أَنَا أَمْضِي
وَ الوَقْتُ لَا يَعُود
أَضْرَمَتْ نَار المُلَامَةُ خَافِقِي
أَكَادُ لَا أُسَلِّمُ مَنْ ضَرَبَ الرُّعُود
أَوْ مِنْ اِخْتِيَارِي المُخْفِقِ
سَلُونِي عَنْ حُزْنِي الطَّوِيل
وَ أَوْقَدُوا فِي الحُطَام
كَيْفَ لَا يَضْحَكُ محياي مَنْ كَثَّرَ الظُّلَّام
مِنْ شِدَّةِ الأَمْوَاجِ الَّتِي تُطَمِّرُنِي كَالتُّرَاب
سَلُونِي عَنْ مَا أَرَاه
عَنْ الجَحِيم الَّذِي يَكْوِينِي نَارُهُ
وَ كَيْفَ لِي أَنْ أُجِيب
أَنَا الحُطَام
الحَطَبُ الَّذِي لَا يُقَاد
الرَّمَادُ الَّذِي لَا يُزَار
أَنَا الشواهد الَّتِي تَحْكِي لِلسَّرَابِ عَنْ الرُّفَات
لَمْ أَخْتَرْ لِي هَذَا العَذَابَ
وَلَمْ أَخْتَرْ لِي يَوْمَا قَرَار
وَجَدْتُ نَفْسِي فَجْأَةً أَمُوت
أَقْتَفِي وَحَدِّيٌّ الدُّرُوب
مَلأةٌ بِالوُجُوه
مَلأةٌ بِأَفْوَاهٍ مَا تَعْرِفُ الاِبْتِسَام
بِقُلُوبٍ مَا يُحَرِّكُهَا الحَنَان
أَنَا القَتِيل
دَمِي المُسَالُ هَدْرًا فِي الوُجُوه
المغتال قَسْرًا بِالعَذَاب
أَوْ لَسْتُ مَنْ مَضَغَتْ عَظِّمِي حُبًّا لِأَجْلِِهِم
أَوْ لَا يَرَوْنَ؟
أَوْ مَا قُلُوبُهِمْ لِلإِنْسَانِ نَافِذَةٌ تُطِلُّ؟
هُمْ كَالضِّيَاءِ الَّذِي لَا تَشُوبُهُ ظُلْمَةُ مُثُلِي
كَغُصْنِ أَشْجَارٍ لَمْ تَجَرَّبَ يَوْمًا المَسِير
وَأَبْتَسِم
حِينَ أَذْكُرُ أَنَّنِي المغتال وَمَا زِلْتُ أَعِيش
بِالرَغْمِ مِنِّ كُلِّ الرُّفَاتِ مَا زِلْتُ أَعِيش
بِالرَغْمِ مِنِّ كُلِّ الضَّيَاعِ أَعِيش
أَتَنَفَّسُ الرُّوحَ الَّتِي تَجْرِي فِي العُرُوق
مَا زِلْتُ أَخْضَعُ لِلصُّمُود
لِأَفْكَارِ الطُّفُولَةِ حِينَ صَدَّقْنَا الحَيَاة
حِينَ إعتَقَدنا إن الجَمِيعَ يَحُدُّهُمْ مَفْهُوم
وَإنَّ الجَمِيعَ وَ إِنْ كَانُوا كُثاراً يَفْرَحُون
لَمْ أُكَنُّ أَدْرَى يَوْمِهَا أَنَّ الصِّغَارُ بِلَا عُقُول
وَ إنَّ الكِبَار وَ إِنْ اِخْتَلَفُوا بِلَا قُلُوب
أَنَا اللاشيء الَّذِي كُنْتُ لاشيء عِنْدَهِم
أَنَا الضَّيَاعُ الَّذِي لَمْ يَحْتَوِيهُ دَرْبُهُم
وَ أَنَا العَذَاب
أَنَا الذُّنُوبُ الَّتِي اِقْتَرَفُوهَا بِحَقِّ الإِلَه
وَ الغُفْرَانُ بِأَيْدِيهِمْ إِلَهَةُ الجِنَان
أَنَا الجَحِيمُ الَّذِي كَوَيْتُ لِهُمْ طِيلَةَ الزَّمَانِ عَيْشَهُم
وَأَنَا - وَإِنْ مَا كُنْتُ - الحُدُودُ الَّتِي تَحُدُّهُم
أَنَا الأُفْقُ فِي حِينِ كَانُوا الحَيَاة
أَنَا الحَاشِيَةُ حِينَمَا كَانُوا المَسَّاحَات
أَنَا اللاشيء الَّذِي كُنْتُ لاشيء عِنْدَهِم
هَذَا ذَنْبِي إِنْ عِشْتُ حِينَ لَمْ يُقَدِّرْ لِي أَنْ أَعِيش
ذَنْبِي إِنْ اِقْتَرَفَتْ خَطِيئَةُ اِسْمِهَا الحَيَاة
وَمَا زُلْتُ لَمْ ابتدي
يَا مَا تُسَمِّينَ قَصِيدَتَي
لَمْ أُخْبِرْكَ لِلآنِ عَنْ مَذْبَحِي
عَنْ مَسْرَحٍ مَثَّلَتْ عَلَيْهِ جُثَّتُي
وَعَنْ السِّكِّينِ الَّذِي شَقَّ خَافِقِي
لَمْ أُزِلَّ يَا مَا تُسَمِّينَ قَصِيدَتَي
لَمْ إرِيْك لِلآنِ مَرْسَمِي
ذَاكَ الَّذِي مَلَأَتْ أَلْوَانَهُ مِنْ دَمِي
خَطَّطَتْ الوَاحَةُ السَّوْدَاءُ مِنْ أَعِينِي
وَ جَمَعْتُ حَبْرِي لِأَقُصَّ مَآثِرِي
لَكِنَّكِ حَبِيبَتُي
وَحِيدَتَيْ الَّتِي تُعْلِمُ وَحْدَتَي
لَنْ أَرْثِي لَكَ قِصَّتَي الكُبْرَى الحَزِينَة
كِي مَا أَبْعَثُ فِيكَ مِنْ طَيَّاتُ رُوحِي
كِي مَا اَعْطِيكِ مِنْ جَحِيمِي
أَلْسَعُكَ بِنَارِ الرَّدَى الَّذِي يَكْوِينِي
قَصِيدَتُي المَوْتُ أَهْوَنُ مِنْ كُلِّ حُزْن
ومِنْ المَلَامَةِ الَّتِي تَغْزُونِي صَغِيراً
![](https://img.wattpad.com/cover/116319553-288-k222607.jpg)
أنت تقرأ
وَهجٌ ضالّ
Poesíaو من ذا الذي يستطيع ان يدل السبيل لوهجه حين يفرقه القدر ؟ و من ذا الذي يستطيع ان يرى في عتمةٍ اختارتها له السماء ؟!