١١

137 18 6
                                    

تجلس على كرسيها الهزاز .. وتتحسر على ماضيها .. و تتذكر الايام الماضية .. نعم هي تلك العجوز في منتصف العقد السابع ..تتذكر عندما كانت صغيرة ولدت بلا أم فأمها توفيت بعد ان جاءت هي الي الحياة و عاشت هي تخدم والدها و اخوانها الاكبر سنا منها.. كانت تذهب الى المدرسة و تأتي لتطبخ لهم الطعام و تذاكر و تغسل و تنظف ..إلخ ..تتذكر عندما جاء رجل كبير يكبر والدها في السن جاء لخطبتها فوافق والدها على الفور لعله ينتشلهم من الفقر .. تتذكر عندما توسلت لوالدها ليرفض هذة الزيجة و لكنه رفض ولطمها على وجهها وقال لها: هل تريدي جلب العار لنا .. ما به الرجل يملك اموالا طائلة وبيت كبير جميل و عنده شركات و مصانع ..تتذكر تلك الليلة المشئومة .. ليلة زفافها عندما حاولت الهرب و لكن اخاها توقع ذلك وامسك بها في اللحظة المناسبة ويومها نهرها والدها بشدة يومها لعنت حظها و ندبته و استسلمت للقدر .. تتذكر حلمها الضائع .. تتذكر حبيبها فهي كانت تعشقه ولكن للأسف من طرفها هي فقط عرفت عنه اكثر مما يعرف هو عن نفسه كانت تراقبه وكانت تتمنى ان يعرف بوجودها كانت تتمنى ان يحبها او يلاحظها .. تتذكر عندما كانت نائمة وسمعت احتضار زوجها فزعت بشدة و جلست تولول وقتها لم تعلم ما العمل و لكنها خرجت من الغرفة بل من المنزل بأكمله واخذت معها أموالا تكفيها لتسافر وتستأجر مكان تعيش فيه إلى ان تجد وظيفة .. وهربت وهذة المرة لم يوقفها احد وذهبت إلى الاسكندرية فهي المدينة الاقرب لقريتها و بحثت عن مكان يأويها فوجدت شقة صغيرة بالكاد تكفيها و سعر تأجيرها زهيد فاستأجرتها وبحثت عن وظيفة بشهادتها الثانوية .. تتذكر كم كانت سعادتها عندما وجدت وظيفة بسيطة عند رجل مطلق يعيش مع ابنته الوحيدة في منزل كبير نسبيا كانت هي مربية ابنته .. تتذكر حب ابنته لها والمعاملة اللطيفة منه .. تتذكر عندما طلب الزواج منها و تتذكر موافقتها على الزواج فهي احبته واحبت ابنته وعاملتها كابنتها .. تتذكرشعورها عندما احتضنت ابنها لأول مرة و بينما هي جالسة تتذكر سمعت زوجها يناديها فقامت مبتسمة لتلبي النداء.

11:11حيث تعيش القصص. اكتشف الآن