الفصل التاسع عشر

45 0 0
                                    

-محسن، عاجباك المزيكا؟
-جدا، انا اول مرة احضر حفلة اصلا

توقف رامي عن تصوير الفرقة الموسيقية، لم يكن الحضور يتجاوز ال20 شخص لكن ذلك لم يمنع اي منهما من الاستمتاع بالسهرة.

-بص كدة، دي مسابقة اونلاين لتصوير، مخصوصة للهواة و كدة

-عايز تشترك فيها يعني؟

-لا الصراحة انا اعترف ان موهبتي في التصوير علي قدي، و بعدين معاد بعت الصور خلص خلاص...

ثم فتح رامي رسالة وصلته قبلها ببضع ساعات:

- و الصور اللي انت صورتها خدت المركز التاني، مبروك يا صاحبي

*********

شعرت سلمى بقليل من الانتصار، كان ذلك الكلام محشورا في حلقها لمدة طويلة، و يبدو ان الكلام اعجب شخصا آخر كذلك:

-انا مبسوطة منك جدا يا حبيبتي

-ماما؟ مكنتش اعرف...انت صحيتي امتى؟

-انا كنت عارفة موضوع هاني الزبالة ده من بدري، بس كنت عايزة اشوف انتي هتتصرفي ازاي...

احتضنتها بشدة ثم اكملت:
- كنت طول عمري فخورة بيكي يا حبيبتي، و كنت واثقة في تربيتي ليكي و انك هتاخدي في النهاية القرار الصح، مهما كانت الظروف القاسية اللي عدت عليكي، يابنتي انت مفيش بنت في الكون دا كله زيك، و لو شغلتي عقلك دا شوية تقدري تخلي الدنيا كلها تحت رجليكي...

-حتى و انا ساقطة ثانوية؟

-يا بت ثانوية ايه و زفت ايه، انت احسن شخص في الكون دا كله، سواء طلعتي دكتورة زي ما كنتي عايزة زمان او حتى اشتغلتي صبي ميكانيكي.

ضحكت كل منهما، ثم بكيا، لكن هذه المرة - و لأول مرة منذ سنين- كانت دموع فرحة.

*************

مرت نيللي بجانب مكتب علي، فشد انتباهها ورقتين علي الأرض، الأولى كان بها رسم كاريكاتير يشبه علي تماما، و مرسوم قلبه كما في الكارتون ❤ ولكنه كان محطما نصفين.
اما الرسمة الآخرى، فكانت رسمة بغاية الدقة لفتاة جميلة، كانت هي الفتاة المرسومة!
نظرت للخاتم الذي بإصبعها، ثم وضعت الرسمة في حقيبتها و مضت بعيدا.

في نفس الوقت، كان علي يتفقد آراء الناس علي صفحة الفيسبوك، لم يصدق ما رأته عيناه، الكل اعجب برسوماته و كل التعليقات كانت مبهجة، شعر علي اخيرا أنه شخص ذو قيمة، و أن هناك من يقدرون قيمته.

*************
انتهت الفرقة من العزف، و بعد ان نزلوا من على المسرح الصغير قابلهم رامي و معه رجل في اواخر الثلاثينيات يرتدي بذلة، قدمه سامح لباقي الأعضاء:

-جماعة ده صديق والدي، المحامي شرف الدين، و هو قرر يساعدنا شوية

بدأ المحامي حديثه مشيرا الى رامي:

-الولد دا يعتبر انقذكم بكل معنى الكلمة، معاه علي الموبايل بتاعه فيديو قديم ليكوا و انتوا بتعزفوا نفس الأغنية اللي اتسرقت منكم، لو رفعنا قضية هنكسبها بكل سهولة، و هيطلعلكم فيها قرشين حلوين تعويض سرقة الأغنية

احتضن تامر رامي و اخذ يعبث بشعره:
-اخويا الصغير انقذنا يا رجالة!

و بعد سهرة طويلة عاد الكل للمنزل عدا تامر، قرر ان يطوف حول المدينة بدراجته البخارية احتفالا بلذة الانتصار، لكن احترافه القيادة لم يسعفه لإنطلاقه بسرعة شديدة..
سيارة تاكسي قادمة في الإتجاه العكسي..
لم يستطع التوقف في الوقت المناسب...
تكاد تسمع صوت تحطم عظامه عن بعد.

*************

Φ فاي - محاولة فاشلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن