(غير ملائمة لمن هم دون سن 18)
فتحت الملف الأسود السري وكان فيه تقرير بالخط الأحمر نصه "عندما اختار المستثمرون هذه الأرضية لبناء المستشفى حذر الأهالي المقاول الذي أشرف على عملية الإنشاء أن هنا قبراً سيئ السمعة يكتنفه الشر وكثيراً ما تسبب بحوادث للبدو الذي يقطنون في هذه الناحية. القبر لامرأة كانت تعيش لحالها وترعى أغنامها، وقد اشتهرت بالسحر والشعوذة، وفي إحدى الأيام أقدمت على الانتحار بعد أن ذبحت كل أغنامها هنا ثم قتلت نفسها، وقيل إنها ضحت بكل تلك الدماء إرضاء لقوى الشر الشيطانية لتبقى روحها هائمة في هذه المنطقة. لم يبال المستثمرون بهذه القصة وظنوا أنها من نسج خيال البدو أو أسطورة لا تمت للواقع بصلة ، ولكن ظهرت حقيقتها بعد اكتمال بناء المستشفى وبدء العمل فيه، فقد حدثت حوادث مفزعة ومحيرة داخل المنشأة، بداية من الممرضة التي اقتُلعت عيناها وبُتر لسانها فماتت نتيجة ذلك ، وحارس المستشفى الليلي الذي وُجد ميتاً في خزان المياه، مروراً بدكتور الأعصاب الذي حقن نفسه بمادة قاتلة، وأخيرًا الأطفال الذين انتحروا في الغرفة 13..
أصابني الخوف والرعب وقررت الخروج والنجاة بحياتي. كان الوقت منتصف الليل وصوت الرعد يدمدم في السماء والبرق يضيء كل الأنحاء. خرجت من تلك الغرفة وفي الرواق شاهدت دماء على الأرض كأنها لجثة سُحبت وتركت تلك الآثار ، تتبعتها وفجأة رأيت يداً مقطوعة من الكتف تتحرك أصابعها ما يدل على أنها بترت حديثاً. أكملت السير مع آثار الدماء وإذا بأمعاء وبعض الأحشاء مبعثرة في أرضية الرواق الى ان انتهت بي الدماء إلى إحدى الغرف، فتحتها وإذ بي أرى ما تبقى من صديقي عيسى جثة بلا يدين وبلا رجلين وبطنه مشقوق قد وضع على كرسي وفي فمه حديدة قد اخترقت عنقه من الخلف. خرجت هارباً يكاد يغمى عليّ من هول وبشاعة المنظر وأنا أفكر هل سيحل بي ما حل به، لحظات من الرعب الأسود تجرعتها..
وأنا أجري في دهاليز المستشفى أبصرت صديقي أشرف يسير في الرواق المظلم كان ظهره باتجاهي ناديت عليه فتوقف لكنه لم يلتفت حتى وصلت عنده..
أشرف.. أشرف أين كنت هل علمت ما الذي حدث لأحمد وعيسى؟ التفت نحوي فصعقت مما رأيت كان بدون عينين وقد غرزت في مكان عينيه زجاجتا دواء صغيرتان، ولسانه مبتور، وفمه يقطر دماً، تراجعت للخلف صامتاً مفجوعاً، وفجأة سمعت وقع خطى آتية من آخر الرواق، كان شيئاً أسود يقترب منا بتثاقل، تبين عندما اقترب إنها امرأة مشوهة قبيحة تحمل سكاكين وعليها رداء أسود قاتم. قلت لأشرف إنها جنية وحاولت أخذ يده لنهرب، لكنه أخذ يهرب في الطريق الخطأ، راح يتخبط نحوها، هربت للجانب الآخر وهناك اختبأت وراقبت الموقف
أشرف يقترب منها وهو يحسب نفسه يهرب منها، أنه أعمى لا يرى، وحين اصطدم بها سمعته يصرخ وهو يتحسس بيديه على جسدها لعله ظن إنها أنا أو أحداً من الأصدقاء؟ لكن تبين له إن من يقف أمامه ليس إبراهيم، فأخذ يتوسلها كي تتركه، فسحبت سكيناً من سكاكينها وظلت تقطع أوصاله وهو يصرخ، كانت تقطع يديه وترمي بها، ثم تسلخ في وجهه، وأخيرًا بقرت بطنه وأمسكت بأمعائه وسحبتها وهي قادمة نحوي، كانت تسحب الأمعاء كما تسحب حبلاً من عجلة مطوية.
أنت تقرأ
متع عقلك
Science Fictionهل تشعر بالملل؟؟ تعال و متع عقلك بأجمل القصص و الألغاز و المعلومات الغريبة والمفيدة وأكثر...