قارون هو من قوم موسى عليه السلام واسمه ” يصهر بن قاهث بن يعقوب ” وهو من بني إسرائيل وأكثرهم علماً بعد موسى وهارون وكان قد جمع معلومات عن التوراة فكان يكثر القراءة بها .. أما عمله فكان من رجال فرعون وكان أحد العلماء الذين يعملون عند فرعون .. ويوصف قارون بأنه كان يطيل ثيابه حتى أنه كان يزيد عن قامته بشبر .
وقد أعطاه الله أموالاً لا تحصى حيث أن ” كانت مفاتيح خزائنه تحمل على أربعين بغلا ” .. فتخيل حجم كنوزه إذا كانت المفاتيح فقط بهذا الحجم؟ وكان ماله يزيد يوميا ومع كل زيادة في أمواله كان يزداد تكبره وبمرور الوقت اتخذ اتباع له مثل أتباع موسى عليه السلام .. أما قصر قارون فكانت أبوابه مصنوعة من الذهب الخالص وكان يجمع في قصره أعوانه من بني إسرائيل وكانوا يتسامرون طوال الليل ويعيشون في لهو حتى أن الله تعالى قال ” إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ” ..
قارون أغنى الرجال على الارض كانت ثروته لا تحصى .. ولقد وصفها الله سبحانه وتعالى بأن مفاتيح خزائنه يعجز عن حملها العصبة أولو القوة من الرجال والعصبة هي 70 رجلا أما خزائنه فكان يقصد بها الكنوز ..
ويبدو أن العقلاء من بني إسرائيل نصحوه بالقصد والاعتدال، وأن يحسن ويتصدق من هذا المال ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم فكان رد قارون جملة واحدة تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي). لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء.
كثرت الأقوال حول ثروة قارون فقيل أنه اكتشف كنز من كنوز يوسف عليه السلام على الارض والبعض قال إن كنوزه التي كان يحمل مفاتيحها على 40 بغلا هي أموال جمعها وكان لا يخرج زكاتها التي امر بها الله .. وعرف عن قارون التعالي حيث أنه كان يمشي بين الناس ب 40 بغلا من أجل التفاخر والتباهي .. وقال الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة اولى القوة ” صدق الله العظيم.
وذات يوم جلب قارون امرأة عاهرة وطلب منها أن تقول أمام الناس أن موسى عليه السلام قد زنا معها وبالفعل خرج من بيته لكي ينفذ خطته فخرج كالعادة وحوله كنوزه والحشم والخدم وعندما رأى الناس أملاك وأموال قارون والياقوت والمرجان أصابتهم حالة من الذهول ..
وكالعادة خرج موسى عليه السلام لكي ينفذ ما أمره الله به فكان يدعوهم للبر والى الله سبحانه وتعالى .. وحينئذ جاء قارون ونفذ مكيدته وقال لموسى عليه السلام ” كيف تنصحنا وتفعل منكراً ” وعندئذ بعث للمرأة العاهرة لكي تشهد .. وطلب قارون من القوم أن يسألوا المرأة عما كان من موسى معها .. وعندما وقفت المرأة أمام موسى عليه السلام ارتجفت أمام الرسول الكريم وحينها وجهه موسى عليه السلام إليها سؤال ” بالذي أنزل التوراة على بني إسرائيل إلا صدقتِ ؟ ” .. فارتجفت المرأة وأجابت بالحق .. فسجد موسى عليه السلام لله سبحانه وتعالى .. وعندئذ أوحى إليه الله سبحانه وتعالى ” إني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت ” .. فأمرها موسى عليه السلام أن تخسف بقارون ومن معه ..فخسفت بقارون ومن معه إلى الارض السابعة كما قال بن كثير،
وهكذا عندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم الغرور والكبرياء، فيجيء العقاب حاسما (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) هكذا في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أو مال. ما زال قارون في باطن الأرض يعذب إلى قيام الساعة، وترقد كنوزه معه ولم يستطع أحد الكشف عنها أو الوصول إليها رغم العديد من المحاولات على مر التاريخ. شمال مدينة الفيوم المصرية تقع بحيرة قارون، ويعتقد البعض أنها المكان الذي خسف الله فيه بقارون وقصره. فهل قارون يقبع تحت تلك البحيرة؟ الله أعلم.
أنت تقرأ
متع عقلك
Science Fictionهل تشعر بالملل؟؟ تعال و متع عقلك بأجمل القصص و الألغاز و المعلومات الغريبة والمفيدة وأكثر...