وَ الفَجْرُ المُضَاءُ بِقِنْدِيلِ نِيرَانِ القَبِيلَة
وَ لَمَعَانٌ مُقْلَتَاهَا،
وَ كَيْفَ عَكَسْتْ ضَوْءَ الشُّرُوق
عَيْنَاهُ نَيِّرَانِ الجَرِيمَة
تُحَرِّقَانِ مَا تَرَاهُ مِنْ عُرْيِ جَسَدِ الحُبَيْبَة
وَ تَدَاعَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ تَبْتَلِعُ الأُفْقَ
وَ الشَّمْسُ تُغْرِقُ العُشَّاقَ بِالضِّيَاء
وَ تُحَرِّقُ الأَلْوَانُ مَا تَبْقَى مِنْ ظَلَام
وَ تَسْرِقَانِ مَا تَبْقَى مِنْ صُوَرِ الجَرِيمَة
وَ بَغَايَا عُشَّاقِ المَسَاء
وَ بِضْعُ أَقْلَامٍ وَ أَحْرُفٍ حَزِينَة
تَوَادَعُوا عَلَى أَثَرِ البَقَاء
وَ هُمْ كُلُّ التُّرَابِ يَرْسُمُ مَا حَدَثَ عَلَى التُّرَاب
وَ تَغْرَقُ الأَحْلَامُ فِي عَقْلِ الشَّبَاب
عَلَى وَقْعِ أَصْدَاءِ النُّهُود
وَ أَصْوَاتُ تَحْذِيرِ القَبِيلَة
اُقْتُلُوا مَن هَمَّ إِلَى الجَرِيمَة
اُقْتُلُوا كُلَّ عُشَّاقِ البَغَايَا
كُلُّ عُشَّاقِ الرَّجَاء
وَ جَاءَ مِنْ بَعْدِ أَنَّ مَرَّ المَسَاء
يَمُرُّ عَلَى بَيْتِ الحُبَيْبَةِ فِي خَفَاء
وَ لظىً حراق يَسْرِي فِي عُرُوقِهَا وَ كُلُّ الدِّمَاء
وَ أُسَمِّهُ المنساب مَنْ عَلَّقَ الخَطَايَا وَ الذُّنُوب
فِي رَحَى القَبِيلَةِ تَطْحَنُ كُلَّ قِبْلَةٍ كُلُّ ثَوْب
جَاءَ كَالنِّيرَانِ تَحْرُقُ غَابَاتُ السَّرَاب
وَ غَابَاتُ اللُّجَّيْنِ إِذَا مَا اِحْتَضَنَّهُ العِبَاب
وَ صَبَّاهَا الَّذِي بَيْنَ أَزْهَارِ القَرَنْفُلِ تَوَهُّجٌ بِالحُرُوب
وَ عَكْسَ نِيرَان أَبَوْهَا حِينٌ لَامَسَ لِلمَرَّةِ الأُولَى شَفَاه
وَ حِينَ لَاذَتْ قُبْلَاتُهُ لِمَرْسَى الجِبَاه
وَ رَاح يُدَاعِبُ مَوْطِنَ الحَرِير
شِعْرُهَا الطَّوِيل
بِلَا اِنْتِظَار، بِلَا حَيَاء
هَمَّ يُسْلِمُ النَّفْسَ إِلَى السَّرَابِ
إِلَى شَفَاهِ مَنْ لَاطَفْتُهُ بِالشِّفَاه
حَتَّى دَجى اللَّيْلِ عَلَى عَيْنَاهُمَا
وَ اِسْتَسْلَمَتْ رُوحُهَا لِأَصَابِعِ الرِّيَاح
هِيَ كَمَا كَانَ أَبَاهَا،
يُقَبِّلُ شَفَتَا الحَبِيبَةِ فِي خَفَاء
بَيْنَ السنابل وَ خَلْفَ كُلِّ نَخْلَةٍ وَ كُلُّ شَمْس
هِيَ كَمِثْلِهِ يَعْتَرِيهَا العِشْقُ إِلَى الجِبَاه
وَ حِينَ تَرَاءَى لَهُ فِي المَنَامِ وَجَّهَ الفَتَاة
فَزَّ مِنْ نَوْمِهِ يَلْعَنُ اللَّيْلُ الطَّوِيل
كَأَنَّهُ صَيَّادًا يَلْعَنُ الحَمَّام!
لأنَّهُ حَمَّام!
