-محسن عبد الجليل؟
قالها رجل بصوت عال و هو يكاد أن يشنق نفسه و هو ينطق تلك الكلمات ، عجوز سقط صف أسنانه السفلي -غالبا من كثرة التدخين- و لكن ذلك لم يمنع حنجرته من أن تكون كالمكيروفون
-فين محسن عبد الجليل!
اقترب فتى ممتلئ الجسم من الرجل، يجري بصعوبة نحوه فور أن سمع أسمه، تكاد نظاراته تقع و هو يركض، اذا ما كان ذلك يسمى ركضا
-ايوااا أنا محسن
-أنا مش عمّال بنادي عليك من الصبح!
حاوول تجنب الصراخ و رائحة فم الرجل الأشبه برائحة المجاري أو رائحة ظربان ميت..أو كلاهما معا
-اسف كنت قاعد بعيد بس
-اتفضل الكارنيه بتاعك
-اه شكرا
أدار الرجل وجهه لمحسن و لوح بيده في الهواء بلا مبالاة بمعنى (هيا اذهب للجحيم )ثم اقترب من قفص حديدي ضخم و جلس على كرسي بجانبه ممسكا ببعض الأوراق و أخذ يسجل البيانات، بينما ذهب محسن في الاتجاه المعاكس نحو رجل اسمر البشرة، نحيف الجسم، يرتذي نظارات شمسية و قبعة رياضية، بدا على وجهه ملامح القرف ممتزجة بقليل من خيبة الأمل
-يلّا يا كوتش نروح
جمع محسن محتويات حقيبته ووضعها بها، ثم خلع قطعة قماش مكتوب عليها أرقام مثبتة على صدره و وضعها بالحقيبة، ثم مشي و هو يلعن اليوم الذي قرر فيه أن يمارس رياضة الأطاحة بالمطرقة
رغم أنها من أوائل الرياضات المخترعة في التاريخ الا أن الاطاحة بالمطرقة رياضة مجهولة عند معظم الناس، هي مسابقة حيث و يتنافس الرياضيون في رمي كرة حديدية مثيتة بسلك معدني (المطرقة) ثم يقومون بالدوران سريعا ثم حذف المطرقة
و صاحب أعلى مسافة يفوز، مما يضع محسن في موقف محرج
ابتسم الرجل الاسمر حتى ظهرت اسنانه البيضاء:
-طبعا لازم نروح، سيادتك رامي المطرقة 25 متر، يعني مش هاينفع حتى تكمل الماتش، مبروك يا بني انت جايب أقل من الأخير، مبروك يا بني
و انطلقت بهما السيارة الجيب الزيتية اللون موديل السبعينات خارج الاستاد
**************************
الوقت تعدّى منتصف الليل بساعات، دخلت من الباب محاولة عدم اصدار أي صوت، مشت على أطراف أصابعها و أغلقت الباب برفق شديد للغاية، ثم سمعت صوتا يأتي من الظلام، تسارعت التخيلات الى رأسها...أهذا فأر؟ أم لص؟ في كلا الحالتين كانت ستصرخ من الفزع، و لكنها حاولت أن تستجمع قوتها، ذهبت ناحية الصوت في بطء وسط الظلام، ثم أشعلت الأنوار، لتجد ما هو أسوأ من اللص...كانت والدتها
أنت تقرأ
Φ فاي - محاولة فاشلة
General Fictionأربع أشخاص.. لا تربطهم صلة.. فقط رؤية المجتمع لهم على أنهم فاشلين.. تجبرهم على القبول بذلك. و تأخذهم الحياة نحو منعطفات حادة.. تؤذيهم...تصدمهم...و تبكيهم لكنها تعلمهم أنه لا يوجد ما يسمى بالفشل.