِقَةِ القُبُور
بَيْنَ أَشْبَاحِ الهَامِدِين
وَ ذِكْرَيَاتٌ مِنْ رَقْصٍ وَ ثُبُور
وَ دَبَّت أَشْبَاحُ الفَسَاتِين
وَ مِنْ عُرْيِ النُّهُود
كَيْفَ مَرَّتْ الأَيَّامُ فِي تَسَارُع
وَ كَيْفَ مَرَّ الزَّمَنُ الطَّوِيل
فِي ثَوَانٍ ، كَيْفَ جَاءَ الرَّحِيل
وَ دَبَّتْ الأَجْسَادُ فِي تَنَاغُم
وَ فِي ذَاكِرَةِ رَجُلٍ بَلِيد
وَ نَثَرَ اللَّيْلُ مِنْ ذِكْرَيَاتٍ فِرَقَهَا عُمْرٍ مَدِيد
كَيْفَ مَا مَرَّ لَيْلٌ إِلَّا وَهُوَ فِي حَيَاة
فِي نَشْوَةٍ بَيْنَ أَجْزَاءِ الاِنْتِمَاء
وَ أَوْتَارُ أَجْسَادِ الشَّبَاب
وَ أَوْجَاعُ النُّجُوم،
دَبَّ مِنْ كُلِّ فَيْضٍ هَذَا المَسَاء
مِنْ كُلِّ نَهْدِ مَنْ كُلِّ مَوت
وَ ذَكَرَاهُنَّ الشَّارِبَاتُ مِنْ الظَّلَام
إِلَى الظَّلَامِ ، وَ إِلَى عَتْمَةِ قَبْرِ صَغِير
ذَلِكَ الجَسَدُ الجَلِيل
بَعْدَ أَنَّ مَرَّ عُمْرٌ طَوِيل
أَه تَذْكِرَتُ قَصَّتْكَ مِنْ مَسَاء،
كَيْفَ دَبَّ مِنْ العُرْيِ فِي قَدْرِكَ اللَّذِيذ
كَمْ مِنْ النَّشْوَةِ فِي عَقْلٍ بَلِيد،
وَ مَرَرْتُ أُسَرِّحُ الاِنْتِظَارَ
هَا أَنَّي كُتْلَةٌ مِنْ الذِّكْرَى وَ جَنَاحٍ مِنْ الأَفْكَار
مَا مَرَّ عَامٍ إِلَّا وَ زَارَتْنِي الأَشْبَاح
وَ زَارَتْنِي نَشْوَةُ الفَشَلِ المؤطر بِالفَلَّاح
كَمَا كَانَتْ سَرَائِرُ الشَّارِبَات
وَ دَبَّ مِنْ اليئس فِي عَقْلِ الفَتَاة
هِيَ الجَسَدُ المُشْتَرَى بِبَخْسِ الرِّجَال
وَ دَبَّ فِيهَا مِنْ فَشَل
وَ بَعْدَ أَنْ يَمُرَّ كُلَّ لَيْل،
تَجْلِسُ فِي عليائها
فِي جُنَحِ أَوْرَاقِهَا
وَ تُقَلِّبُ الأَيَّام
وَ تُمَارِسُ الحُبَّ مَعَ الأَقْلَام
وَ نَشْوَةُ المُتْعَةِ فِي جُنَحِ أَوْرَاقٍ فِي ظَلَام
هِيَ إِحْدَى الشَّارِبَات،
سَبْعٌ رَأَيْتُ حِينَ جُلْتُ فِي بَصْرَى
وَ حِينَ قَلَّبَتْ ذِكْرَاي وَ نَاضِرِي
ثَانِيَةٌ وَجَدْتُهَا تِعَدّ لَوْحَاتٌ مِنْ الظَّلَام،
وَ وَجَدَتْ فِي أَحَدُهَا وُجُوهٍ بِلَا أَجْسَاد،
وَ تَظَلُّ تَرْسُمُ فِي شَتَات ،
فِي عُرْيٍ فِي اِمْتِعَاضٍ فِي ضِيَاع