وَ يَلْعَنَّ الأَيَّامَ إِذْ تَجْلِبُ الحَبَّ فِي المَنَام
وَ أَحْلَامُ المشيب المُتْعِبَة
وَ ذِكْرُي شَبَابٌ يَتبادلُ الشِّفَاه فِي عِتم الظُّلَّام
وَ اِبْنَتُهُ العَاشِقَةُ ضِدَّ أُصُولِ القَبِيلَة
بَالَغْتُ فِي حُبِّ الشِّفَاه
كَأَبِيهَا تَجَولُ فِيهَا مِنْ ذِكْرَاهُ للصبا
وَ تَنَاقَلَتْ أَفْوَاهُ الوشاة ذِكْرُي الشِّفَاه
وَ مَشْهَدُ العُشَّاقُ مَا دَار مَعَ الفَتَاة
إِلَى مَسَامِعِ المشيب
وَ مَا دَارَ هُنَاكَ مِنْ حُرُوب
وَ تَعَانَقَتْ أَسْرَابُ الظُّنُون
كَيْفَ لِلعُشَّاقِ إِنْ يَنْسَوْا أَقْوَالَ القَبِيلَة
فَلَعَنَ فِي وَاضِحُ الأَسْرَابِ مَعَ الطُّيُور
عَاشِقٌ يَهِيمُ بِالفَتَاة
وَ قُتِلَتْ ذِكْرَى الفَتَاةِ أَنَّ كَرَرْتُ فَعَلُ الصبا
وَ إِنْ مَارَسْتُ كَوْنُ الحَيَاة!
وَ اُقْتِيدَ قَدْرُهَا نَحْوَ الضَّبَاب
وَ القَسْرُ كَانَ عُقَاب
وَ لِوَالِدِهَا نَجَاة مِنْ السِّنِّ أَبْنَاءُ القَبِيلَةِ
وَ أَنُضَارُّ الضَّائِعِينَ كَالبَهَائِمِ عَلَى التُّرَاب
الهَائِمِينَ بِالرَّذِيلَةِ عَلَى اِنْفِرَاد
فِي الخَفَاءِ يَتَسَتَّرُونَ عَنْ القَبِيلَة
بَزَغَ الفَجْرُ فِي عَتَّمَ الضَّبَاب
وَ اِشْتَعَلَتْ عَيْنَاهَا إِلَيْهِ بِالعِتَاب
لَمَّا عَاقَبْتَنِي
أَلَمْ تَحْتَضِنُ الإِنَاثُ يَوْمًا فِي الحَيَاة
فَلَمْ تُلْقِى جَوَاب
وَ لَمَعْتُ عَيْنَاهُ كميدوزا فِي الظَّلَام
حَجَّرْت مَا فِيهَا مِنْ كَلَام
أَوْ دُمُوع
أَغْلَقْتُ كُلَّ الشُّمُوع
وَ اِسْتَمَرَّتْ بِالنَّحِيب
عَلَى بَعْضٍ ذِكْرٍ مِنْ حَبِيب
آْوِ عَيْنَاهُ الَّتِي غَرِقَتْ فِي الرَّحِيل
يَوْمُ هَمْسِ الوشاة قَصَّتْهُمْ بَيْنَ النَّخِيل
تَسَتَّرَ عَلَيْهُمْ النَّخِيل
وَ تَفْضَحُهُمْ السِّنُّ الوشاة
فَأَخَذَتْ تَخَاطُبَ فِي عِتَاب
عَنْ أَيُّ عَدْلٍ عَنْ أَيُّ حَق
كَلِّمُونِي يَا عَقَارِبَ الزَّمَنِ البَغِيض
فَتَبَعهَا سَيَّلَ السِّبَاب
حَتَّى تَوَارَتْ خَلْفَ الأُفْق
تشرأب لِمَجْدٍ جَدِيد
مِنْ مَجْدِ فَاهُ الحَبِيب
إِلَى مَجْدِ أَحْضَانِ الحَيَاة
إِنْ تَطَلَّبَ مَنْ لَدَّنَ "عزرائيل" حَيَاة
تَهُبُّهَا للشابعين مِنْ سَيْلِ الشِّفَاه!فِي مَوْطِنِي تَتَحَجَّرُ الإِنَاثُ مَكَانُ الصُّخُور
وَ يَعْتَلِي كُلٌّ جَيِّدٍ حَبْلُ مِشْنَقَةٍ أَوْ حَبْلُ جَوْر
أنت تقرأ
وَهجٌ ضالّ
Poetryو من ذا الذي يستطيع ان يدل السبيل لوهجه حين يفرقه القدر ؟ و من ذا الذي يستطيع ان يرى في عتمةٍ اختارتها له السماء ؟!