11:11

٥

شعرت دائما انها اخر من يرحل .. هي التي تتمسك بالعلاقات لآخر لحظة .. جميعهم يرحلون ولكنها تظل صامدة عسى أن يرجعوا مرة أخرى .. تلوم نفسها دائما على أفعالها و تسأل نفسها لماذا تعطي من لا يستحق أكثر من فرصة ولكنها تمتلك قلبا أحمق يسيطر عليها، هي لا تستطيع أن تتخلى بسهولة .. لا تستطيع أن تنسى كل شيء .. لأنها ليست مثلهم و لن تكون أبدًا.. و لكن سرعان ما يلومها عقلها و تظل في صراعٍ دائم مع نفسها.. صراع بين العقل و القلب .. كانت تعلم جيدًا انها لن تجد من يفهمها بصدق .. من يشعر بها و ينظر إلى عينيها جيدا .. من يبحث وراء كلماتها المبهمة .. من يقدر ما تفعله لأجله .. فهي تعطي كل مشاعرها لمن تحب و تثق به ثقة عمياء .. تعطي لأبعد حدود و تظل تسامح و تصفح .. (فهناك فرق أن تمتلك حديقة و تعطي وردة و ان تعطي وردة هي كل ما لديك) .. تتحمل كثيرا فقط لكي لا تزعج أحد .. وتسعى جاهدة لإسعاد من تحب .. ولكنهم يحطمونها و يكسرونها بكلماتهم و نظراتهم الموجعة لدرجة تؤلم كرامتها .. ولكنها تعاود الصفح من جديد وتلقي اللوم عليها وان كانت لم تخطئ فقط لأجلهم .. تحاول أن تكذب الصوت الذي يهمس لها قائلًا انهم جميعا راحلون وأنها ستبقى وحيدة .. ولكنها لا تكره الوحدة على العكس تماما فهي مكتفية بذاتها و تعشق وحدتها وتجد فيها راحة و سلام نفسيّ ..فهي عندما تكون وحيدة لا تستطيع إيذاء احد ولا يستطيع أحد ايذائها .. تتذكر كل ما تفعله لأجلهم وكم أبعدت عن حياتها أشخاص احبوها لأجلهم .. أشخاص كانت ترى في عيونهم قيمتها الحقيقية .. ولكنها كانت تعاملهم بجفاء وتقابلهم بالصد و تبعدهم عن حياتها .. كانت تتألم لذلك و لكنها تتحمل لأجلهم ..