فِي يَدَيْهَا تُقَلِّبُ الفُرْشَاة
وَ تُمَارِسُ الحُبَّ مَعَ الأَلْوَانِ فِي شَغَفٍ جَمِيل
وَ آمَالٌ ضَائِعَة،
تَعَرُّضُ المُتْعَةَ فِي صُفُوفِ لَوْحَاتِهَا
وَ فِي خِلْسةٍ إِذ دَفْعَ المُشْتَرِينَ
مِسْكِينَةٌ قَدَرَهَا فِي نَهْدَيْنِ وَ جَسَدٍ وَضِيَع
وَ غِذَّاهَا عَلَى لَوْحَاتٍ مِنْ شَتَاتٍ بِلَا مَعَانِي سِوَى ظَلَام،
وَ دَبَّ اللَّيْلُ
وَ هُنَّ السَّبْعُ إِلَى سَرَائِرِ تَحَرُّكِهَا الأَشْبَاح،
وَ المُتَرَنِّحِينَ فِي انتضار أَنْ تُرْسِيَ الرِّيَاح
وَ تَسْمَعُ الأَنِينَ مِنْهُنَّ وَ النياح
فِي كَلِّ يَدَبُّ مِنْ فَشَل
فِي كَلِّ أَمَلٌ وَلَا أَمَل
وَ تَسْرُدُ القِصَّةُ فَتَاة،
مِنْ عُمْرٍ ضَائِعِ بَيْنَ القُبُور
وَ سَرَائِرُ مِنْ جِلْدِ لحدٍ قَدِيم
وَ جِلْدٌ لِـمُحتَرِقٍ أثيمٌ،
وَ ثَالِثَة ،
أَه مِنْ ذِكْرِي الثَّالِثَة
وَ مِنْ ذِكْرى عُيُونٌ بَاهِتَة
جَمِيلَةٌ حَدّ ثمَالَةٌ بَائِسَة
يَتَمَتَّعُ القَدْرُ بِسَحْقِ أَحْلَامِهَا
وَ تَعْرِيَة المُغَطَّى مِنْ جَسَدِهَا
صَعُبٌ أَنْ تُمَارِسَ الوضاعة لِلجَمِيع
وَ أَنْ تَبْخَسَ جَسَدَكَ الجَلِيل
فِي اِنْتِشَاء،
فِي ضِيَاعٍ فِي شَتَات
وَ مَا يُقَدِّرُ المُشْتَرِينَ بُؤْس أَجْسَادِهِنّ
وَ تَرَى القَدْرَ يُسْعِدُ بِقَتْلِهِنّ
كَمَا يُسْعِدُ الأَشْرَافَ مِنْ مُجْتَمَعٍ عَلِيل،
بَائِعَات الهَوَى
شَارِبَاتٍ مِنْ الظَّلَام
وَ البَاقِي مِنْ سَبْعَةٍ أَمْوَات
شَأْنُ البَقِيَّةِ مِنْ شُتَاتٍ إِلَى شُتَات
وَ مِنْ عُرْيٍ إِلَى مَمَات
وَ مِنْ سَرِيرٍ إِلَى لِحَدٍّ وَ تُرَاب
مَا نَضُّرْنَ جَمَالَ الحَيَاة
وَ مَا شَرِبْنَ سِوَى مَنِّ ظَلَام
وَ مَنْ ضَرُعَ السَّقَمُ وَ العِلَّةُ وَ القَذَارَةُ مِنْ الرِّجَال
سَبْعٌ كُنَّ مِنْ النِّسَاء،
كَجُلَّ مَا خَلِقَ اللهِ مِنْ نِسَاء،
الفَرْقُ أَنَّهُنَّ أُمَوِّاتاً فِي إيديَّ الأَحْيَاء
وَ كُنَّ أَعْشَاشٌ لِعَصَافِيرٍ أَحْرَارٍ طُلَقَاء

وَهجٌ ضالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن