"مِنَ الرَماد"

75 6 2
                                    

نَشْوَتِي الأُولَى
وَ الحُرُوبُ
وَ العَيْنُ تُدْمِي الدَّمْعَ بِلَا نُضُوب
نَخْلَةُ سَعَفِهَا النُّجُوم
وَ كَذَلِكَ يَقْتُلُهَا القَدْرُ الحَقُود
اِنْحِدَار
كَوْنٌ ظِلٌّ يُرِيدُ الاِنْحِدَار
وَ قَبْرٌ لَا يَرَى سِوَى الاِنْتِحَار
أَخْبَرَنِي، القَمَر
كَمِثْلِنَا كَانَ يَنْتَظِر
فَمِلَّةٌ حَتَّى الاِنْتِظَار
وَ الأَيَّامُ بِلَا اِنْتِهَاء
تَكُرُّ عَلَى أَهْلِ اللحود أَخْبَارُ السَّمَاء
وَ يَنْتَظِرُون
مَيِّتَيْنِ كَالشُّمُوسِ وَ الأَقْمَار
"وَ اللَّيْل"
وَ كَلِمَاتُ السِّحْرِ الأَخْيَر
وَ يَنْسُجُ النَّسَّاجُ مَوْتٌ
وَ بِلَا أَيُّ جُهْدٍ
يَنْبَهِرُ بِالعَيْشِ الاِنْبِهَار
هَكَذَا تَعِيشُ أَحْلَامُنَا
وَ هَكَذَا نَعِيشُ اللَّيَالِيَ الطِّوَال
بِلَا أَمَلَ تَعِيشُ ثنايا أَرْوَاحَنَا
أَوْ لَا تَعِيشُ،
وَ لِرُبَّمَا لَا تَرَى سِوَى المَاضِي التَّعِيس
وَ الضَّجِيج
وَ صُرَاخٌ مَيِّتٌ يتسغيث
وَ الحَيَاةُ تَزُفُّ الأَحْزَانُ لِلطِّفْلِ الوَلِيد
وَ لَا يَنْفَكُّ الطِّفْلُ أَنْ يُرِيد
فَيُعَوِّدُ الصَّوْتَ مِنْ جَدِيد
وَ القَارِبُ الضَّائِعُ هُنَاك
فِي دُرُوبِ البِحَارِ. يُنَادِي،
مَا أَجْمَلُ الوَعِيد
وَ مَا أَجْمَلُ أَخْشَابِي متكسره
وَ مَا أَجْمَلُ العَيْشِ الوَحِيد
وَ ظَنَّ النَّهْرُ أَنَّهُ لَا يَزَالُ حَيَّ كَالجَمِيعِ
فَاِبْتَلَعَ بِكُلِّ جَمَالٌ أَخْشَابُهُ لِيَجْعَلَهُ سَعِيد،
وَ كَذَلِكَ الأَزْهَارُ رَأَيْتُهَا
كَتَبْتُ مِنْ كَبْتِ أَرْوَاحِهَا أَحْلَى نَشِيد
وَ ظَلَّتْ تُرِيدُ أَنْ تُعِيدَ المَجْد لِأَيَّامِهَا
وَ ظَنَّتْ إِنْ السَّعَادَةُ قَدْ كَانَتْ يَوْمًا لَهَا
وَ مَا السَّعَادَةُ أَلَا لِأُنَاسٍ مُحَدَّدِينَ
وَ مَا العَيْشُ إِلَّا لؤلئك الضَّاحِكِينَ
وَ لَهُمْ العُمْرُ المَدِيدُ
وَ أَلحَيا،
وَ تَلَبَّدَتْ السَّمَاءُ بِالغَيْمِ العَنِيد
وَ الرَّوْضُ ظِلٌّ يَلْفِظُ أَرْوَاحَنَا
وَ ظِلٌّ يَكُرُّ وَ يُعِيد
أَنَّهَا الحَيَاةُ هَكَذا
وَ الرَّدَى لَمْ يُزِل
مُنْذُ الأَزَلِ
يَقْتُلُ الأَحْيَاء
وَ يُعْطِي لِلحَيَاةِ الجلل
وَ نَظَّمَ كُلُّ مِيَّتَ مِنْ الحُبِّ غَزْل
وَ كُلٌّ سَاهِرَ ظِلَّ يهذي بِلَا أَمَل
وَ الضباب
بَحْرٌ يُغَطِّينِي
وَ كُلٌّ أَلَامَانِي وَ العِلَل ،

5/5/2017

وَهجٌ ضالّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن