٢٨

76 6 1
                                    


"لا يعمل في مجال الطب النفسي إلا مريضًا نفسيًا يبحث عن علاج لنفسه أو نبيًا يخدم هؤلاء المرضى متطوعًا لوجه الله تعالى، أو صاحب فضول للعلم والمعرفة اللا نهائيين عن البشر وطبائعهم المختلفة".  
يقولون أن المريض النفسي مجنون .. و لكنها تقول أن المريض النفسي هو الشخص الذي تألم إلى أن فهم كل شيء يدور حوله و كان يسعى جاهدًا إلي عدم الفهم لكنه لم يستطع .. عندما كانت صغيرة كانت تتمنى أن تكون طبيبة نفسية لمعالجة نفسها و معالجة الناس .. فهي شعرت بجزء من معاناتهم وفهمت خطورة الآلآم النفسية التي من الممكن أن تودي بحياة البعض للهلاك ويكون لها تأثير أخطر من الأمراض الجسدية .. فهمت معنى الجلوس لأيام والشعور بالذنب على كل شيء فعلته أو لم تفعله .. فهمت معنى البكاء حد الألم والشهقات المكتومة التي  تمزق روحها إربًا .. فهمت معنى الرهاب الإجتماعي و الخشية من الناس والخوف من الثقة بهم  .. فهمت معنى التفكير الذي يتفاقم و ينقلب إلى نقمة  .. فهمت معنى الخوف و التوهم .. فهمت معنى الخذلان التام إلى حد إنعدام الثقة .. فهمت معنى التيه والتشتت والضياع .. معنى الوحدة وسط الحشود .. معنى الإنكسار والضعف وعدم القدرة على المضي قدمًا  .. فهمت معنى التشبث بأي أمل لأجل المواصلة .. فهمت معنى نوبات الإكتئاب المستمرة التي تعصف بها ..  فهمت معاني كثيرة لا تحصى ..  أرادت فقط مساعدة الضعفاء أو حتى أشباه الأقوياء .. لأنها مرت بكل هذا لأنها تعلم جيدًا أن ما مرت به لا يساوي شيئًا أمام من لديهم أمراض نفسية عصيبة أو مزمنة .. لأنها تعلم أن من مر بالشيء وشعر به أو حتى بجزء بسيط منه يمكنه مد يد العون لمن هم مثله .. يمكنه أن يحاول إصلاح قلوبهم .. إصلاح ما أفسده الآخرون .. إزالة ما بقي من ذكريات الماضي المؤلمة ..أو حتى محاولة شفاء بعض الجروح .. شعرت بشكل ما أنها مسئولة عن هذة الأرواح التي تحتاج للمساعدة .. التي تعاني في صمت أو حتى تبحث عن مساعدة .. وتيقنت بأنها ستحظى بسعادة غامرة إن أصلحت كسور الآخرين .. ستشعر وكأنها أدت رسالتها و فعلت ما يتوجب عليها فعله في هذة الحياة.

11:11حيث تعيش القصص. اكتشف الآن