11:11

٢٩

كانت ممتنة جدًا للحظات حزنها فهي جعلتها تكتشف نفسها من جديد .. جعلتها ترى الحياة من منظور آخر ..  جعلتها أقوى وربما أنضج .. علمتها أشياءًا كثيرة .. كل لحظات اليأس والحزن وفقدان الأمل والشغف و الإكتئاب وعدم الثقة  .. كل هذا جعلها تتعلم معاني جديدة .. فمثلًا طالما ظنت أنها تحب القراءة ولكنها أكتشفت أنها أيضًا تحب الكتابة والرسم .. ربما هي وسيلة للتعبير عن النفس أو لإيجاد ما يلهيها عن المشاكل والأفكار و الآلآم .. أو ربما هي محاولات للهروب من الحياة المزدحمة والبحث عن شغف جديد .. ربما لتقوية ثقتها بنفسها والإثبات لنفسها قبل أي شخص أنها قوية أو أنها مازالت بخير بالرغم من كل ما مضى ..  وربما أنها لم تجد من يفهمها بشكل صحيح و من يشعر بها ويسمعها دون إطلاق الأحكام أو لومها .. لا تعلم ما هو السبب الصحيح .. ولكنها حقًا ممتنة لكل هذا .. فالألم يصنع الإبداع ..ليس بالضرورة أن تنتطبق هذة المقولة على سائر البشر ولكن بحسب طريقة تعامل كل شخص مع آلآمه .. فيمكنك أن تحول حزنك إلى شيء جميل بطريقتك .. ويمكنك أن تظل مثلما أنت عليه .. السعادة اختيار وأيضًا الحزن اختيار .. الحياة لا تسير على وتيرة واحدة .. ولولا وجود الحزن لما عرفنا للسعادة معنى .. الحياة صعبة نعم ولكنك أنت من تستطيع الإختيار .. الظروف من الممكن أن تكون قاسية وغير عادلة أحيانًا نعم .. لكن عليك التحمل والرضى بالنعم العديدة التي لديك  .. أنظر لما عندك وأحمد الله عليها فغيرك يتمنى جزء بسيط من حياتك التي لا تعجبك .. قد تتعثر كثيرًا وتنهار وتعتقد أنها النهاية  وأنك لن تستطيع المواصلة ولكن الإيمان واليقين بالله هو ما سيجعلك تواصل برضى وطيب خاطر .. جرب أن تفكر كم مرة أنقذك الله ونجاك من مصائب كنت تظن أنها لن تمضي وأن حياتك ستقف عندها .. ولكن في النهاية الله لا ينسى أحد من عبادة .. وربما يبتليك أحيانًا ليختبر قوة إيمانك وصبرك .. الله يعلم دائمًا ما في قلبك .. يعلم شعورك وكلامك الذي ابتلعته و نواياك .. الله دائمًا موجود ويساعدك بالرغم من ذنوبك  ومعاصيك .. فقط ثق بالله وإطمئن فالله ربك ❤.

‏"في النهاية كل شيء يصبح على ما يرام، مهما غابت عنك تلك الفكرة، لا تنساها، كل شيء سوف يمضي وكل شيء سوف يصبح على ما يرام .. وستعلم جيدًا أنها ليست المرة الأولى لك في الحزن ولن تكون الأخيرة، ولكن في كل مرة ظننت أنك لن تستطيع الإستمرار، استمريت، وفي كل مرة شعرت بالغرق ونجوت."