الفصل الرابع عشر

41 0 0
                                    

-الو

-افتح الراديو حالا، 102.6 اف ام، انجز من غير اسئلة

قام حامد بما أمره تامر، و فور أن وضع سماعة التليفون و وضع سماعات المحمول في اذنيه حتى اصيب بنفس الصدمة، رفع سماعة التليفون مجددا:

-مش دي...

-(الم)، اغنيتنا..

-انا مش قادر اصدق

-انا هفرقع خلاص يا حامد هفرقع!

-استنى بس، انت اديت الأغنية لحد؟

-اكيد لا، الموضوع ده هيموتني من الغيظ، اتسرقت! اعنيتي اتسرقت!

-إهدا بس، ده حصل ازاي؟

انفجر تامر غاضبا:

-انت بتسألني انا؟ و انا اعرف منين!

-طيب، هدي نفسك كدة دقيقة، انا هكتب كلمات الاغنية على النت، و نشوف مين اللي سرقها، قشطة؟

-اما نشوف

اخذ حامد يعبث بهاتفه بسرعة -قدر استطاعته- كي لا ينفجر في وجهه تامر مرة آخرى، ثم صرخ :

-اهو ، مغني جديد اسمه سامر لطيف، اسم فرفور شوية

-و انا مالي بإسمه فرفور ولا لأ!

-بص انا هشوف اسم الشركة الموزعة ايه و نروحلهم بكرة الصبح

-و نطربق المكان على دماغ اللي خلفوهم، تمام قوي

-استنى يا عم احنا مش رايحين نتخانق، احنا نتكلم معاهم و نشوف حل...الو؟ الو؟

*****************

-سلمى، تعالي كدة ثانية

قالتها ريم بلطف، مع ان تعبيرات وجهها لم تكن بمثل ذاك اللطف. اخذت بيد سلمى لركن بعيد عن الناس خارج المركز التعليمي، ثم اخرجت هاتفها المحمول و جعلت سلمى ترى فيديو بعنوان (شاهد فضيحة شاب و فتاة سكرانين يتعاطون المخدرات شبه عرايا!)

-انتي عايزة توريني القرف ده ليه؟

-استني بس، اتفرجي

ظهر في الفيديو -ذو التصوير الردئ- شاب وسيم و فتاة جميلة، اقتربت منه و بعد ثوان خلع قميصه تماما، أخذت تمرر أصابعها على جسده صعودا و نزولا.

ثم قامت بدفعه على الكنبة، ثم فتحت كيسا صغيرا من البودرة على جسده، أخذت ورقة من جريدة ملقاة على الأرض و قطعتها، ثم لفتها و سحبت خلالها البودرة لشعيراتها الأنفية.

بدأت سلمى تدرك ما هذا الذي تشاهده، عادت اليها ذكريات ذلك اليوم فور ان رأت الفتاة في الفيديو و هي ترقص على أنغام الموسيقى، تطاير شعرها الناعم اللامع مع كل هزة من رأسها...يمينا و يسارا....يمينا و يسارا.

تسارعت الدموع لعينيها، كان منظرا مقززا لمجرد رؤيته فما بالك بإحساسها و هي تدرك ان اكثر من مليون شخص رآها هكذا، احمر وجهها بشدة و اخذت تبكي بحرقة، لم تعد قدماها تحتملان الوقوف فأسندت ظهرها على الحائط و بدأت في النزول حتى اصبحت جالسة على الأرض، ثم جلست ريم بجانبها و احتضنتها حتى اغرقتها الدموع.

                  ********************

سمع صوتا يصرخ:

-محاولة فاشلة! مفيش رمي

كهربت تلك الكلمات جسد محسن بأكمله، معنى ذلك ان رميته خاطئة لسبب ما و لن يتم احتسابها، لم يصدق محسن ما سمعه رغم ان رميته تجاوزت ال50 مترا. سأل محسن الحكم:

-مفيش رمي ليه؟

فأشار الحكم بإصبعه للأرض؛ كانت قدم محسن قد تجاوزت الدائرة المرسومة على الأرض -والتي من المفترض الا يتجاوزها- بسنتيمتر واحد، مما يعني ان رميته لن تحتسب.

خرج محسن من القفص، خائر القوى، حزينا.

                 *******************

غبي، غبي!
فاتته الفرصة، كانت امامه و فاتته الفرصة!
لكن..الآن سيعود لشخصيته القديمة...
لماذا وضع مشاعره في فتاة مثل نيللي؟
فقط كي تتم خطبتها من شخص آخر!

مسح دمعة نزلت من عينه دون قصد، بينما ظلت ملامح وجهه كالصخر ثابتة، وضع يده من جديد على فأرة الحاسوب، و بكل برود ضغط "اعجاب" على ما نشرته نيللي على حسابها على الفيسبوك:

              Nelly S. Got engaged to..

تمت الخطبة، لم يبال بمعرفة من خطيبها، اغلق الصفحة، و عاد للعمل، و لا تزال ملامح وجهه كالصخر..

لكن قلبه محطم كالزجاج.

                    ****************

"الم اقل لك من قبل أنه لا يوجد ما يسمى بالنهايات السعيدة؟ "

                    ****************

Φ فاي - محاولة فاشلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن