عشرون دقيقة ، كفيلة ان تفعل كل شيء ، تحطم احلاماً او تقتل انساناً .
منذ ملايين السنين وجدنا على هذا الكوكب ، كنا نمارس كون نفسنا ، ناكل ، نشرب ، ننتهك حقوق و نقتل امنيات ، كاول شيء فعلناه على هذه الارض ، قتلنا اخانا ، جميعنا متهمون بتلك الجريمة ، و جميعنا مذنبون .
و بعد ملايين من السنين التي كنا فيها انفسنا ، تولد في بعضنا حب للشعور ، ان يشعر بدماء اخيه التي سفكت من سنين ، فصار احدنا رسام و اخر شاعر و اخر صار عالم .. عالم يحب تفسير كل شيء يراه يغوص في كل شيء ليهرب من حقيقة واحدة هي اننا خلقنا من نسل مجرم ، راح اكتشف الجاذبيه و اخر اكتشف الكهرباء ، و اولهم ذاك الذي احرق الغابة فرحاً بانه اكتشف النار .
لكل شيء نهاية ، جنسنا الذي انتهك هذه الارض على بكرة ابيها لابد ان ينتهي ، ' يحال الى التقاعد' هناك في الجنة او النار ياخذ 'راتبه' الذي ادخره في دنياه ، و كما لكل شيء نهاية هذه نهاية الكتاب .
هي لا تختلف عن البداية ، كنت مشدوهاً ضائعاً متيماً حزيناً ، كما الان بالضبط . على نفس السرير الذي حكت عليه قصيدتي الاولى و قطعت فيه شرياني الاول .
نهاية لم تكن متوقعه حتى مني انا نفسي ، لكن هذا الشعور الذي لطالما انتابني في الايام التي نهيت فيها سائر كتبي على هذا البرنامج . هو شعور يجرفك الى النهاية .
انا هنا للمرة الاخيرة ، مجهول الهوية كما دخلت ، من انا ؟ من قد يعرفني ؟ سؤال صعب حقاً ، لي انا ايضاً ..
كما لا احد يعرف عني شيء ، لاني لم اشكوا يوماً ، او بالاحرى لم أُسأَل حقاً!!!
قد يكون كتابي الاخير هنا .
او قد لا يكون ، على الاقل في هذه الاشهر القادمه لن تكون لي قصيدة هنا ولا كتاب ..
اعتدت ان اشكر اناسا في نهاية كل كتاب ، الا الان لا احد يستحق الشكر ، سواي .
أنت تقرأ
وَهجٌ ضالّ
Poésieو من ذا الذي يستطيع ان يدل السبيل لوهجه حين يفرقه القدر ؟ و من ذا الذي يستطيع ان يرى في عتمةٍ اختارتها له السماء ؟!