الأخوان استدعيا الطبيب و أرسلا أيضا في طلب الجيران من أصحاب الأراضي المجاورة , فاجتمع الرجال و النساء في منزل كروجلين غرانج تعلو وجوههم إمارات القلق والفزع , إذ كانوا قد أفنوا عمرهم كله بهذه الديار , ولم يسمعوا قط بحدوث أمر مماثل , أي مهاجمة امرأة في منزلها . وخرج فريق منهم يحمل المشاعل مفتشا حول المنزل لعله يعثر على أثر للمهاجم , لكنهم لم يجدوا شيء فعادوا خالين الوفاض
ـ
الطبيب عالج جرح اميليا وقال بأن حالتها مستقرة ولا تشكو خطبا في جسدها , لكن من الواضح أن الحادث أثر في نفسيتها , وأنها في حالة صدمة , فنصح أخواها أن يأخذاها في سفرة بعيدة ليروحا عنها
ـ
وبسؤالها عن هوية الشخص الذي هاجمها قالت أميليا بأنه بدا مخيفا وغريب الأطوار , وأنها تظن بأنه شخص مجنون فار من مصحة عقلية . إذ كانت هناك فعلا مصحة عقلية في منطقة غير بعيدة
ـ
الشقيقان أتبعا نصيحة الطبيب وأخذوا اميليا في سفرة طويلة إلى سويسرا حيث ظلوا هناك لعدة أشهر ارتاحت خلالها أعصاب اميليا كثيرا ونست ما كان من أمر الحادث المفزع , حتى أنها كانت هي المبادرة لطلب العودة إلى انجلترا , يحدوها الشوق للقاء صديقاتها في كروجلين غرانج . وهكذا عاد الأشقاء إلى الوطن لكنهم كانوا أكثر تأهبا هذه المرة , إذ أشترى ادوارد مسدسا ووضعه قرب سريره تحسبا لأي طارئ
ـ
ومر أسبوع على عودة الأشقاء والأمور على أحسن ما يرام , لكن في أول ليلة من الأسبوع الثاني وبعدما أوى الأشقاء لأسرتهم , سمعت اميليا طرقا خفيفا على نافذتها , ففتحت عيناها لترى نفس ذلك الشخص الغريب الأطوار واقفا عند النافذة يهم بالدخول لحجرتها
ـ
لكن حنجرتها لم تخنها هذه المرة , إذ صدحت بالصراخ طلبا للنجدة , فهرع أخواها إليها , وعندما دخلا حجرتها لم يجدا أحد سواها , لكن أميليا المرعوبة أشارت لهما نحو الشباك المفتوح , فركض ادوارد نحوه وشاهد شخصا يركض فوق الأرض المكشوفة هاربا نحو السور الخشبي , فأطلق ادوارد النار من مسدسه وأصابه في قدمه , لكنه استمر بالركض نحو السياج , وبقفزة واحدة عبره ثم توارى في الظلام بين الأشجار
ـ
هذه المرة أصبح الوضع لا يطاق , اميليا في حالة هستيرية , وأيقن الجميع بأن الأمر يتعدى مجرد شخص مجنون هارب من مصحة , فأجتمع الرجال في صباح اليوم التالي برفقة العمدة وخرجوا يفتشون كل شبر بحثا عن ذلك المهاجم القميء , و طبعا بدئوا بحثهم أولا جهة السور الخشبي لأنه ذلك الشخص فر إلى هناك في كلتا المرتين , وسرعان ما قادتهم أقدامهم إلى الكنيسة المهجورة ومقبرتها العتيقة
ـ
ولاحظ أحدهم وجود خيط دم رفيع يمر عبر القبور وصولا إلى أحد سراديب الموتى , وكان السرداب مظلما تسد مدخله ببوابة حديدية كبيرة عليها سلسلة وقفل صدئ , فكسروا القفل ثم أشعلوا مصابيحهم ونزلوا عبر دهليز مظلم وبارد إلى حجرة صغيرة تتوزع على جوانبها التوابيت , وقد هالهم ما شاهدوه , فالتوابيت مفتوحة , كأن شخصا ما عبث بمحتوياتها , وعظام الموتى وجماجمهم مبعثرة في أرجاء المكان , إضافة إلى عظام الكثير من الحيوانات
أنت تقرأ
متع عقلك
Fiksi Ilmiahهل تشعر بالملل؟؟ تعال و متع عقلك بأجمل القصص و الألغاز و المعلومات الغريبة والمفيدة وأكثر...