قصيدة ، كتبتها لسيدة ، ضحية اخرى من ضحايا مجتمع و عادات و تخاريف ، اعتذر عن عدم تحريك القصيدة فالطولها .
و خلف المدى
راح يستفيق من نوبته الحزين
مسكين يقتفي خطاه الردى
ليعتليه ..
موصدة الابواب دروبه
و النحيب
و السليل ينبع من جرح الحبيب
من جرح القريب
من التواء كل الدروب
وهز جثة الحزين ريح
و زار قبره ناراً كيلا يستريح
و استعرت في صدره نيران الهزيمة
هو الذي صارع في دنياه الجحيم
بقاياه من زجاج الجريمة
تركوه مهشماً
خاوٍ كالصخور
بالٍ كشمعة في عتم المساء
لا نجاة
قيدوه بالحياة !
و اعلنوا الحرب على خطاهُ
و شربوا كل دماهُ
مسكينٌ مزقوا من روحهِ رجاهُ !
و استعانوا بالسلام !
بالقيودِ ، بالمجتمع البغيض
بعادات الزمن السحيق
و رست رفاتهُ كالزبد في عقولهم
كاقوال البريء في سجن التقاليد !
لا نجاة له ،
لا براءة تحميه من نهش ثيابهُ !
و لا امل ،
رحل الجالب للامل !
و اعتل خلف الجبال ،
مسكين يثابر من اجل الحياة
يقارع المرآة ان ابدت له ضياع
يقارع الدروب ان ارته بعض السراب
هو الجالب للحياة
لجثث القبور
الماص من موتهم ضحكة !
و الراجي من قلبهم رأفة !
هو بصورته قدراً اخراً
هو بنفسه الدهر الجسور
هو الغيث لفلاحي البلاد
و لشعراء يقتبسون الموت في الخفاء
عيناه رجاءي الجديد
و خطاه ، كل الخطى نجاحه لابد الوعيد !
مهما بلي جسدك الجليل
تبقى مجداً للقادمين
يبقى يعتريك الصبى
و يعتنقك الشباب
تبقى جليلاً مهما نهشتك الذئاب
و غاصت في دروب جسدكَ العباب
و زارك العصف و قتلتك الرياح
تبقى جليلاً تقدح عيناك الملاح
ما احلى ان تبقى ضاحكاً
ان تبقى واقفاً ناسياً وقع الجراح
يا سيدي لأنت ولله في عقولهم اقوى من حمل السلاح !و تراجعي ،
ها انه الدرب وعر كالصحاري
و كلهم قطاع الطرق
لا صديق لا حبيب ،
كلها تجارة فلا تبالي
عرق الجبين ان ذرفتهُ
سرقوهُ قطاع الطرق
كسارى
كاوراق الخريف
في مجرى الريح تنتحب الشباب
و هي في اوج الخضار ذرفتها الحياة
و مدها الدهر بالضياع
تحت ارجل الاطفال تداس في هدوء
السائرين في تمايل
خلف قطاع الطرق
في بلادي تنتحب الاناث قطاع الحياة
سراق خبز السعادة من ايادي السارحات
السائرات في درب المجد نحو علياء الكتب
القلم و بعض افكار الطفولة و احلام النساء
كلها من نصيب قطاع الحياة
لحنٌ سرمديٌ يجلبه المساء
من بقايا عبقكِ من يوم امس
من نشوة الريح في جوف الصخور
من صوتكِ المنساب من علق الخطايا
من ندى الجحيم من كبد الرزايا
تحملين على عاتقكِ صمت الاناث
و وقع اصوات الليالي
و ما تبقى من نياح
فجر تراءى خلف الجبال
يحمل في دجاه! انثاكِ
فتلثمي بالابتسام
ها قد اقبلت اشباح الظلام
لتسرق لكِ من فاهَ الحبيب فجر جديد
فتلثمي بالابتسام
لوقع الضياع في الفجر الجديد
تراءت لعيناك الشمس اعين الحبيب
و في ظلمة الصبح خذلان الشباب
و فقد ابناء الرياح و المعلقين بالخيوط
ليت الليل يرتدي وجهً ضحوك
على الاقل كي تُنسى وجوه الخائنين
او وقع ضرب اقدام الاصيل على التراب !
و نقع الارض على هيأة البكاء !
لترسل الرذاذ الى السماء
الا هل ترون موت العذارى
و تعذيب السرائر و النياح
و اساليب مجتمع رخيص
و خذلان الخليل لبعض النهود
او ضحكات اواخر الليل التي يمحوها النهار
ترءاى خلف الافق جثتها ،
رأيتهم قبل الفجر يهربون بها
قبل صياح الليل لاقوامه الوداع
قبل ان تشتعل خيوط السماء من حرقة البكاء
رأيتهم يحملون الرفات خلف افق السماء
كيلا يباغتهم ملاك
كيلا يفظح خزيهم ضياء
رأيتهم هناك بلا شموع
بلا شفاه لا حروف
بلا عيون لا دموع
رأيت ايديهم سراب
و افكارهم خراب
يحملون على صدروهم اقوال الوشاة
و على خطاهم يقبع الظلام
هناك خلف الافق وسط الضياع
نبذهم تراب الضياع
فما ارتسمت لهم خطوات
وما تبقى لعبورهم من اثر
و الجثة التي رأيتها
الاف عبرن قبلها
و الاف سيقودهم الدهر
أنت تقرأ
وَهجٌ ضالّ
Poesíaو من ذا الذي يستطيع ان يدل السبيل لوهجه حين يفرقه القدر ؟ و من ذا الذي يستطيع ان يرى في عتمةٍ اختارتها له السماء ؟!