كَآنِهِمَا وَ شَعْرِي المُطَعَّمُ بِالبَيَاض
يَخُوضُونَ حَرْبًا مَا بِهَا صُمُود
أَوْ وُقُوف
عَيْنَاي,تَمُوتَانِ كَآنِهِمَا شَمْسَانِ تَغَرُّبَان
. يَتَخَلَّوْنَ عَنْ النَّهَارِ الطَّوِيل
يَتْرُكُونَ الأُفْقَ لِلظَّلَام
عَيْنَاي يَغْرُبَان
وَشَعْرِي الَّذِي أَصَدَّاهُ الزَّمَان
يُشِعَّانِ عَلَى طُولٍ الطَّرِيق
يَعْرُكَانِ الرَّصِيفَ المخضب بِالسَّوَاد
ازفلت الشَّوَارِعُ الَّذِي يَذْرِفُ الدِّمَاء
وَ أَنْتَظِرُ هُنَاك
أَنَا المَمْلُوءُ بِالخَوَاء
الضَّيَاعُ وَ الصَّمْتُ الفَظِيع
كَأَنَّنِي الرِّيَاح
أَعْصِفُ بِلَا اِنْتِهَاء
إِلَى اللاوجود
اللَّازِمَان
أَتَكَوَّرُ كَأَنَّنِي السَّمَاء
أُلِمُّ فِي مِنْ خَرَاب
مِنْ اِبْتِسَامٍ وَ شُرُوق
بِالرَّغْمِ مَا فِي مِنْ خَرَاب
أَعَمُّ عَلَى الجَمِيعِ بِالسُّرُور
بِالرَّغْمِ مَا فِي مِنْ ضَيَاع
أَحْضُنُ الضَّائِعِينَ بِالسَّرَاب
أَبُثُّ إِلَيْهِمْ مَنْ "وَلَا رُوح"
وَ أَعُودُ مَرَّةً اُخْرَى إِلَى حَيْثُ تُخَفِّقُ القُلُوب
إِلَى حَيْثُ يَتَخَلَّى الزَّمَانُ عَنْ الصِّغَار
لِتُدْفِئْهُمْ صَوَارِي المُوَدِّعَاتِ مِنْ السُّفُن
الرَّاحِلَاتُ خَلْفَ النِّهَايَاتُ البَالِيَة
أَلْفُ شَيْءٍ يَدْفَعُنِي لِلرَّحِيل
لَكِنَّ هَا أَنَا, مُقَيَّدٌ فِي وَسَطَ البِحَار
حَتَّى الصَّوَارِي رَحَّلْنَ وَ هَا أَنَا مَرَّةً اُخْرَى وَحِيد تُمْجِدُنِي الطافيات مِنْ المَحَار
الغَارِقَاتُ مِنْ قِصَصٌ السفار
وَ حَتَّى أَمُوت،
تَزُورُنِي النُّجُومُ المُتَدَلِّيَاتُ إِلَى المَدَى
يَزُورُونَ قُبُورٌ عَيْنَاي المُعْدِمَات
وَ حَتَّى يُودِعَهُنَّ نَهَار
لِيُرْدِيَ الزَّمَانَ لَوْ يَوْمًا سَاقَ لِي مَاءً
أَوْ سِلٌّ عَلَى قَبْرَيْ بِخَوْر
أَنَا المُجْرِمُ المُسْتَهْدِفُ بِالجَرِيمَة
وَ أَقُولُ مَرَّةً اُخْرَى فَالأَقْوَم
أَعُودُ مَرَّةً اُخْرَى لِلحَيَاة
وَ أَنْسَى البِحَارَ الَّتِي قَيَّدَتْنِي مِنْ سِنِين
وَ سَأَقْتَنِي يَوْمًا لِلهَلَاك
أَقُولُ هَيَا, فَلاَبُدَّ يَوْمًا إِنْ تَزُول
مَا سَرَابٌ يَدُومُ إِلَى الآبِدِ سَرَاب
وَلَكِنَّ هَا أَنَا
مَرَّةً اُخْرَى بِالبِحَار
تَحُومُ حَوْلَي مِنْ سُفُنُ الضِّيَاعِ
تَزُورُنِي مَرَّةً اُخْرَى نُجُوم
وَتُودِعُنِي مِنْ بَعِيدٍ صَوَارٍ سَابِحَات
وَ الأُفْقُ المكور مِنْ بَعِيد
يَحْمِلُ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ كَأَنَّهُ حَجَّرَ الضِّيَاع
كَأَنَّهُ مَلْجَأُ الشَّيَاطِينَ الأَبْرِيَاء
- مِنْ أَخْطَاءُ صِحَابِي فِي البِلَادِ -
وَ تَصُبُّ حَوَلِّي مِنْ طُيُور
تُنَزِّلُ تَحْضُنُ مَزَارٌ عَيْنَاي الرَّاحِلَات
تُقَدِّسُ سِرَّهُنَّ المَخْفِيَّ مِنْ قُرُون
وَ تَسِحْ خَلْفَهَا مِنْ اللَّيَالِي الطِّوَال
وَمَا فَجَّرَ يَنْتَظِر
سَوِيٌّ مِنْ عَيْنَاي الضَّائِعَاتحِينَ تُخْفِقُ القُلُوبُ فِي طَلَبَ الرَّحِيلِ, تَسْتَجِيبُ عَيْنَاكَ الضَّائِعَاتِ إِلَى النِّدَاءِ.
![](https://img.wattpad.com/cover/116319553-288-k222607.jpg)
أنت تقرأ
وَهجٌ ضالّ
Poezieو من ذا الذي يستطيع ان يدل السبيل لوهجه حين يفرقه القدر ؟ و من ذا الذي يستطيع ان يرى في عتمةٍ اختارتها له السماء ؟!